«خادم الحرمين الشريفين دائما ما يجعل أبناء المملكة أكثر اهتماماته الشخصية»، بهذه الكلمات تحدث صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران لـ «عكاظ» عن جوانب من شخصية والده الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأوضح أمير منطقة نجران أن خادم الحرمين الشريفين دائم الاتصال بأمراء المناطق والوزراء يستفسر منهم عن كل ما يتعلق بالمواطن، ويحثهم ويوجههم بتوفير أهم المشاريع والاحتياجات الضرورية. وتطرق الأمير مشعل بن عبدالله إلى حرص الملك عبدالله على اعتماد كثير من المساعدات للأسر ذات الدخل المحدود حرصا على أن يعيشوا في أوضاع جيدة، مبينا أن خادم الحرمين يحرص على أن يغرس في أبنائه ومنذ الصغر القيم والأخلاق الحميدة والحرص على عمل الخير والتواضع وهو مدرسة ولا زلنا نتعلم منه اليوم تلو الآخر ومهما وصلنا سنظل نتعلم من مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز. وتحدث أمير نجران عن تعامل الملك مع العارض الصحي وجوانب أخرى، فإلى الحوار:
• بحكم قربكم من خادم الحرمين الشريفين حدثنا كيف يتابع هموم الشعب السعودي بعيدا عن الاجتماعات والمجالس الرسمية؟
ــ حقيقة أن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـــ حفظه الله ورعاه ـــ دائما ما يجعل أبناء المملكة أكثر اهتماماته الشخصية فهو دائم السؤال عن كل شأن أو أمر يخص الوطن وأبناءه. وعلى الرغم أننا جميعا نعلم وندرك حجم ما يصرف لتنمية الوطن ورفاهية المواطن من خلال الميزانيات الضخمة والمشروعات الكثيرة، إلا أن ذلك يجعل سيدي دائم السؤال عن كافة الأوضاع والأمور، وحسب ما أعلمه فإن جميع المسؤولين المعنيين بالمشروعات التنموية يتلقون استفسارات وتوجيهات مستمرة كلها تصب في خدمة هذا الوطن العزيز.
• الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز يهتم كثيرا باحتياجات الأسر ذات الدخل المحدود حدثنا عن هذا الجانب من شخصية الملك؟
ــ بلا شك أن خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ يهتم بشؤون الوطن والمواطن اهتماما منقطع النظير هذا بشكل عام، إلا أنه رعاه الله وبإنسانيته وعطفه يولي كل أسرة محتاجة اهتماما ومتابعة وحرصا على عدم الحاجة وذلك من خلال أعمال إنسانية لا أود الخوض في تفاصيلها هذا من جانب، ومن جانب آخر لا يمكن تجاهل ما يتم اعتماده من مشروعات ومساعدات تستهدف الأسر المحتاجة، فعلى سبيل المثال لا الحصر ما يقدم من مساعدات عن طريق الضمان الاجتماعي وما اعتمد من مشروعات للإسكان سواء من مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي أو وزارة الإسكان هذه نماذج بسيطة في هذا الجانب.
احتياجات المواطنين
• سمو الأمير .. هل للملك حفظه الله اتصالات مباشرة مع أمراء المناطق والوزراء يحثهم على تنفيذ المشاريع وتلبية احتياجات المواطن؟
ــ بلا شك أن حرص سيدي ـــ رعاه الله ـــ ينعكس بشكل مباشر على الجميع سواء أمراء المناطق أو الوزراء، ونحن نتلقى توجيهات تهدف جميعها إلى العمل لكل ما يمكن لتحقيق التطلعات كما أننا نتشرف بالسلام عليه ـــ حفظه الله ـــ بعد اجتماع أمراء المناطق السنوي نستمع إلى توجيهات تصب جميعها في الحرص والتفاني لخدمة المواطن وتنمية المناطق، خصوصا أن الدولة أعزها الله لم تقصر أبدا في توفير ما يتم الاحتياج إليه.
• كأمراء مناطق .. ما هي أهم التوجيهات التي تتلقونها من الملك؟
ــ لا أخفيك أننا نتلقى التوجيهات الشاملة ويأتي من أهمها التوجيه بالحرص الشديد على خدمة المواطن وتحقيق كافة المتطلبات.
• وأنتم سمو الأمير من أبناء الملك كيف يتعامل معكم؟
ــ خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ يعاملنا كأبنائه ومنذ الصغر بغرس القيم والأخلاق الحميدة والحرص على عمل الخير والتواضع وهو مدرسة ولازلنا نتعلم منه اليوم تلو الآخر ومهما وصلنا سنظل نتعلم من مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز.
