-A +A
حامد عباس
** أتذكر أن أستاذنا الكبير حامد حسن مطاوع (رحمه الله) رئيس تحرير صحيفة الندوة في ذروة صدارتها قبل أكثر من أربعين عاما، جاءه كتاب هدية من مؤلفه، وكعادته عندما لا يثير الإصدار اهتمامه أحاله إلى زميلنا محمد أحمد بخش مسؤول الأرشيف، وبعد فترة زمنية قصيرة سمعنا عن سحب الكتاب من مراكز التوزيع على قلتها أيامها فطلبه (رحمه الله) من جديد لقراءته! وأكاد أقول إن جهاز التحرير ومن معهم وقف في طابور الفضول وذلك لمعرفة الأسباب تصديقا للمثل الشعبي! وهي ليست الحالة الوحيدة وإنما واحدة من آلاف!! ويكاد يكون أحد أهم أساليب الترويج المستترة إشاعة المنع، وربما لا يعرف أساطين الرقابة ــ أو يعرفون! ــ أنهم بمنع الكتاب أو الفيلم أو الموقع أو غيرها من أدوات التعبير يقدمون أكبر خدمة لهذا المنتج، وربما يسعى القائمون عليه بشتى الوسائل لتحقيق المنع أو الزعم به طلبا للانتشار غير المسبوق عبر التهريب فيما مضى، والآن من خلال التحميل من مواقع الإنترنت! ولدي نماذج وأمثلة لا تحصى.
جاءت هذه المقدمة بعد محاولات مني للدخول إلى مواقع في الإنترنت لبحث أو لأي سبب من الأسباب حتى لو افترض الأوصياء على الرقابة الذين يحجبون هذه المواقع بزعم حماية الآداب العامة أو حماية الناس من أخطار المعلومات التي تتدفق عليهم فتخنقهم وتفسد أذواقهم وتشتت جموعهم وتخترق دفاعاتهم وتحطم إراداتهم، وباختصارت تجعلهم يستسلمون للأعداء! حتى لو افترض هؤلاء أنني أعبث أو أتآمر أو ما شاءت لهم أوهامهم من اتهامات، أو حتى لو افترضنا حسن النية لحمايتي وأسرتي وأقاربي وقبيلتي وجيراني ومن يلوذ بي!! واللطيف أن هؤلاء الأوصياء يستخدمون لغة رقيقة ويتساءلون بأدب إن كنت مع الحجب أو ضده ولك أن تبدي أسبابك في موقعهم وهم يضربون السلام لما تقول ثم يديرون ظهورهم! ولسذاجتي فعلت شخصيا أكثر من مرة مبديا مبرراتي مع معلوماتي الشخصية أوشكت أن تصل إلى سيرتي الذاتية، حتى كنت أظن أن الموقع سيفتح من أجل عيني المتعبتين مع اعتذار رقيق! وفي آخر مرة قرأت خبرا فدخلت الموقع لأعرف التفاصيل ففوجئت باللافتة المعتادة التي تعلن الحجب! وعندما أردت إعلان احتجاجي لم أوفق أو لم أستطع انتظار بطء النت الذي تبشرنا بعكسه الاتصالات! وفي كل محاولة أتصور ابتسامة السخرية التي يطالعني بها الحاجب من وراء ظهري حتى كدت أن أكسر رقبتي وأنا أحاول أن أضبطه بالجرم المشهود!!
إنني أتمنى من كل قارئ يحترم حرية الكلمة كما يعتقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حفظه لله ــ أن يؤمن على دعائي الذي لا يتمنى السوء لأحد: أسأل الله أن يتسلط كومندوز الهاكرز على دفاعات الحاجبين فيفتحون كل المواقع للجميع دون موانع! وأن يكون اعتمادنا على التربية والثقة في الأبناء بدل هذه الوصاية الممقوتة!.
* مستشار إعلامي
ص. ب 13237 جدة 21493 – فاكس: 026653126


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة