-A +A
حاوره: عبد الله العريفج

حظيت الأوامر الملكية، التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بالكثير من الإشادات على المستوى الداخلي والخارجي، على حد سواء لما لها من أهمية بالغة.

وفي هذا الإطار، ثمن عميد عائلة آل صباح الحاكمة في الكويت ورئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي السالم الصباح عاليا سلسلة الأوامر، معتبرا أنها جاءت تلبية لتطلعات وطموحات الشعب السعودي.

وقال الشيخ سالم، في حوار هاتفي أجرته «عكاظ»: «تابعنا ببالغ الاهتمام ما حدث في المملكة بين القيادة وشعبها، ومظاهر الحب بين الملك ومواطنيه، وبالتأكيد ما جرى يعكس الطريقة الصحيحة والانسجام الحقيقي بين الشعب والقيادة، وهو درس في فن القيادة ونموذج لاستقرار الكيانات في العصر الحديث». وحول مجريات الأحداث في البحرين، رفض رئيس الحرس الوطني الكويتي ما يردده البعض من أن دخول قوات درع الجزيرة احتلال للبحرين، مؤكدا أن دول مجلس التعاون أبرمت عند تأسيس تلك القوة اتفاقا حول مهماتها ومشاركتها في تأمين استقرار دول المجلس والحفاظ على مصالحها:





• تشهد المملكة توافقا قل نظيره بين القيادة الرشيدة والشعب.. كيف تنظرون إلى هذا الانسجام ؟

ــــ لا شك أن سعادتنا في دولة الكويت لا تضاهيها أي سعادة تجاه الأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين يوم الجمعة الماضي، وما سبقها من كلمة جسدت ما يحمله الملك عبد الله من حب ومودة للشعب السعودي.. وأعتقد أن ما حصل في المملكة وما تعيشه هذه الأيام على ضوء القرارات الملكية التي استهدفت المواطنين السعوديين في حياتهم الاجتماعية والمعيشية، ما هو إلا تظاهرة حب بين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأبناء شعبه الوفي كافة، ليقدموا أنموذجا لاستقرار الكيانات في العصر الحديث.. لقد قدم السعوديون صورة عظيمة لما يمكن أن تكون عليه العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ولا شك أن عدم استجابة السعوديين لدعاة الفتنة والفوضى أثبت حبهم وولاءهم لقيادتهم التي لا تريد إلا الخير لكل سعودية وسعودي، فالملك عبد الله أعطى شعبه الوفي بسخاء، تجسد في ما أمر به يوم الجمعة الماضي، وهي لم تركز على فئة دون فئة من الشعب، بل لبت كل احتياجات الشعب السعودي.. لقد شاهدنا وتابعنا وسمعنا على مدى الأيام الماضية بشائر الخير الذي حظي به السعوديون من قيادته، وهذه كلها تؤدي إلى المزيد من الاستقرار، وأنا على ثقة أن مستقبلا مبشرا ينتظر المملكة وكافة دول الخليج؛ لأنها الركيزة الأساسية للأمة العربية والإسلامية، وأي عاقل سيفكر بهذا. وأعتقد أنه، وفي هذه المرحلة، أصبح العالم كله قرية واحدة، ولم يعد يخفى على أحد شيء في العالم، فما يحدث في أي بلد يتلقفه العالم في ذات اللحظة.. اليوم دول مجلس التعاون تقدم لشعوبها كل ما يصبون إليه وتتطلع إليه الأجيال القادمة، وهذا يتطلب منا جميعا الشكر والثناء لله عز وجل على ما من به علينا كشعوب خليجية.

التوتر في البحرين

• هناك دول في المنطقة لا تريد الاستقرار لدول مجلس التعاون الخليجي، وتعمل على التحريض وبث الفوضى مثلما جرى في البحرين.. ماذا تقول؟

ــ في الوقت الراهن الأمر في غاية الحساسية بالنسبة لما يجري في البحرين، وأريد أن أقول أن الكويت متحسسة من هذا الأمر. فهناك أقلية في العالم لا تريد استقرار منطقتنا، وكما تعلم فإن النفط يمثل عصب وحياة الدول الكبرى ومستقبلها، وأما الدول التي لا تريد الاستقرار لدولنا وشعوبنا فأسأل الله أن يرد شرها إليها.

• كيف تقرأون مستقبل دول الخليج في ظل المتغيرات التي يشهدها الشارع العربي في هذه المرحلة؟

ـــــ أريد أن أوضح أمرا في غاية الأهمية، فهناك قسم بسيط من شعوب دول الخليج لديهم طموحات وأفكار يجلبونها من دول أخرى لا تريد لدول الخليج الاستقرار، وهؤلاء ليس لهم تأثير، لكن الغالبية الساحقة من شعوب الخليج مطمئنون على مستقبلهم ومستقبل الأجيال المقبلة، ومتمسكون بوحدة دولهم، محافظين على صلابة جبهات دولهم الداخلية، وهي كذلك ولله الحمد.

• وماذا عن الأحداث المؤسفة في البحرين التي تغذيها جهات خارجية؟

ــ نعم، هناك دور له أبعاد عبثية تأتي من الخارج، ونتمنى أن تتجاوز البحرين أزمتها بما يكفل أمن وسلامة الشعب البحريني.

درع الجزيرة

• ومشاركة قوة درع الجزيرة التي تتخذ من حفر الباطن مقرا لها في حماية المصالح الحيوية لدولة البحرين؟

ــ مشاركة قوة درع الجزيرة جاءت بطلب من القيادة البحرينية، وأعتقد أن ذلك مطلب مشروع، وعند بداية تأسيس القوة كان هناك اتفاق بين جميع الدول الخليجية الست أن هدف تشكيل تلك القوة هو لضمان واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي.

ومن يعتبر أن وجود هذه القوات في البحرين غير شرعي، فهذا كلام مرفوض ومردود عليه، كما أن من يردد ذلك هم أقلية، لكن الأغلبية الذين قرأوا وفهموا التاريخ يدركون أن إنشاء قوة درع الجزيرة لأجل حماية دول مجلس التعاون والمحافظة على استقرارها، ثم أن الدول الغربية لحقت بدول الخليج بإنشاء تحالفات عسكرية مشابهة لضمان استقرار دولهم، علينا أن ننظر إلى المستقبل، لا أن نتراجع إلى الخلف، لصناعة مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة.

إعلام مغرض

• كان للإعلام دور بارز في أزمة البحرين، خصوصا بعض الفضائيات الإعلامية، التي لعبت دورا تحريضيا.. كيف يمكن التصدي لتلك الحملات المضللة؟

ــ لا بد أن تكون هناك دراسة متعمقة لوضع استراتيجية إعلامية خليجية لمواجهة الحملات المغرضة التي تواجهها دول المجلس، ولا بد أن تكون وحدة وتضامنا إعلاميا للتصدي لتلك الحملات الضالة؛ لأن في وحدة إعلامنا قوة تجعلنا قادرين على مواجهة تلك الحملات وتحصين المجتمع الخليجي.

• هل أنت مطمئن على سلامة وصلابة وتماسك الجبهة الداخلية في الكويت على ضوء ما تشهده بعض الدول العربية؟

ــــ أعرف من خلال قراءتي للتاريخ أن أهل الكويت تجمعوا كأسرة واحدة، ووجدوا أن لدى صباح الأول بعد نظر ورؤية ثاقبة، فجعلوه حاكما عليهم، وعندما تضعضعت الحكومة التركية وقع الشيخ مبارك مع بريطانيا اتفاقية لحماية الكويت من الحكومة التركية، وبما يضمن عدم تدخلها في شؤون الكويت الداخلية لتنال بعد ذلك استقلالها.. هناك اختلاف في وجهات النظر بين الكويتيين، لكن قلوبهم مترابطة، وهذا هو الأهم، وقد قالوا قديما عن الكويتيين «ألسنتكم طويلة وقلوبكم متماسكة».