• يحمل الملك هم شعبه ويرافقه في حله وترحاله .. ما هي المشاريع التي يضعها خادم الحرمين ضمن أولوياته ويرى بأنه لا بد من إنجازها بسرعة؟
ــ كثيرة هي المشروعات التي يحرص سيدي على إنجازها رغم حرصه الشديد على أن ينجز كل مشروع في وقته المحدد وبالجودة العالية، ويمكن أن أذكر بعض المشروعات العملاقة التي حرص سيدي على إنجازها وبمتابعة دقيقة على سبيل المثال جامعة الملك عبدالله ومشروع المدينة الجامعية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والتي تفضل سيدي بافتتاحها قبل عدة أيام وهي صرح تعليمي عملاق سيقدم خدمات جبارة بإذن الله.
العارض الصحي
• كيف تعامل الملك منذ أول وهلة مع العارض الصحي قبل سفره للخارج؟
ــ عندما شعر متعه الله بالصحة والعافية ببعض الآلام طلب عرضه على أطباء، وبالفعل تم نقله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي وخضع لفحوصات، ونصحه الأطباء بالسفر وعرض الحالة على أطباء في الولايات المتحدة الأمريكية، وفعلا سافر إلى هناك وأجريت له الأمور الطبية كما عرف الجميع، وحقيقة كان ـــ حفظه الله ـــ طيلة فترة العلاج في وضع معنوي عال.
• عن ماذا كان يتحدث مع أطبائه المعالجين؟ وكيف كانت علاقته بالكادر الطبي والإداري في مستشفى الملك فيصل التخصصي؟
ــ الحقيقة أنه عرف عن الملك عبدالله ـــ حفظه الله ـــ الحرص على التواصل مع كل من يتعامل معه سواء على المستوى الرسمي أو على المستويات الأخرى، ومن هنا كانت الأمور طبيعية، كان يتحدث مع الجميع سواء أطباء أو ممرضين أو فنيين. أما عن العارض الصحي أو حتى عن مستوى رضا العاملين في المستشفى وبيئة العمل الطبية كان يحرص على العناية بالمرضى في المستشفى وتقديم الرعاية اللازمة.
• سمو الأمير رافقتم الملك ـــ حفظه الله ـــ في رحلته العلاجية إلى أمريكا .. كيف كان يتابع شؤون الوطن والمواطن؟
ــ لأن الوطن والمواطن في قلب خادم الحرمين الشريفين فقد كان يتابع بشكل مستمر شؤون الوطن ودائم السؤال لمعرفة كل الأمور ويحرص على معرفة شؤون الوطن وهذا الأمر ليس في فترة غيابه عن أرض الوطن بل إنه منذ أن تقلد ـــ أيده الله ـــ مقاليد الحكم.
• كيف كان يتابع الأوضاع المحلية والسياسية؟
ــ كان يتابع مختلف الأوضاع كقائد وبطرق عدة كزعيم لدولة عربية ذات ثقل كبير ولها وضعها بين الدول وهذا أمر طبيعي.
• عن ماذا يحدثكم؟
ــ لم يكن هناك مجال محدد للحديث بل كانت الأحاديث شاملة ومتنوعة في جوانب متعددة.
عملية أمريكا
• قبل إجراء العملية الجراحية كيف قضى الملك الساعات التي تسبقها؟
ــ خادم الحرمين الشريفين رجل مؤمن بكل ما تعنيه الكلمة ومن هنا كان الوضع طبيعيا بالنسبة له ولم نلحظ ما يجعل الأمور غير ذلك، بل كنا نلحظ عليه السرور رغم صعوبة العملية المنتظرة.
• كيف كانت علاقته ـــ يحفظه الله ـــ بالأطباء في المستشفى الأمريكي؟
ـــ علاقته كانت جيدة كما كان عليه الحال في مستشفى الملك فيصل التخصصي.
• بعد أن نجحت العملية الجراحية ولله الحمد كيف كانت الأجواء؟
ــ كانت فرحة غامرة وسعادة كبيرة لنا نحن الذين كنا بالقرب منه كان الجميع في غاية الفرح والسعادة وبطبيعة الحال كانت المشاعر في قمة الفرح لأبناء المملكة العربية السعودية جميعا سواء داخل المملكة أو خارجها.
العودة الميمونة
• عاد الملك بسلامة الله وحفظه إلى أرض الوطن وجاء لقاؤه بشعبه عفويا بعيدا عن البروتوكولات الرسمية .. حدثنا عن هذه اللحظات التاريخية؟
ــ لا أستطيع أن أصف ما حدث يوم وصول سيدي إلى أرض الوطن، كان ذلك اليوم مختلفا جدا حين خرج أبناء وبنات الوطن في جميع مناطق المملكة إلى الشوارع والميادين معبرين بفرحة عن حبهم الكبير لخادم الحرمين الشريفين وهم في غاية السرور لعودته إلى أرض الوطن سالما معافى، وكانت تلك المشاهد والمشاعر تأكيدا على قوة التلاحم بين القيادة والشعب وهذا التلاحم يزداد يوما بعد يوم.