-A +A
ياسر العمرو
جزء من أهمية الأسئلة «الحائرة»، أنها تقود العقل إلى التفكير لا «التبصيم» في زوايا أخرى... وتحفزنا إلى محاولة الفهم لا الظن ــ وبعض الظن إثم، وهذه بعض منها:
ماذا يعني خروج رئيس مجلس الشورى د. عبدالله آل الشيخ أمام بعض أعضاء المجلس قائلا: مداخلاتكم «مضيعة» للوقت، مكررة ولا تضيف جديدا؟.
ماذا يقصد رئيس المجلس وهو يخاطب الأعضاء: لا تعتبروا المجلس كأنه دوام «طلاب مدارس» محدد بدخول وخروج؟.
ربما التفكير في هذه «الأحجية» ليس بالمعضلة المرهقة، إن عرفنا بالمختصر «المثير» الجواب الذي أورده عضو المجلس والمستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان في لقائه على «روتانا خليجية»: تجربتي في مجلس الشورى مضيعة للوقت، ولم أكن أحضر جميع الجلسات لاستهلاكها الوقت بمواضيع مكررة!.
لم يعد غريبا انتقاد المجتمع لقطاع أو أشخاص أو جهات قصرت في أداء مسؤولياتها على الوجه المطلوب، وهي حالة نشطت في مجالسنا وشبكاتنا الاجتماعية وأصبحت حاضرة على الوسائل الإعلامية، وإنما الغريب أن يمارس النقد «الساخن» من يعتلي هرم تلك الجهات ويوجه سهام نقده إلى من معه، وهو واقعيا يعبر عن «أزمة» هوية، وإخفاق أداء.. فإن كان ذلك هو حال «النخب» فماذا عن غيرهم؟.
حالة الضجر الاجتماعي من أداء مجلس الشورى لم تعد خطابا جديدا، وهو بحد ذاته أمر يدعو إلى القلق لأن الحديث هنا عن جهة تتقاسم السلطة التنظيمية للدولة مع مجلس الوزراء وفقا للنظام الأساسي للحكم، ومصيبة أن تأخذ الحيز الأكبر من مداولات أعضائه اتفاقيات بين معهد الإدارة والمدرسة الوطنية للإدارة في فرنسا، وبين المملكة وأوكرانيا في الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي!، في الوقت الذي ينظر فيها المجتمع إلى تلك السلطة نظرة مسؤولة في ترتيبها للأولويات «المواطن» ومعاشه اليومي، قبل أن يحتدم حديثهم بما اعتبره رئيس المجلس «مضيعة للوقت».
لذلك.. يمثل تصحيح «الصورة النمطية السلبية» من أصعب مهام العلاقات العامة في تعاملها مع الجمهور، بل تعتبر «نحتا في الصخر» حتى تتغير إلى صورة شبه مقبولة، وليس من المصلحة الوطنية أن ينتقل مجلس الشورى إلى تلك الخانة بعد تجربة امتدت في مرحلتها الأخيرة إلى 20 عاما متصلة، وكان الظن بأن الضجر يحيط بنا فحسب.. لنكتشف بأن الضجر بلغ حد «التصريح» من رئيس المجلس وبعض أعضائه، ألا يذكركم هذا بمثلنا المتداول: زامر الحي لا يطرب؟.
yalamro@hotmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة