-A +A
مها محمد غسان ـ دمشق
للمرة الثانية منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد، يخاطب الرئيس السوري بشار الأسد الشعب، متعهدا بالإسراع في الإصلاحات التي وعد بها من قبل، وفق خطوات متأنية ومدروسة لاتحدث خللا في البلاد وفق رؤية القيادة السورية.
وأكد الأسد في حديثه أمام تشكيلة الحكومة الجديدة أمس أن اللجنة القانونية لرفع حالة الطوارئ قدمت «مقترحاً لحزمة متكاملة من القوانين التي تغطي رفع حالة الطوارئ ضمن المعايير الدولية المتبعة في كل دول العالم وسيجري رفع هذه المقترحات للحكومة من أجل تحويلها إلى تشريعات كي تصدر فوراً». كما اعتبر أن قانون منح الجنسية للأكراد من شأنه أن «يعزز الوحدة الوطنية في سوريا وعلى الحكومة الجديدة أن تقوم بمتابعة الإجراءات من أجل إنجاز مضمون هذا القانون». وقال الرئيس السوري إن قانون الأحزاب «هام جداً وله حساسية خاصة لأنه يؤثر في مستقبل سوريا بشكل جذري لذلك يجب أن تكون دراسته وافية وناضجة وأن يكون هناك حوار وطني لنرى ما هو النموذج الأفضل الذي يناسب المجتمع السوري».

وجدد الأسد أن بلاده تمر بـ«مرحلة دقيقة جداً» وتتعرض لـ«مؤامرة»، في الوقت ذاته وعد بالإسراع في الاصلاح، مشيراً إلى أن إنجاز القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ سيتم الأسبوع المقبل وأن قانون الإعلام الجديد أصبح في مراحله الأخيرة فيما رأى أن قانون منح الجنسية للأكراد سيعزز الوحدة الوطنية. وقال الأسد، خلال ترؤسه الاجتماع الأول للحكومة الجديدة عقب أدائها اليمين الدستورية، إن «الرهان الخارجي» خلال الأسابيع الماضية فشل، مشدداً على الرغبة في فتح حوار موسع مع جميع الأطراف وعلى أن حزمة القوانين الجديدة ستؤدي لتوسيع المشاركة مع زيادة الحريات في سوريا.
ونبه الرئيس السوري إلى أن بلاده «تمر الآن بمرحلة دقيقة جداً وهناك مكونات لهذه المرحلة.. هناك المؤامرة.. هناك الإصلاحات»، مضيفاً أن «المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سوريا تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين وطالما أن هناك خصوماً أو أعداء فلا بد أن تكون المؤامرة».
ووعد بإنجاز القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ الأسبوع المقبل كحد أقصى، مشيراً إلى أن هذا الأمر من شأنه «تعزيز الأمن في سوريا والحفاظ على كرامة المواطن»، داعياً إلى تطبيق هذه القوانين «بحزم .. والشعب السوري شعب حضاري ملتزم يحب النظام ولا يقبل الفوضى والغوغائية».
واعتبر الرئيس الأسد أن البطالة «هي المشكلة الأكبر التي تواجهنا في سوريا»، داعياً إلى اعتماد مشاريع سريعة تعالج هذه المشكلة وما وصفه بـ«إحباط» و«يأس» الشباب العاطل عن العمل.
وأضاف أنه «لا بد من الإصلاح الضريبي لأنه منفذ كبير من منافذ الفساد في سوريا وهو محور مهم من أجل الوصول لمكافحة الفساد مضافاً إليه ضبط الإنفاق الحكومي ولو أنه لا يرتبط مباشرة بالفساد».
في المقابل، دعا ناشطون سوريون على موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي إلى مظاهرات جديدة اليوم الذي يصادف عيد جلاء الاحتلال الفرنسي، في ما أطلقوا عليه اسم «أحد الجلاء».
ودعا الناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» التي جمعت أكثر من 117 ألف مؤيد، إلى مظاهرات في كافة المناطق السورية اليوم الذي يصادف يوم جلاء الاحتلال الفرنسي عن الأراضي السورية، وذلك دعماً «للشعب السوري وتأييداً لمطالبه في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية».