-A +A
حوار: فهيم الحامد

استأثرت توكل كرمان المواطنة والصحافية اليمنية (32 عاما) باهتمام الساحتين اليمنية والخارجية، وتصبح الصوت الفاعل المترجم لمطالب الاحتجاجات الشبابية المنطلقة من ساحة التغيير في صنعاء، التي ما فتئت تنادي بتنحي الرئيس ورحيل من معه من المشهد السياسي في البلاد. لم تكن كرمان الناشطة والسياسية التي ظلت تنادي بحرية الصحافة، لتتوقع أن تصبح الآن شوكة في خاصرة النظام، ولسان حال الشباب اليمني، بل تجاوزتها لتقود الاحتجاجات الشعبية.

توكل كرمان زعيمة ثورة الشباب اليمني تحدثت لـ«عكاظ» حول مستقبل اليمن والثورة الشبابية، إذ قالت إن الثورة الشبابية لليمنيين غير مرتبطة بجمعة التحدي، أو الزحف أو غيرها من أيام الجمعة، مؤكدة أن المسيرات المليونية في هذه الأيام ما هي إلا تتويج لما يدور في الشارع يوميا.

تقول توكل كرمان، الأم لثلاثة أبناء والتي تعرضت لمحاولة اغتيال بسكين في تظاهرة، إن الشباب اليمني لديه الخطط، والشعب تحمل الفقر والبطالة لسنوات عديدة، فضلا عن أنها لا تسعى إلى سلطة، بل تريد التغيير ودولة المؤسسات واحترام حقوق الإنسان. وتطالب النساء اليمنيات بالمشاركة الفعالة في المظاهرات، إذ تقول: «إن المظاهرات ليست مجرد ثورة سياسية، وإنما أيضا ثورة اجتماعية».

وتستدعي كرمان حالة تأثرها بالهبة التونسية وتفاعلها مقرة: «لقد تأثرت كثيرا بما حدث في تونس، وعمدت إلى إرسال رسالة عبر الفيسبوك»، داعية الشعب اليمني للاحتفال بالانتفاضة التونسية. وتابعت موضحة مشاركتها في اعتصام نظمه طلاب جامعة صنعاء أمام السفارة التونسية، إذ أن هذه التظاهرة التي شارك فيها الآلاف، اعتبرت أول مظاهرة سلمية تطالب الرئيس اليمني بالتنحي والرحيل، وعقبها اندلعت الثورة الشبابية في جميع أنحاء ومدن اليمن.

وتطرقت إلى تجربة اعتقالها بعد مضي فترة من الاحتجاجات، شارحة أن عملية اعتقالها كانت منعطفا تاريخيا في حياتها حين تم تناقل الخبر عالميا، وانطلقت عقبه الاحتجاجات في معظم مدن اليمن، مضيفة: «لقد تزايدت الضغوط على السلطة حتى تم إطلاق سراحي بعد 36 ساعة.» وأردفت أن إطلاق سراحي يعتبر انتصارا للثورة وليس انتصارا شخصيا. وكشفت أن شباب الثورة سينظمون مسيرة مليونية نسائية احتجاجا على ما ورد على لسان الرئيس اليمني في كلمته أمس الأول، مؤكدة أن المراة جزء لا يتجزأ من الثورة ولا يمكن تجاهلها إطلاقا.

وفيما يتعلق بالمشروع السياسي لشباب الثورة، أفادت: «نحن ثوار، ولا يوجد لدينا مشروع سياسي»، واستدركت أن هناك مشروعا سياسيا ورؤية للمرحلة الانتقالية. وأضافت نحن نريد مجلسا رئاسيا ممثلا من جميع القوى السياسية والوطنية وإنشاء مجلس وطني انتقالي يضم كل التيارات السياسية الداخلية ومعارضة الخارج دون استثناء لأي أحد يهدف لإدارة الحوار لحل جميع القضايا، ومن ضمنها القضية الجنوبية. ومن ثم تشكيل حكومة تكنوقراط، مشيرة إلى أن شباب ثورة اليمن سيجدون الحلول لجميع المشكلات التي تواجههم بعد رحيل النظام، على حد قولها. وزادت الشعب يريد التغيير السلمي، وليس عبر العنف واستخدام القوة، موضحة أن التغيير سيجعل اليمن الاستقرار الداخلي. وعن رؤيتها للمبادرة الخليجية، قالت: نحن نثمن الموقف الخليجي وحرصهم على وحدة وأمن واستقرار اليمن، ونحن لا نريد أي تدخلات خارجية وأي حوار أو مبادرة يجب أن تكون تحت سقف تنحي الرئيس أولا من السلطة.