-A +A
ياسر سلامة
إلى متى تتمادى معظم المستشفيات الخاصة باستغلال أمراض وأوجاع وآلام الناس، الناس ليس أمامهم بديل والمستشفيات الخاصة هي الطريق الوحيد الذي لا مفر منه في ظل نقص وقصور الخدمات الصحية الملائمة والكافية لأعداد واحتياجات الناس، وفي ظل غياب التأمين الصحي الذي أؤكد، والأيام سوف تثبت ذلك، أن المسؤولين عن الصحة في الوقت الحالي قد يكونون غير مقتنعين به أو مدركين أهميته أو أنه تحت أقل تقدير ليس من ضمن أولوياتهم وخططهم التنفيذية المبرمجة.
وفي ظل هذا الوضع الصحي العام الذي يعرفه ويقره الجميع، تبتز المستشفيات الخاصة بصفة عامة إلا قله قليلة منها، لذلك لا أعمم بقدر ما أتحدث هنا عن الأغلبية منها التي لا يراعي أصحابها أحوال الناس المعيشية والاقتصادية وهمهم الأول والأخير الزيادة المضطردة في دخل ومكسب مشروع المستشفى، لأنهم فعلا يتعاملون مع المستشفى كوحدة أعمال ضمن مجموعة الشركة التجارية التي يملكوها فهي ــ في نظرهم وإن كانت مستشفى قبل ذلك ــ مشروع استثماري ومقياس ومعيار نجاحه أمام مجلس إدارة هذا المشروع للأسف ليس قلة الأخطاء الطبية أو معقولية قيمة الخدمات المقدمة ورضى الناس عنها أو قلة الشكاوى أو سمعة هذا الكيان ولكن المهم والدليل الأكبر لنجاح المستشفى المشروع الاستثماري صافي الربح السنوي الذي حققته والزيادة الكبيرة الملحوظة للدخل مقارنة بالسنوات الماضية.
اليوم معظم المستشفيات الخاصة تتبارى في رفع قيمة الكشفيات والتحاليل دون مبرر أو سابق إنذار؛ ناهيك أن المريض قد يجد نفسه مضطراً للوقوع في مشكلة حقوقية بسبب فاتورة المستشفى المتضخمة التي تقدم له والتي قد تصل لما يقارب مائة ألف ريال لبقائه أسبوعا في مستشفى خاص، من يصدق أن بعض المستشفيات الخاصة من طمع أصحابها وجشعهم وصلت تكلفة مريض العناية المركزة اليومية إلى خمسة أو عشرة آلاف ريال، ومعروف أن العناية المركزة للملاحظة الفائقة والمراقبة التامة فقط ومهما قدم فيها من علاج، فلا يمكن أن تصل قيمته إلى المبالغ المذكورة ولكن ماذا نقول في الذين يقولون ما لا يفعلون .. والله من وراء القصد.


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة