في الحلقة الأخيرة من ملف الكهرباء كان لا بد من التوجه إلى محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الدكتور عبدالله الشهري، حاملين إليه ما أثير من تساؤلات وإشكاليات، من الانقطاعات الصيفية مرورا بالتعرفة الجديدة وأثرها على المصانع وصولا إلى إعادة هيكلة قطاع الكهرباء وفتحه أمام المنافسة وغيرها، فأكد بدء تطبيق الهيكلة الجديدة للقطاع من خلال إعادة تشكيل قطاع التوليد، على أن يليه قطاع التوزيع وإنشاء قطاع تقديم خدمة للمشتركين، مشيرا إلى أنه عند اكتمال المشروع خلال السنوات القليلة المقبلة سيكون بإمكان المشترك شراء احتياجه من الكهرباء من سوق الكهرباء التنافسي الذي يعمل على مبدأ العرض والطلب. وحول تعويض المتضررين من الانقطاعات قال إنه إذا كانت الانقطاعات ناتجة عن تقصير المزود فإنه سيغرم إذا ثبت ذلك.واعتبر أن الوصول إلى صيف بدون انقطاعات هو مسؤولية الجميع وليس شركة الكهرباء فقط، من خلال تطبيق إجراءات بسيطة لا تؤثر على راحته وتخفض فاتورة الكهرباء وتدعم منظومة الكهرباء. وإلى وقائع الحوار:
• ماذا عن الهيكلة الجديدة للكهرباء، وماهي ملامحها الرئيسية؟
ـــ بدأ تطبيق خطة الهيكلة الجديدة لصناعة الكهرباء هذا العام حيث أنشئت شركة مستقلة لنقل الكهرباء وعين مجلس مديرين لها ورئيس تنفيذي، والعمل جار لاستكمال الإجراءات اللازمة لتمكينها من ممارسة مهامها قبل نهاية العام الحالي، على أن يعاد خلال السنوات المقبلة تشكيل قطاع التوليد، ويليه قطاع التوزيع وإنشاء قطاع تقديم خدمة للمشتركين. وأعتقد أنه عند استكمال هذه الخطة ستكون هناك منافسة عادلة وحرة في نشاط التوليد، وكذلك في مجال تقديم الخدمة بحيث يمكن للمشترك اختيار مقدم الخدمة والتعاقد معه مباشرة، كما سيمكن لكبار المشتركين التعاقد مع أحد منتجي الكهرباء لتزويده بالخدمة بأسعار متفق عليها حسب السوق، وعند اكتمال تنفيذ الخطة يصبح بإمكان المشترك وخصوصا كبار المشتركين شراء احتياجهم من الكهرباء من سوق الكهرباء التنافسي الذي يعمل على مبدأ العرض والطلب على مدد مختلفة قد تكون سنوية أو فصلية أو حتى يومية.
التعويض عن الانقطاعات
• هناك تنسيق بينكم وبين مقدم الخدمة والمستفيد لتعويض الأخير عن انقطاعات الكهرباء غير المبررة، هل جرى تعويض مواطنين عن مثل هذه الانقطاعات؟
ـــ المعروف أنه إذا تعرض مشترك لخسائر نتيجة انقطاع غير مبرر للكهرباء، عليه التقدم إلى الهيئة بطلب للتعويض عن الأضرار التي لحقت به، وتقوم الهيئة بدراسة الموضوع من مختلف جوانبه وتقدير التكاليف، فإذا كانت الانقطاعات قسرية أي خارجة عن إرادة المزود، فلم يجر العرف عالميا بتغريمه عنها، وإذا كانت انقطاعات غير مبررة وفي حال ثبوت تقصير المزود في اتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة، تفرض عليه غرامة بمبلغ معين يوزع على المتضررين، ولكن هذا المبلغ وفي أغلب الحالات لايغطي الخسائر الناتجة من الانقطاعات، ولكنه يضع عبئا عليه ويلزمه العمل على التخطيط لإدارة المنظومة بكفاءة.
الترشيد صيفا
• كيف تستعد الهيئة لفصل الصيف، وبماذا توصي شركة الكهرباء والمواطنين؟
ـــ لا شك أن الهيئة تعمل على متابعة برامج شركة الكهرباء واستعدادها للصيف، وتبين من المعلومات المتوفرة أن وضع الكهرباء في المملكة في الوقت الراهن جيد وأن الصيف سيشهد خدمة مستمرة وبدون انقطاعات، وحسب المعايير المطبقة، ولكن مع ذلك لا يستبعد وقوع انقطاعات ولكن أعتقد أنها ستكون محدودة وستكون آثارها محدودة أيضا، خصوصا أن سعات التوليد المركبة وسعات خطوط النقل وشبكات التوزيع كافية لمقابلة الأحمال المتوقعة. من هنا فإن على كل مشترك مسؤولية المساعدة في الحفاظ على استمرار الخدمة له ولجيرانه ولجميع المشتركين، من خلال تطبيق إجراءات بسيطة لا تؤثر على راحته وتخفض فاتورة الكهرباء وتدعم منظومة الكهرباء لمقابلة الأحمال وقت الذروة، وأهم هذه الإجراءات: عدم تشغيل الأجهزة الكهربائية غير الضرورية في وقت الذروة، أي من الساعة الثانية عشرة ظهرا حتى السادسة مساء، مثل غسالات الملابس والإنارة وغيرها من الأجهزة التي يمكن استخدامها في الأوقات الأخرى. وكذلك استخدام ما هو ضروري من أجهزة التكييف لأن تشغيل كل هذه الأجهزة في وقت واحد سيؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنزل وعن الحي كله وبالإمكان تفادي المعاناة بالتعاون بين الجميع.
