جزء من حرب «الأفكار» يقوم على قمعها من صاحب الصوت القوي والأعلى في الساحة بمختلف أشكاله: ديني ــ اجتماعي ــ سياسي... وبغض النظر عن كون القمع حيلة للعاجزين، إلا أنه يؤكد القاعدة التاريخية لحركة الأفكار؛ فمتى ما تعرضت إلى حالة من التأزم والقمع من قبل المعترضين أو المخالفين أو أصحاب الصوت الأعلى في معركة الفكر، فإن ذلك مدعاة إلى تخليد الفكرة، وإعطائها دفعة للقبول الاجتماعي وانتشارها بين المريدين، أو بمعنى أدق: ينقلب السحر على الساحر، وينفض السامر عن حراك لا متوقع، على عكس لو تركت الأفكار تتنفس في جو يدور بين الرأي والرأي الآخر، وليس بين الفعل وردة الفعل... وهكذا هي الأفكار: ربيعها الطلق إن وصدت بالأغلال والقمع.
بعض المنخرطين في التيارات الفكرية الحركية يتعاملون مع الأفكار وفق منظور التأزم وإيجاد الشماعة التي يمكن أن تعلق عليها غالبية المظاهر الجديدة اجتماعية وهو شأن اعتدنا عليه، بمعزل عن سياق: كيف نقرأ الفكرة؟ وهو السؤال الملح في التعامل مع الأفكار وظروفها الزمانية والمكانية والسياق الذي برزت فيه، لذلك كلما امتدت الفترة الزمنية للفكرة؛ كلما زاد الجدل حولها وحول معالمها وتعددت القراءات لنفس الفكرة باختلاف الانتماءات والتوجهات، واعتبارها «خصما» لدى البعض في مقابل اعتبارها «صديقا» عند البعض الآخر.
غالبيتنا يذكر حراك البث الفضائي في بداياته، والمعارضة التي وردت بشأنه ضمن الإطار الشرعي، لنكتشف لاحقا تسابق المعارضين قبل المؤيدين إلى ساحته، وكذا الحال في «كاميرا» الهاتف الجوال الذي كان ممنوعا دخوله إلى أسواقنا مع فتاوى «شخصية» تعلق على المحال تحرم اقتناءه بمعزل عن قراءة التحولات وتضخيم للسلوك الفردي السلبي وتعميمه على مجتمع كامل، ومن قبله مدارس البنات والمذياع وغيرها من «المربكات» الطارئة على مجتمعنا قديما وحديثا، وهي ــ بالنسبة لي ــ تؤكد انتعاش «الضد» عندما يقمع رأي حامله!.
حركة الأفكار تقتضي عدم عزل الفكرة عن مكانها وزمانها، وأن لا تقود الفكرة معتنقيها إلى هالة القداسة التي تدفعهم إلى منح صك القبول والانقياد لأي توجيه صادر عن الأستاذ أو الشيخ أو العالم، ألم يعلمونا منذ الصغر: بأن الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال يعرفون بالحق... أليست الأفكار حركة ولادة؟، قد تهدأ في عصرها وتنشط في عصر غيرها؟، إذن.. لا تقمعوها وتعانوا من حساسيتها باعتبارها «معركة» الفصل، لنكتشف لاحقا بأنها معركة بلا راية!.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة
بعض المنخرطين في التيارات الفكرية الحركية يتعاملون مع الأفكار وفق منظور التأزم وإيجاد الشماعة التي يمكن أن تعلق عليها غالبية المظاهر الجديدة اجتماعية وهو شأن اعتدنا عليه، بمعزل عن سياق: كيف نقرأ الفكرة؟ وهو السؤال الملح في التعامل مع الأفكار وظروفها الزمانية والمكانية والسياق الذي برزت فيه، لذلك كلما امتدت الفترة الزمنية للفكرة؛ كلما زاد الجدل حولها وحول معالمها وتعددت القراءات لنفس الفكرة باختلاف الانتماءات والتوجهات، واعتبارها «خصما» لدى البعض في مقابل اعتبارها «صديقا» عند البعض الآخر.
غالبيتنا يذكر حراك البث الفضائي في بداياته، والمعارضة التي وردت بشأنه ضمن الإطار الشرعي، لنكتشف لاحقا تسابق المعارضين قبل المؤيدين إلى ساحته، وكذا الحال في «كاميرا» الهاتف الجوال الذي كان ممنوعا دخوله إلى أسواقنا مع فتاوى «شخصية» تعلق على المحال تحرم اقتناءه بمعزل عن قراءة التحولات وتضخيم للسلوك الفردي السلبي وتعميمه على مجتمع كامل، ومن قبله مدارس البنات والمذياع وغيرها من «المربكات» الطارئة على مجتمعنا قديما وحديثا، وهي ــ بالنسبة لي ــ تؤكد انتعاش «الضد» عندما يقمع رأي حامله!.
حركة الأفكار تقتضي عدم عزل الفكرة عن مكانها وزمانها، وأن لا تقود الفكرة معتنقيها إلى هالة القداسة التي تدفعهم إلى منح صك القبول والانقياد لأي توجيه صادر عن الأستاذ أو الشيخ أو العالم، ألم يعلمونا منذ الصغر: بأن الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال يعرفون بالحق... أليست الأفكار حركة ولادة؟، قد تهدأ في عصرها وتنشط في عصر غيرها؟، إذن.. لا تقمعوها وتعانوا من حساسيتها باعتبارها «معركة» الفصل، لنكتشف لاحقا بأنها معركة بلا راية!.
yalamro@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة