-A +A
عبدالسلام بلال (تونس)
عندما نتحدث عن الطرب والغناء في تونس قل وندر الا نذكر الفنان المبدع صاحب النجاحات الكبرى لطفي بوشناق، فنان تجاوز اسمه الحدود ليتألق على الصعيد العربي كأفضل ما يكون.حاصد الجوائز محليا وعربيا وعالميا بوشناق تجاوز بأغانيه مجال «الطرب» ليكرس فنه لقضايا وهموم الانسانية.. لطفي غنى للطفولة.. لفلسطين لاطفال العراق.. لقضايا العنصرية وحرب سراييفو وبيروت.ضيفنا الفنان لطفي بوشناق حظي مؤخرا بتتويج خاص في تونس بحصوله على جائزة 7 نوفمبر للابداع التي تسلمها من رئيس الجمهورية، وكانت جريدة «عكاظ» حاضرة يوم التتويج وأولى الصحف العربية التي هنأت المحتفى به بهذه الجائزة القيمة وعن صداها وابعادها سألته فأجاب «هذه الجائزة تاج ذهبي فوق رأسي ومحطة هامة في مسيرتي المتواضعة ومنارة في حياتي، وهي بمثابة الحافز لمزيد من البذل والعطاء، وإلى اساتذتي الاجلاء الذين علموني اهدى هذه الجائزة.. شكرا جزيلا لالتفاتة سيادة الرئيس الى شخصي بهذا التتويج الذي لايزيدني إلا ثقة بنفسي.. وهي ايضا مسؤولية على عاتقي وادعو الله ان يوفقني في مهمتي ورسالتي لاظل بالفعل من الجديرين بهذا التوسيم والتتويج.
نفهم من حديثك ان مسؤوليتك كفنان كبرت حين نعرف ما بداخلك كفنان يهتم بقضايا الاخرين؟

- انطلقت في مسيرتي الفنية من مبدأ ان الفنان هو الذاكرة وهو ايضا المرآة التي تعكس الواقع، فلابد ان يهتم من موقعه بكل القضايا التي تحيط به وفي شتى الميادين وان يكون له مبدأ ورأي وموقف وان يكون ايضا شاهدا على العصر والاحداث التي تمر بها الأمة العربية والانسانية بصفة عامة.
لقد غنيت لحرب سراييفو ولبيروت وفلسطين وغصت في الذاكرة الوطنية ومثلت بلدي في العديد من المحافل الدولية، واصبحت اغاني لاتعبر عن الشعب التونسي فحسب بل عن الشعب العربي وبحمدالله وتوفيقه كانت الجماهير العربية دائما في الموعد.. والفنان في الاخر هو جزء من هذا الشعب العربي يغني له وعنه وهو ايضا الضمير الانساني بأغانيه الصادقة والواعية.
تحدثت عن الاغنية.. والمعروف عنك صعوبتك في الاختيار وفي تنقية الكلمات؟
- يبقى ذلك من طبعي ومنذ بدايتي، لاني اختار نصوصي بنفسي وكذلك مواضيع اغاني، واحرص شديد الحرص على ان تكون الكلمة معبرة وصورة جيدة، كما اني اسعى دائما أن اكون متجددا، وأن اضيف حسا جديدا في أغاني لا أن اكون متطفلا على اعمال الاخرين وتجاربهم.. وكفنان فإني لا أبحث عن موقع في هذه الساحة بقدر ما ابحث عن موقف وبصمة.
وهل نفهم من ذلك ان الانتشار لايعنيك؟
- الانتشار لايجب ان يكون على حساب العمل ومواقف الانسان في الحياة كلنا نسعى للانتشار ولكن بطريقة منطقية قوامها الصدق والتفاني والعمل الجيد من اجل كلمة هادفة ولحن صادق متجدد، بالاضافة الى التعايش مع الواقع وايقاعات واحداث العصر.
على ذكر الايقاعات.. ما رأيك في الاغنية الخليجية وايقاعها؟
- الاغنية الخليجية لها مكانتها الخاصة عندي، واحترمها لانها عرفت كيف تنتشر باصالتها وايقاعاتها المتميزة وبأصواتها.. انها اغنية عرفت كيف تنتشر لا على حساب تاريخها وبصمتها ونكهتها بل بطابعها المميز والجميل.
والأغنية السعودية؟
- أصيلة وحلوة ولها نكهتها وعندما نذكر الايقاع السعودي الجميل نذكر العديد من الاصوات العربية المميزة كطلال مداح وابو بكر سالم ومحمد عبده وعبدالله رشاد وعبدالمجيد عبدالله وطلال سلامة والقائمة تطول مع العفو لمن لم اذكرهم لانهم ساهموا جميعا في ابراز هذا اللون الجميل ضمن الاغنية الخليجية.. وقد سبق لي ان اديت هذا الايقاع ويدي مفتوحة لمواصلة المشوار في هذا الاتجاه والتعامل مع طاقات ابداعية خليجية.
ما دمنا نتحدث عن الابداع.. كيف يرى بوشناق الاغنية المصورة أو «الكليب»؟
- نحن نعيش عصر الصورة والصوت، وانا لست ضد «الكليب» وقد ذكرت ذلك في اكثر من لقاء، وقلت إنه عمل مرئي متمم لعمل فني مسموع توفرت فيه شروط النجاح ألا وهي الكلمة القيمة واللحن المميز والاداء الجميل، ثم يأتي العمل المرئي ليتمم ذلك وليس العكس.. وبالنسبة لي فـ»الكليب» هو ترجمة لمعنى بطريقة مرئية، والعمل الناجح هو عندما تلغي الصوت وتشاهد الكليب تحصل لك فكرة واضحة على مضمون الاغنية.
وبعيدا عن «الكليب» كيف يحصل التجاوب بينك وبين الجماهير في بلدان لاتعرف العربية خصوصا عندما نعلم بعودتك الأخيرة من كندا؟
- لقد غنيت في اغلب مدن العالم باليابان والهند وكوريا وأمريكا وروسيا وأغلب المدن الاوروبية، وأديت رسالتي كفنان لأن الفن رسالة صادقة يحملها الفنان بإحساسه وشعوره، وعندما أغني بعيدا عن الوطن العربي أحس بتجاوب المتلقين وتفاعلهم مع الاداء والايقاع الموسيقي..والمهم ان تبلغ رسالة مهما كانت نوعية الجمهور، وأن تبلغها بكل صدق وبكل أمانة وحب.. والفضاء المسرحي مقدس عندي تماما مثل الجمهور الذي احترمه مهماكانت جنسيته لأني احمل بين يدي رسالة.