-A +A
سالم الأحمدي ـ المدينة المنورة

يعلن الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة غدا اختيار المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2013م، بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، وأمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، ومديري المؤسسات التعليمية والأدبية في المدينة، ونخبة من المثقفين في المنطقة.

وأكد لـ «عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة أن طيبة الطيبة تزخر بمقومات قادتها لاختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م من منظمة الإيسيسكو، وقال: «المراحل التاريخية التي مرت بها منذ هجرة الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ وجعلها عاصمة الإسلام الأولى، كونت لها إرثا عظيما، يتجلى في المسجد النبوي، الذي يعد العامل الأسمى في تكوين القيم الدينية والتاريخية والفكرية والثقافية في المنطقة».

ونوه الأمير عبدالعزيز في حديثه لـ «عكاظ» بالدعم الذي تسديه القيادة للمؤسسات الثقافية والفكرية في المملكة من القيادة، في ظل الدعوة التي ينادي بها خادم الحرمين الشريفين للانفتاح على العالم، مثمنا وقفة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في دعم ثقافة المدينة بتكفله بإنشاء مبنى النادي الأدبي.

وشهدت الحركة الأدبية والثقافية في المدينة المنورة في السنوات الأخيرة حراكا محدودا، مقرونا بعزوف كثير من المثقفين والمثقفات عن المشاركة في المناسبات والملتقيات الثقافية والأدبية المختلفة التي تقام في المدينة المنورة وذلك لعدة أسباب يرون أنها السبب الرئيس في غيابهم عن المشهد الثقافي في المدينة المنورة، بالإضافة إلى أن المنشآت الثقافية في المنطقة تفتقر للعديد من عوامل الجذب للمهتمين بالشأن الثقافي بالرغم من الأسماء الأدبية والثقافية الكبيرة التي تزخر بها المدينة المنورة حيث يؤكد ذلك الباحث خالد أحمد اليوسف في دراسته «أدب وأدباء المدينة المنورة – دراسة ببليوغرافية وتحليل ببليومتري» عن مسيرة الإبداع الأدبي بمختلف فنونه في المدينة المنورة أن أدباء المدينة المنورة اشتهروا بالعمل الموسوعي وبالإعمال الكاملة الجامعة، بالإضافة إلى تعدد المعرفة والإنتاج، حيث يعتبر الأديب عبد القدوس الأنصاري (رحمه الله) رائدا من رواد الحركة الأدبية والثقافية، بالإضافة إلى بروز العديد من الأسماء التي أثرت الحركة الأدبية والثقافية في المدينة المنورة بشكل خاص والمملكة بشكل عام مثل عبدالسلام هاشم حافظ، ومحمد حسين زيدان، وعزيز ضياء، ومحمد العيد الخطراوي، والعديد من الأسماء التي قدمت نتاجات أدبية وثقافية في الشعر والقصة القصيرة والدراسات الأدبية والتاريخية وتحقيق التراث، حتى أضحت مؤلفاتهم مرجعا ومصدرا من مصادر الأدب السعودي والعربي.

وأكد الباحث في دراسته أن الروائية والأديبة سميرة خاشقجي برزت كأشهر أديبة في المدينة المنورة، وذلك لأسبقيتها في الكتابة والتأليف والنشر، إلا أن المرأة في المدينة المنورة عملت على إبراز كتاباتها ونشرها داخليا وخارجيا فشهدت بذلك الساحة الأدبية والثقافية في المدينة المنورة بروز العديد من المثقفات مثل ليلى الجهني، وسهيلة زين العابدين، وأمل زاهد، وعزيزة الأحمدي، ونادية البوشي، وبثينة إدريس، ووفاء الطيب، ورحمة مهدي الريمي، وصالحة السروجي، والعديد من الأسماء النسائية التي قدمت نتاجا أدبيا كبيرا أثرت من خلاله المشهد الثقافي والأدبي في المدينة المنورة.

من جانبه، أكد الدكتور عبدالله عسيلان رئيس النادي الأدبي في المدينة المنورة أن هناك حراكا ثقافيا وأدبيا كبيرا يشهده النادي الأدبي في المدينة ويشهد ذلك الحراك تفاعلا كبيرا من مثقفي طيبة الطيبة وهذا ما نلمسه من خلال الحضور الكبير للمحاضرات والندوات والأمسيات التي يقيمها النادي الأدبي، نافيا وجود عزوف من قبل المثقفين عن التفاعل مع نشاطات النادي الأدبي، ومؤكدا أن النادي الأدبي يسير في خطى حثيثة من أجل دعم الحركة الأدبية والثقافية في المنطقة. من جانبه، أكد مروان قصاص المشرف على المكتبات في المدينة المنورة أن الحراك الأدبي والثقافي في المدينة المنورة أصبح متواضعا جدا مقارنة بالعقود السابقة على الرغم من الأسماء الثقافية الكبيرة التي تزخر بها المدينة.

من جانبه، أوضح الدكتور تنيضب الفايدي أن الحركة الأدبية والثقافية في المدينة المنورة تأخرت كثيرا وهي بحاجة ماسة إلى إثارة تحريكها وإبراز جهودها بشكل أكبر، وأن مثقفي المدينة حاضرون بقوة في كل المناشط الثقافية والأدبية ولكن على النادي الأدبي أن يضطلع بدوره وأن يقوم بتنويع نشاطاته الأدبية والعمل على نشر الثقافة والأدب في جميع محافظات المنطقة.

أما الأديب صالح الحسيني أكد أن الحركة الثقافية والأدبية تعتبر في الفترة الحالية جيدة قياسا بالأعوام السابقة فهي تشهد تطورا كبيرا ويشترك في دعم هذا الحراك عدة جهات مثل النادي الأدبي والجامعة الإسلامية وجامعة طيبة وجمعية الثقافة والفنون والعديد من الجهات الأخرى.

من جانبها، قالت الشاعرة نادية البوشي «الملاحظ تنوع الفعاليات الثقافية واستمراريتها طوال الموسم الثقافي أما بالنسبة للمرأة هناك بعض الصعوبات الاجتماعية بالنظر إلى محدودية حركتها في ظل احتياجها الدائم لمن يوصلها إلى مقصدها.

من جانبها، أكدت الفنانة التشكيلية فاطمة رجب أن المدينة لديها فنانين وصلو إلى العالمية وكل عام هم في ازدياد وبالذات الفنانات اللاتي أخذن حقهن بعد سنوات، ولكن يكاد يكون أغلب هذه الأسماء بعيدا عن الجمعية والسبب معروف فمنذ أن غادرنا قائد الحراك الفني الدكتور فؤاد مغربل وقد كان ناشطا بإقامة المعارض الدائمة حوالي 6 معارض سنويا للجمعية والورش الفنية والمشاركة في المهرجانات بالصيف والأعياد والحفلات العامة ورعايته للجميع وتشجيع صغار الموهوبين برغم أن عدد الفنانين بالذات والفنانات كان قليلا، ونحن في سكون تام مع تزايد أعداد الفنانين، فلا يوجد معارض فنية للجمعية في السنوات الأخيرة، فنحن بحاجة ماسة إلى معارض يراها الجميع من رجال ونساء بتنظيم أفضل وليس كما نسمع عنه أو نتابعه في الإعلام، فبكل أمانة نرى أن وضعنا الفني قد تردى كثيرا لعدة أسباب منها الانفلات الفني لبعض من دخل الساحة بهدف الشهرة وإقامة المعارض العشوائية التي تقام في أي مكان وأي زمان وبلا تصريح، ويظل السؤال الأبرز لماذا فقدت جمعية الثقافة والفنون صلاحيتها في مراقبة وتدقيق هذه الأمور مع أن التعميم رسميا موجود ولم يتم العمل به، ومع ذلك لا يحق لجمعية الثقافة والفنون احتكار النشاط الفني أيا كان في نطاقها ولكن عليها القيام بضبطه ضمن قواعد وشروط صارمة.





مدير الجامعة الإسلامية: المدينة مصدر الثقافة الإسلامية الأول





سالم الأحمدي ـ المدينة المنورة

أكد لــ «عكاظ» مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الدكتور محمد بن علي العقلاء أن المتأمل في اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية يدرك أنها المصدر الرئيس للثقافة الإسلامية كونها منطلق دعوة الرسول الكريم ــ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ــ بعد هجرته إليها، وقال: «من هذه المدينة النبوية المباركة انتشرت الثقافة الإسلامية في جميع أرجاء المعمورة حاملة الدعوة المحمدية الكريمة والمبنية على نشر التسامح والإخاء والمودة والمحبة بين الجميع»، وأضاف «لذلك نجد أن دعوة الرسول الكريم لم تنتشر بقوة السلاح وإنما كان انتشارها من خلال المعاملة الحسنة والدعوة بصدق، فجاء انتشار هذه الثقافة في جميع أصقاع الأرض»، وزاد «نأمل من خلال اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية ومن خلال الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس الهيئة العليا الإشرافية على هذه المناسبة في إبراز الجهود الكبيرة لمدينة رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ في نشر الثقافة الإسلامية وأيضا إبراز ما تقوم به هذه القيادة الحكيمة والرشيدة في خدمة الإسلام والمسلمين».





مدير جامعة طيبة: الاختيار

حق أدبي وثقافي وتاريخي



سالم الأحمدي ـ المدينة المنورة

أكد لــ «عكاظ» مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة أن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة حريص كل الحرص على أن تكون المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، وقال: «لا شك أن اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية يعطيها حقها الأدبي والثقافي والتاريخي، فالمعروف أن طيبة الطيبة اكتسبت بعدها الأدبي والثقافي والتاريخي منذ هجرة الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ إليها قبل أكثر من أربعة عشر قرنا»، وأضاف «لقدت زخرت المدينة المنورة في العصور السابقة وحتى وقتنا الحاضر بالأدباء والمثقفين والمفكرين والعلماء، بالإضافة إلى العلماء الشرعيين في مختلف المجالات الشرعية والذين أثروا المكتبة الإسلامية بأمهات الكتب الدينية». وزاد «جامعة طيبة قامت بدورها بترشيح أحد وكلاء الجامعة للعمل ضمن اللجان التنفيذية في هذا المشروع وسنسخر كافة إمكاناتنا المادية والبشرية لإنجاح مشروع المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، تنفيذا لآمال وتطلعات أمير منطقة المدينة المنورة وأهالي طيبة الطيبة والتي تستحق أن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية لمكانتها الدينية والتاريخية الكبيرة».