وهناك أمر آخر مهم جدا ألا وهو أن المطلوب من أئمة المساجد والمؤذنين تشغيل أقل عدد من المكيفات في صلاتي الظهر والعصر وإطفائها بعد الصلاة مباشرة لأن في ذلك ترشيدا للاستهلاك، وهو مطلب ديني ووطني ويساعد في استمرار الخدمة للحي كله.
• تعمل شركة الكهرباء بين الفينة والأخرى على إحلال مولدات جديدة مكان القديمة، ومع ذلك تحصل انقطاعات متكررة في فصل الصيف أين المشكلة في رأيك، وماهي الحلول؟
ـــــ شركة الكهرباء تعمل على مدار الساعة في بناء محطات توليد كهرباء بعضها يستخدم لمقابلة الزيادة في الأحمال، وبعضها يستخدم للإحلال مكان المولدات القديمة كما تعمل على استبدال المعدات القديمة في شبكات النقل والتوزيع باستمرار مع بناء شبكات جديدة للأحياء والمناطق الجديدة، ولكن زيادة الأحمال في البيوت والمباني وعدم الترشيد وعدم التعاون لخفض الأحمال وقت الذروة، إضافة إلى تقادم بعض مكونات شبكات الكهرباء وعدم تمكن الشركة من استبدالها في الوقت المناسب نظرا لسرعة نمو الطلب على الكهرباء كل هذه العوامل يضاف إليها ارتفاع درجة الحرارة الخارجية، تجعل قدرة المعدات الكهربائية تقل عن المستوى المتوقع ولذلك تحصل الانقطاعات. أما في ما يتعلق بالحلول فهي تنقسم إلى نوعين أحدهما طويل الأجل ويشمل استبدال المعدات القائمة بمعدات جديدة أكبر سعة وأكثر تحملا إضافة إلى توعية المشتركين بأهمية الترشيد والاستخدام الأمثل للطاقة دون تبذير، والحلول القصيرة الأجل وتشمل تعاون المشتركين في كل حي وتشغيل ما يحتاجونه فقط من أجهزة وقت الذروة، واعتقد أن هذا يساعد الجميع على تجنب متاعب الانقطاعات والخسائر الناجمة عنها.
كذلك من الحلول طويلة الأجل استخدام العزل الحراري في المباني والذي يؤدي إلى خفض الطاقة المستهلكة في التكييف بحوالى 30 في المائة، وبذلك يؤدي إلى خفض الفواتير وتخفيض العبء على منظومة الكهرباء ويرفع مستوى الراحة في المساكن حيث يحد من التغير الكبير في درجات الحرارة.
شركات منافسة
• متى سيسمح بدخول شركات منافسة في قطاع الكهرباء في قطاعات النقل، والتوليد، والتوزيع، وهل هناك دراسة لذلك؟
ـــ كما ذكرت سابقا، فإنه عند بدء شركة النقل في ممارسة أعمالها سيتمكن أي مستثمر من بناء محطات توليد والتعاقد مع بعض كبار المشتركين الذين تسمح لهم الهيئة بالتعاقد المباشر لإمدادهم بالطاقة واستخدام منظومة النقل بأجر محدد، بعدها سنصل إلى مرحلة المنافسة في تقديم الخدمة لجميع المشتركين ويصبح بإمكان أي مشترك اختيار مقدم الخدمة حسبما ينص عليه نظام الكهرباء الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/56) وتاريخ 20/10/1426هـ، وهذا كله يتم حسب خطة هيكلة صناعة الكهرباء التي اعتمدتها الهيئة العام 1428هـ، وجار العمل على تطبيقها على مراحل.
• متى بدأ تطبيق التعرفة الجديدة؟
ــــــ بدأ تطبيق التعريفة الجديدة للاستهلاك الحكومي والتجاري والصناعي اعتبارا من شهر رجب 1431هـ، ولكن استثني من ذلك بعض المصانع والمنشآت التجارية الكبيرة التي كانت مرتبطة بعقود مسبقة مع الشركة السعودية للكهرباء، ضمن برنامج التحكم في الأحمال وقت الذروة الذي يطبق بصفة اختيارية منذ عدة سنوات. وبالنسبة إلى هذه المنشآت تطبق عليها التعريفة الجديدة العام الحالي.
الهيكلة الجديدة
• ونحن على أبواب الصيف ماذا تقول للمشتركين وبماذا تنصحهم؟
ــــــ ما أود أن أقوله إن التبذير من الممارسات التي يمقتها ديننا الحنيف وتمقتها الممارسات المتحضرة، والمعروف أن الكهرباء سلعة عالية التكاليف ولولا الدعم السخي من الدولة لكانت تكلفتها أضعاف مضاعفة، لذلك أدعو كل مشترك أن يبذل قصارى جهده لترشيد الاستهلاك من خلال استخدام مايحتاجه وماهو ضروري فقط، حيث أن كل لمبة وكل جهاز وكل مكيف عندما يعمل، تستجيب له كل مكونات منظومة الكهرباء إضافة إلى أنها تسبب في حرق كميات إضافية من البترول التي هي الثروة الناضبة التي منحنا الله إياها للاستفادة منها في ما ينفع. وهناك عدة مجالات مهمة بسيطة للترشيد منها: عدم استخدام الأجهزة الكهربائية إلا عند الحاجة، واستخدام تلك التي تتميز بكفاءة عالية، حيث ذكرت الدراسات أن استخدام اللمبات ذات الاستهلاك الاقتصادي والمكيفات ذات الكفاءة العالية يخفض الفاتورة بحوالى 25 في المائة.