أخلط بين خبرين ليس بينهما وجه تشابه، وقد يرى البعض أن الخلط بينهما مستحيل! الخبر الأول يفيد بارتفاع أسعار الألبان في السعودية، والخبر الثاني يقول إن (28) مواطنا سعوديا احتجزتهم السلطات الإماراتية بسبب مخالفات مرورية ارتكبوها، فهل ترون أي صلة بين الخبرين؟ نعم،! لاحظوا ارتفاع أسعار الألبان لم يشمل دول الخليج العزيزة هذا ما تقوله الأخبار، إنما حل العقاب أو بمعنى آخر حل القضاء باعتباره قرارا من أصحاب شأن اللبن على المواطن المحلي والمقيم بالسعودية، وتجاوز عن سبق إصرار وترصد عن إخوتنا في الخليج. فلماذا اجترأ الذين يسقوننا اللبن الصافي أو الطازج من المراعي المحمية على المحلي الداخلي وتجاوزوا عن غيره؟ بالطبع السبب بسيط لأن الاعتقاد السائد يؤكد أن الإنسان في الداخل طيب وصبور و «مثالي» في الاستسلام لرفع الأسعار وهو متلق نادر، من طبعه أن لا يقاطع المنتجات ولا يمانع في الارتفاعات حتى لو أراد لن يجد من يشكو إليه حاله فلا رعاية مستهلك ولا حقوق لمستهلك، أما ما يسمى بجهة حماية المستهلك فهذه في شغل شاغل بأمورها الخاصة، والله يفكهم من بعضهم! وجهة لديها كل هذا الاحتراب المشتعل كيف يكون منتظرا منها الفزعة!! عساها بحملها تقوم! إن فوضى المحاسبة، وارتجالية القرارات، والثقة المطلقة لدى التجار بقوتهم وعجز الآخرين أمامهم.. واستشراء الجشع.. كل ذلك وغيره مما هو ليس للنشر يجعل الأسعار في يوم واحد، وفي مكان واحد ما بين دكان ودكان مجاور له تختلف! يحدث هذا عيني عينك.. حتى أن بعض المتاجر لا تضع الأسعار وأثمانها على البضائع المعروضة ولا أحد يلزمها بذلك أو يعاقبها إذا لم تفعل! والسعر لأنه غير مثبت ولا معروف يقول لك البائع رقما يزيده أو ينقصه لغيرك! وإذا أردت خذ وادفع، أو انصرف غير مأسوف عليك ولن تجد من ينصت لشكواك! المواطن والمقيم لا يجدان أمانا مع الأسعار، ولا مع التجار، ولا مع حماية تسمى حماية المستهلك! الثقة مفقودة والعلاقة مقطوعة وليس أمام الإنسان المغلوب على أمره نظام يعتمد عليه في إنقاذه من براثن الفوضى والاستغلال! ومثل هذا المناخ الفضفاض يؤدي إلى الاجتراء على كل شيء يجمع بين القوي صاحب المال وبين الضعيف صاحب الحاجة! ومثل هذه البيئة المشجعة على دحر المستهلكين وحماية المتجاوزين لا تتكرر في دول الجوار.. فهناك عندهم ما يسمى (النظام) وبناء عليه حتى المخالفون للمرور من السعوديين يتم احتجازهم؛ لأن المرجعية الأساسية نظام وضوابط وخطوط عريضة للمواطنين هناك وضيوفهم حتى لو كانوا من السعوديين! ضع نظاماً يتبع تستقم الحياة.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة