وفقا لقراءتي «الانطباعية»: مرت تجربة الإنترنت في مشهدنا السعودي حتى وقتنا الحاضر بثلاث مراحل «الاكتشاف، الضخ، الفرز»، ورغم الفترة الزمنية القصيرة التي تقلب فيها المجتمع في بحر الإنترنت، إلا أنه قطع تسلسلا زمنيا عجزت عنه وسائل الإعلام مجتمعة، وعلى مدار 13 عاما منذ لحظة الإعلان الرسمي عن دخول الإنترنت إلينا، سجل «السعوديون» حضورا لافتا في عوالم الشبكة العنكبوتية كانت بدايته في الاستحواذ على المنتديات الإلكترونية باعتبارها شكلا جديدا من أشكال «البوح والفضفضة» التي كان بيننا وبينها ممانعة في العالم الحقيقي، وهي في حقيقتها تجربة ثرية كشفت عن حالة من الفوضى الإبداعية، قدمت لنا عشرات الأسماء المتفوقة في المجالات المختلفة، وأورثت أقلامهم وأفكارهم رشاقة ولياقة عجز عنها غيرهم ممن لم يدرك المرحلة. استمرت مرحلة المنتديات الإلكترونية قرابة الخمس سنوات، كان من أبرز راصديها تحليلا الصحافي سعد المحارب في سلسلته «السعوديون في جمهوريات الإنترنت» على صفحات مجلة المجلة، بدأت من بعدها مرحلة الضخ العشوائي جراء عملية الإغراق في التصفح على إثر تخفيض تكلفة الاستخدام وظهور تقنيات الاتصال الجديدة، فنشطت في تلك الفترة «الفضائحيات» وعمليات الاختراق فضلا عن بداية ظهور ما يعرف بالصحف الإلكترونية التي أسست نفسها على غرار صحف «التابلويد»، وكانت متمثلة آنذاك بصحيفتي إيلاف والوفاق الإلكترونية، ثم تتالت بعدها بقية الصحف، مع وجود انحسار وعزوف جزئي عن المنتديات بسبب ظهور الشبكات الاجتماعية «فيسبوك، تويتر، ماي سبيس، نت لوج»، الأمر الذي استدعى الإعلان عن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية مع اتساع رقعة الاستخدام وعشوائيتها. الجانب المشرق في بحرنا الإنترنتي برز مع مرحلة الفرز التي أبرزت نماذج استطاعت تقديم نفسها وطرح أفكارها بشكل متميز، وكان النصيب الأكبر لشريحة الشباب ولمن أغلقت في وجه إبداعهم الأبواب، فأثبتوا حضورهم على الإنترنت في الفترة التي أصاب الملل كثيرا من المستخدمين، واستقر بهم الحال على مواقع محددة لا يتجاوزونها في تصفحهم إلا بالصدفة، وغالبا ما تتركز في: الصحف والأخبار، الشبكات الاجتماعية، اليوتيوب، فكان الحضور ملفتا لكثير من الشباب في المبادرات والنشاط الاجتماعي المدني والعروض المرئية، ولا صوت يعلو الآن فوق صوت «لا يكثر، على الطاير، مسامير»، كان محركها الرئيس مجموعة من الشباب استغلوا انشغالنا بالتصفح التقليدي وتركنا لمساحة الأفكار الواسعة، وبادروا إلى تلك الأعمال محققين في فترة وجيزة أرقاما فلكية في عدد المشاهدين يعجز عن تحصيلها أعرق برنامج تلفزيوني عربي!.
وللحديث بقية..
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة
وللحديث بقية..
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي
أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة