-A +A
أيمن بدر كريم
يتعرض كثير من قائدي المركبات في المجتمع السعودي إلى خطر التعرض لحوادث تودي بحياة عدد منهم، أو تتركهم ضحية لأضرار جسدية ومعنوية ومادية نتيجة فرط السرعة والتهور، لكن هناك أسبابا أخرى تساعد حتما على ارتفاع نسبة الحوادث التي فاقت مثيلاتها في كثير من المجتمعات، من ضمنها: سهولة اقتناء رخصة القيادة دون التأكد من كفاءة السائق لحيازتها وتجديدها بشكل تلقائي لا يتماشى مع الأنظمة الموضوعة، والتساهل في توقيع الكشف الطبي عليه بالرغم من احتمال معاناته من أمراض مزمنة تجعل من جلوسه خلف المقود أمرا غاية في الخطورة على حياته والآخرين، مثل: داء الصرع غير المتحكم به، أو السكري غير المنتظم، أو اعتلال شبكية العين أو عدستها، بحيث تصعب معه الرؤية الواضحة، أو اضطراب في الأعصاب يؤثر سلبا في سرعة استجابته وقدرته على تفادي الاصطدام.
ونتيجة نقص الوعي بأهمية النوم السليم واضطراباته في المجتمعات العربية، يقود بعض السائقين سياراتهم «نصف مستيقظين» بسبب الحرمان المزمن من النوم السليم، أو الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، مما يرفع نسبة تعرضهم للحوادث كما أثبت ذلك عدد من الدراسات الموثقة في المجتمعات الغربية.

ولا يمكن في ظل الأنظمة المعمول بها حاليا رصد حالات اضطرابات الشخصية والمزاج التي تجعل من بعض السائقين أعداء لغيرهم من قائدي المركبات، وقنابل موقوتة قد تتسبب في خسائر كبيرة نتيجة قصور الأنظمة المرورية والصحية في تشخيص مشكلاتهم وتقديم المساعدة لهم وكف أيديهم عن اللعب بأرواح الناس وممتلكاتهم.
ولا يفوتني إلقاء اللوم على كثير من الشوارع والمنعطفات والتقاطعات الخطيرة التي تم تصميمها على عجل، وتنفيذها بشكل لا يراعي أبسط قواعد هندسة رصف الطرق والسلامة والأمان، فساهمت بذلك في تسهيل وقوع الحوادث، مما جعلها أشبه بكمائن الموت، ومصائد الأرواح.
في رأيي أن النظام الحالي للمرور، الذي يركز على مخالفة تجاوز السرعة المحددة في عدد قليل من الطرق السريعة متجاهلا الطرق الداخلية، يجب أن لا يتهاون أبدا في رصد وتصحيح مخالفات لا تقل أهمية مثل: القيادة بسرعة غاية في البطء على الطرق السريعة، والانشغال بالهاتف النقال أثناء القيادة، وانتشار السيارات ذات إشارات التنبيه المعطوبة، والأضواء المكسورة، وتلك المنعطفة يمينا ويسارا بزوايا حادة، فضلا عن قاطعي الإشارات الحمراء ومتجاوزي الخطوط الصفراء، في محاولة لوقف نزيف الأرواح وسيل الدماء.
abkrayem@gmail.com