في قلب البرزة النابض يجتمع كبار السن ممن تجاوزوا العقد السادس بسنوات على مقربة من أحد التلال المطلة على مفاتن القرية حيث مزارع النخيل والذرة، هنالك وفي ذلك المجلس العامر بمناقشة كافة القضايا السياسية والاقتصادية والمحلية قل أن تخلو تلك الجلسة من الحديث عن تاريخ البرزة الضارب في القدم ومطالب سكانها المتعددة، ورغم قلة ذات اليد إلا أن استرسال حديثهم لا ينقطع إلا بالترحيب بمن قدموا من خارج القرية ودعوتهم لتناول الطعام في منازلهم سواء كان أولئك الضيوف من أبناء القرية المغادرين لجدة ومكة أو ممن جاء للتنزه في مزارعها المفعمة بالخضرة والماء.
نشأت البرزة منذ مئات السنوات وسميت بذلك الاسم نسبة لبروزها بين الجبال والأودية حيث تعد مفترق طرق بين مكة والمدينة وجدة واشتهرت منذ القدم بالزراعة وتضم حاليا مايزيد عن 100 مزرعة تعتمد في سقياها على مياه الآبار السطحية التي حفرها أجدادهم بأيديهم وبتعاونهم بين بعضهم البعض دون مقابل حيث كان الماء يستخرج بواسطة الآلات القديمة (السواني) ثم تطورت آلياتها بوصول أول ثلاثة كمائن لاستخراج المياه من الآبار وكان وصولها في يوم واحد بأواخر الستينات الهجرية واستمر الوضع كذلك حتى تحولت السقيا إلى الآبار الارتوازية وتواصل إنتاج المزارع حتى الآن وكانت زراعتهم تضم الحبوب والنخيل ولعل ما يميز تلك المزارع عدم وجود أسوار شائكة حولها لتظل مفتوحة لعابر السبيل ويأكل منها من يشاء بلا مقابل فكان هذا سببا مباشرا لكثرة الرزق والبركة.
جبر عوض الله المعبدي، يبدأ يومه منذ أذان الفجر بالصلاة ثم يعود لنقل أبناؤه إلى المدارس ويتجه من هنالك للإشراف على مزرعته الصغيرة والاهتمام بما لديه من أغنام حتى موعد الخروج من المدارس حيث يعود إلى المنزل ويتناول الغداء ويخرج عصرا للاطمئنان على مزرعته ولقاء أصدقائه من كبار السن والعودة عند أذان المغرب إلى منزله استعدادا للعشاء والخلود للنوم يقول لـ«عكاظ» متحدثا عن أبرز الآمال والمطالب «بالنسبة لي ولعدد كبير من الأهالي لن نتحدث عن المشاريع البلدية أو الصحية ولكن نأمل أن تواصل الجمعية الخيرية توزيع السلال الغذائية على الأهالي والتي كانت تقدمها لنا في الماضي وتوقفت رمضان المنصرم دون سبب واضح».
وأضاف للأمانة هنالك رجال قائمون على الجمعية تطوعا ويعملون بجهد واضح حيث اعتدنا على السلة الغذائية الشهرية والتي كانت تساهم في سد ولو نسبة قليلة من احتياجاتنا الشهرية ولكنها توقفت وتسلمنا منهم بطاقات باسم البركة لاستلام التبرعات منذ رمضان الماضي أيضا ولم نستلم منها ريالا واحدا بالرغم من وجود الكثير من المحتاجين والأرامل والأيتام في الضواحي المحيطة بالبرزة وجميعهم في أمس الحاجة لتلك النوعية من المساعدات ونرجو أن تعود في أقرب وقت ممكن.
بدر الشيخ يقول توجد معاناة واضحة من مشاريع السفلتة في القرية حيث يتجاوز عمر السفلتة العشر سنوات ولم تشمل إلا الشوارع الرئيسية في حين أن الشوارع الداخلية لاتزال ترابية، ورغم مطالب الأهالي المستمرة بالسفلتة إلا أنها لم تلق بالا لدى مسؤولي البلدية.
وأضاف هنالك مشكلة أخرى تتمثل في تبعية البرزة الإدارية لخليص في كل معاملتها الإدارية باستثناء المحكمة حيث نقوم بمراجعة محكمة مدركة والتي تبعد عنا 50 كلم شرقا وذلك وفق نظام التبعية في المحاكم والذي لايعتمد على الحدود الإدارية ولكن على القرب المكاني.
ويطالب مبروك رجا الله المعبدي بإنشاء مركز شرطة أو على الأقل توجيه دورية مسائية لمراقبة القرية والمحافظة عليها أمنيا ويقول «أقرب مركز شرطة في خليص ويبعد 50 كلم عن القرية البالغ عدد سكانها وفق إحصائية المركز الصحي ستة آلاف نسمة وهنالك حاجة أمنية واضحة لتطوير الجانب الأمني بشكل سريع».
مصدات السيل
ولازال الأهالي يتذكرون بأسى بالغ السيل الكبير الذي داهم القرى في منتصف رمضان عام 1424هـ وتسبب في اقتلاع الأشجار وهدم المنازل وهروب عدد من سكان الضواحي القريبة من البرزة.
يقول مصلح صالح المعبدي «لن أنسى ما حييت منظر السيل المخيف الذي داهم المنازل قبل موعد الإفطار في رمضان ومنذ ذلك الوقت ونحن نطالب بإيجاد مصدات للسيول لحماية الحارات سواء في وادي سبلل أو غيره من الأودية ولكن لم تنفذ تلك المشاريع حتى الآن.
وانتقد سالم المعبدي وضع المركز الصحي كونه لا يعمل بنظام الطوارئ رغم تصنيفه كفئة أ.
ويضطر المراجعون من أصحاب الحالات الطارئة إلى البحث عن حارس المركز ليبحث بدوره عن الممرضة التي تكشف على الحالة وتقرر مدى حاجتها لاستدعاء طبيب من عدمه.
وأضاف لايوجد في المركز الصحي سوى طبيبين فقط وفي الحالات الطارئة نضطر للانتظار حتى يأتي أحدهما من السكن والأدهى والأمر أن هنالك جهاز أشعة في المركز ولكن دون فني متخصص منذ خمسة أعوام ومن يريد الأشعة يضطر للذهاب لمستشفى خليص الذي يبعد ما يقارب الـ50 كلم.
نشأت البرزة منذ مئات السنوات وسميت بذلك الاسم نسبة لبروزها بين الجبال والأودية حيث تعد مفترق طرق بين مكة والمدينة وجدة واشتهرت منذ القدم بالزراعة وتضم حاليا مايزيد عن 100 مزرعة تعتمد في سقياها على مياه الآبار السطحية التي حفرها أجدادهم بأيديهم وبتعاونهم بين بعضهم البعض دون مقابل حيث كان الماء يستخرج بواسطة الآلات القديمة (السواني) ثم تطورت آلياتها بوصول أول ثلاثة كمائن لاستخراج المياه من الآبار وكان وصولها في يوم واحد بأواخر الستينات الهجرية واستمر الوضع كذلك حتى تحولت السقيا إلى الآبار الارتوازية وتواصل إنتاج المزارع حتى الآن وكانت زراعتهم تضم الحبوب والنخيل ولعل ما يميز تلك المزارع عدم وجود أسوار شائكة حولها لتظل مفتوحة لعابر السبيل ويأكل منها من يشاء بلا مقابل فكان هذا سببا مباشرا لكثرة الرزق والبركة.
جبر عوض الله المعبدي، يبدأ يومه منذ أذان الفجر بالصلاة ثم يعود لنقل أبناؤه إلى المدارس ويتجه من هنالك للإشراف على مزرعته الصغيرة والاهتمام بما لديه من أغنام حتى موعد الخروج من المدارس حيث يعود إلى المنزل ويتناول الغداء ويخرج عصرا للاطمئنان على مزرعته ولقاء أصدقائه من كبار السن والعودة عند أذان المغرب إلى منزله استعدادا للعشاء والخلود للنوم يقول لـ«عكاظ» متحدثا عن أبرز الآمال والمطالب «بالنسبة لي ولعدد كبير من الأهالي لن نتحدث عن المشاريع البلدية أو الصحية ولكن نأمل أن تواصل الجمعية الخيرية توزيع السلال الغذائية على الأهالي والتي كانت تقدمها لنا في الماضي وتوقفت رمضان المنصرم دون سبب واضح».
وأضاف للأمانة هنالك رجال قائمون على الجمعية تطوعا ويعملون بجهد واضح حيث اعتدنا على السلة الغذائية الشهرية والتي كانت تساهم في سد ولو نسبة قليلة من احتياجاتنا الشهرية ولكنها توقفت وتسلمنا منهم بطاقات باسم البركة لاستلام التبرعات منذ رمضان الماضي أيضا ولم نستلم منها ريالا واحدا بالرغم من وجود الكثير من المحتاجين والأرامل والأيتام في الضواحي المحيطة بالبرزة وجميعهم في أمس الحاجة لتلك النوعية من المساعدات ونرجو أن تعود في أقرب وقت ممكن.
بدر الشيخ يقول توجد معاناة واضحة من مشاريع السفلتة في القرية حيث يتجاوز عمر السفلتة العشر سنوات ولم تشمل إلا الشوارع الرئيسية في حين أن الشوارع الداخلية لاتزال ترابية، ورغم مطالب الأهالي المستمرة بالسفلتة إلا أنها لم تلق بالا لدى مسؤولي البلدية.
وأضاف هنالك مشكلة أخرى تتمثل في تبعية البرزة الإدارية لخليص في كل معاملتها الإدارية باستثناء المحكمة حيث نقوم بمراجعة محكمة مدركة والتي تبعد عنا 50 كلم شرقا وذلك وفق نظام التبعية في المحاكم والذي لايعتمد على الحدود الإدارية ولكن على القرب المكاني.
ويطالب مبروك رجا الله المعبدي بإنشاء مركز شرطة أو على الأقل توجيه دورية مسائية لمراقبة القرية والمحافظة عليها أمنيا ويقول «أقرب مركز شرطة في خليص ويبعد 50 كلم عن القرية البالغ عدد سكانها وفق إحصائية المركز الصحي ستة آلاف نسمة وهنالك حاجة أمنية واضحة لتطوير الجانب الأمني بشكل سريع».
مصدات السيل
ولازال الأهالي يتذكرون بأسى بالغ السيل الكبير الذي داهم القرى في منتصف رمضان عام 1424هـ وتسبب في اقتلاع الأشجار وهدم المنازل وهروب عدد من سكان الضواحي القريبة من البرزة.
يقول مصلح صالح المعبدي «لن أنسى ما حييت منظر السيل المخيف الذي داهم المنازل قبل موعد الإفطار في رمضان ومنذ ذلك الوقت ونحن نطالب بإيجاد مصدات للسيول لحماية الحارات سواء في وادي سبلل أو غيره من الأودية ولكن لم تنفذ تلك المشاريع حتى الآن.
وانتقد سالم المعبدي وضع المركز الصحي كونه لا يعمل بنظام الطوارئ رغم تصنيفه كفئة أ.
ويضطر المراجعون من أصحاب الحالات الطارئة إلى البحث عن حارس المركز ليبحث بدوره عن الممرضة التي تكشف على الحالة وتقرر مدى حاجتها لاستدعاء طبيب من عدمه.
وأضاف لايوجد في المركز الصحي سوى طبيبين فقط وفي الحالات الطارئة نضطر للانتظار حتى يأتي أحدهما من السكن والأدهى والأمر أن هنالك جهاز أشعة في المركز ولكن دون فني متخصص منذ خمسة أعوام ومن يريد الأشعة يضطر للذهاب لمستشفى خليص الذي يبعد ما يقارب الـ50 كلم.