عاشت البحرين أزمة، صاحبتها حالة صدمة سببت هلعا لم تعشه أية دولة من دول المنطقة من قبل، الخلاف ولد طائفية، ولدت عنفا هز أركان التعايش وهدد السلم الأهلي.
لماذا الأزمة؟ في بلد ينزل ملكه بين بيوتات المواطنين ويعرفهم أسرة أسرة ويبادر لمشاركتهم الأفراح والأتراح، لم يعزل نفسه ولم يعزله جاه المكانة ولا فخامة المكان، بدأ منذ اليوم الأول في الحكم مشروعا إصلاحيا شاركه فيه الشعب، وتمثل في ميثاق وطني خلق حياة سياسية، وصنع مرحلة جديدة فتحت أبواب حرية التعبير، وأعطت المجال للمؤسسات، وضمنت الحقوق، ومن ذات البوابة التي أدخلت الحريات، دخلت المطالب التي لم تبق مطالب يرفعها الطالب لصاحب القرار، بل تحولت إلى مشروع سياسي، ألغى كل من لا يوافق عليه، واستأثر بخطاب طائفة، وفرض عليها منهجا وأسلوبا ورؤية واحدة، مجموعة الجمعيات السياسية التي فازت بكراسي المجلس النيابي في انتخابات شهد العالم على نزاهتها، لم يعجبها أن تكون خارج الحالة الثورية التي تدعمها الجمهورية الإيرانية، لم يعجبها أن تحصل على ما تريد من دون طلب واعتصام وعنف، فضلت أن تعيش المغامرة، لكن لا مبرر لتحويل المطالب إلى مخالب تنهش جسد الكيان الذي أعطى أهله أمنا بعد خوف، واستقلالا بعد احتلال، وغنى بعد فقر.
ما يحدث في البحرين ليس ثورة شعب ولا تظاهرات مطلبية، ما يحدث هو فتح المجال للراديكالية الطائفية أن تنتصر على العقلانية والمواطنة، رأينا جماعات حرقت المراكب وضربت في الوطن والمواطنة وآدابها عرض الحائط، وإذا كان هناك سوء فهم ومظالم تعانيها فئة من المواطنين، فإن طريقة عرض المشكلات وإبراز المطالب اتخذت طرائق تعبير لا تناسب ثقافتنا ولا سلوكنا، وإدخال الطرف الخارجي واستغلال أطماعه الإقليمية لتحقيق مكاسب داخلية زاد من تعقيد الأمور، وهنا لا أعمم على الجميع، ولكن هذا ما سمعناه وشاهدناه من الفئة المتشددة التي أدارت ظهرها لحوار بلا سقف ولا شروط، والذي تبناه ولي العهد البحريني.
حاول المتشددون أن يخلقوا حالة عزلة سياسية واجتماعية للطائفة الشيعية الكريمة تشابه حالة حزب الله في لبنان، وبالتدريج سنكون أمام دولة داخل الدولة في تأثر واضح بنموذج «جمهورية الضاحية الجنوبية»، لم أسمع في كل لقاءاتي خلال الأيام الماضية مع القيادات البحرينية كلمة واحدة فيها نفس طائفي أو رائحة تخوين لمن قام بالتخريب والعنف، ولكن لمست حالة صدمة وذهول، الجميع يصف الخارجين عن القانون بكلمة «عيالنا»، لا أحد يريد التصعيد، ولكن لن يرضى صاحب القرار السياسي أن يمر المخطط الاستخباري لإشعال الفتنة في الخليج، ولن يتسامح إذا كان الواضح هو تطبيق استراتيجية «حزب الله» في التعامل مع الخصومة السياسية بتعطيل الحياة وشل الاقتصاد وتغيير هوية الدولة وفرض الأمر الواقع.
لن يجد أكثر المتشددين تشددا تسامحا مثل تسامح الحكومة البحرينية، ولن يلقى أي منهم احتراما لإنسانيته كما سيجده في البحرين، أما المتلاعبة في مشاعر المسلمين «إيران»، فهي أكثر دول العالم عنصرية وكرها للعرب.
عن قرب: إذا كنت ترغب في معرفة معنى كلمة «مؤامرة»، ما عليك سوى مشاهدة الإعلام الإيراني الذي قلب الحقائق وروج الكذب بلا أخلاق.
Towa55@hotmail.com
لماذا الأزمة؟ في بلد ينزل ملكه بين بيوتات المواطنين ويعرفهم أسرة أسرة ويبادر لمشاركتهم الأفراح والأتراح، لم يعزل نفسه ولم يعزله جاه المكانة ولا فخامة المكان، بدأ منذ اليوم الأول في الحكم مشروعا إصلاحيا شاركه فيه الشعب، وتمثل في ميثاق وطني خلق حياة سياسية، وصنع مرحلة جديدة فتحت أبواب حرية التعبير، وأعطت المجال للمؤسسات، وضمنت الحقوق، ومن ذات البوابة التي أدخلت الحريات، دخلت المطالب التي لم تبق مطالب يرفعها الطالب لصاحب القرار، بل تحولت إلى مشروع سياسي، ألغى كل من لا يوافق عليه، واستأثر بخطاب طائفة، وفرض عليها منهجا وأسلوبا ورؤية واحدة، مجموعة الجمعيات السياسية التي فازت بكراسي المجلس النيابي في انتخابات شهد العالم على نزاهتها، لم يعجبها أن تكون خارج الحالة الثورية التي تدعمها الجمهورية الإيرانية، لم يعجبها أن تحصل على ما تريد من دون طلب واعتصام وعنف، فضلت أن تعيش المغامرة، لكن لا مبرر لتحويل المطالب إلى مخالب تنهش جسد الكيان الذي أعطى أهله أمنا بعد خوف، واستقلالا بعد احتلال، وغنى بعد فقر.
ما يحدث في البحرين ليس ثورة شعب ولا تظاهرات مطلبية، ما يحدث هو فتح المجال للراديكالية الطائفية أن تنتصر على العقلانية والمواطنة، رأينا جماعات حرقت المراكب وضربت في الوطن والمواطنة وآدابها عرض الحائط، وإذا كان هناك سوء فهم ومظالم تعانيها فئة من المواطنين، فإن طريقة عرض المشكلات وإبراز المطالب اتخذت طرائق تعبير لا تناسب ثقافتنا ولا سلوكنا، وإدخال الطرف الخارجي واستغلال أطماعه الإقليمية لتحقيق مكاسب داخلية زاد من تعقيد الأمور، وهنا لا أعمم على الجميع، ولكن هذا ما سمعناه وشاهدناه من الفئة المتشددة التي أدارت ظهرها لحوار بلا سقف ولا شروط، والذي تبناه ولي العهد البحريني.
حاول المتشددون أن يخلقوا حالة عزلة سياسية واجتماعية للطائفة الشيعية الكريمة تشابه حالة حزب الله في لبنان، وبالتدريج سنكون أمام دولة داخل الدولة في تأثر واضح بنموذج «جمهورية الضاحية الجنوبية»، لم أسمع في كل لقاءاتي خلال الأيام الماضية مع القيادات البحرينية كلمة واحدة فيها نفس طائفي أو رائحة تخوين لمن قام بالتخريب والعنف، ولكن لمست حالة صدمة وذهول، الجميع يصف الخارجين عن القانون بكلمة «عيالنا»، لا أحد يريد التصعيد، ولكن لن يرضى صاحب القرار السياسي أن يمر المخطط الاستخباري لإشعال الفتنة في الخليج، ولن يتسامح إذا كان الواضح هو تطبيق استراتيجية «حزب الله» في التعامل مع الخصومة السياسية بتعطيل الحياة وشل الاقتصاد وتغيير هوية الدولة وفرض الأمر الواقع.
لن يجد أكثر المتشددين تشددا تسامحا مثل تسامح الحكومة البحرينية، ولن يلقى أي منهم احتراما لإنسانيته كما سيجده في البحرين، أما المتلاعبة في مشاعر المسلمين «إيران»، فهي أكثر دول العالم عنصرية وكرها للعرب.
عن قرب: إذا كنت ترغب في معرفة معنى كلمة «مؤامرة»، ما عليك سوى مشاهدة الإعلام الإيراني الذي قلب الحقائق وروج الكذب بلا أخلاق.
Towa55@hotmail.com