-A +A
عبدالقادر فارس (غزة) فرح سمير (القدس المحتلة) عكاظ (جدة)
دعا رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الفلسطينيين امس الى تعزيز الوحدة الوطنية حقنا للدم الفلسطيني ومن اجل تحرير «الارض والاماكن المقدسة.» وأكد هنية بعد ساعات من عبوره معبر رفح وإطلاق النار على موكبه أن حكومته وحركته لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما حصل ، وأن لديه معلومات عن الأشخاص الذين أطلقوا النار عليه.
وقال ان هناك أشخاصا قدموا للمعبر خصيصا لارتكاب جريمة القتل حيث تعرض موكبه لإطلاق النار من أسطح بنايات المعبر ومن خلف الصالات الداخلية ، مؤكدا أن وزارة الداخلية ستتابع الأمر ولديه معلومات كافية لإدانة المعتدين.

من جهته، حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ، من ان الاحداث التي شهدها قطاع غزة وما جرى في رام الله «بداية قبيحة لحرب اهلية». واتهم عريقات حماس بالتحريض على قتل النائب محمد دحلان، مطالبا بمحاكمة من اتهموا دحلان بمحاولة اغتيال هنية.وقال ان «المؤتمر الصحافي الذي عقد امس للناطق باسم حماس اسماعيل رضوان هو دعوة صريحة وتحريض على قتل دحلان واطلاق النار على كل من يخالف حماس». واضاف «انها دعوة صريحة للفوضى واستباحة الدم الفلسطيني»، مطالبا «بمحاكمة جميع من شارك في المؤتمر الصحافي».
واعتبر مراقبون ان المواجهات التي شهدتها مدينة رام الله في الضفة الغربية امس بين انصار حركة حماس وافراد الامن الفلسطيني، تشير الى انتقال الفوضى والفلتان الامني الى الضفة الغربية.واصيب 35 شخصا، غالبيتهم من انصار حماس، خلال صدامات امس في رام الله بين مناصرين لحماس وعناصر من الامن الفلسطيني. وكانت قوات الامن الموالية لحركة فتح التي يترأسها الرئيس محمود عباس منعت مئات من مناصري حماس من التوجه الى وسط المدينة للمشاركة في تجمع في الذكرى التاسعة عشرة لتأسيس حماس، مستخدمة الهراوات واعقاب البنادق ومطلقة النار في الهواء. ووقعت الصدامات امام مسجد جمال عبد الناصر بعد صلاة الجمعة، واطلق عشرات من عناصر الاجهزة الامنية الفلسطينية النار في الهواء بعد اشتباكات بالايدي، ثم رشق المشاركون في التجمع افراد الامن بزجاجات فارغة وحجارة. ونشرت قوات الامن الفلسطيني اعدادا كبيرة من عناصرها في مختلف مداخل المدينة في شكل غير مسبوق تحسبا لتوسع المواجهات، فيما اغلقت المحال التجارية في المدينة ابوابها خشية مزيد من التدهور الامني.
وتصاعدت حدة المواجهات بين فتح وحماس قبل ساعات على الخطاب المرتقب للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يتوقع ان يعلن فيه تفاصيل المفاوضات التي جرت بين الجانبين والاسباب التي ادت الى توقفها. وقال قريبون من الرئيس الفلسطيني انه سيعلن في ختام خطابه انه استنفد كل المحاولات لتشكيل حكومة وحدة وطنية ولم يبق امامه سوى الدعوة الى انتخابات مبكرة تشريعية ورئاسية.
وتزامنت هذه المواجهات مع اتهامات متبادلة بين حركتي حماس وفتح غداة اطلاق النار في قطاع غزة على موكب رئيس الوزراءاسماعيل هنية القيادي في حماس ما اسفر عن مقتل احد حراسه ويدعى عبد الرحمن نصار واصابة نجله عبد السلام ومستشاره احمد يوسف واربعة اخرين من مرافقيه. فيما كان يستعد لمغادرة معبر رفح مساء امس الاول حيث بقي لمدة ثماني ساعات على الجهة المصرية بسبب رفض اسرائيل السماح له بالدخول الى قطاع غزة وبحوزته ملايين الدولارات التي جمعت خلال جولته.
واعرب الرئيس محمود عباس عن «اسفه لما حدث في معبر رفح جنوب قطاع غزة، من اطلاق نار اثناء دخول موكب السيد اسماعيل هنية رئيس الوزراء» وقال في تصريح لوكالة الانباء الفلسطينية وفا انه «يتابع الموقف عن كثب».
وتحدثت حماس عن «محاولة اغتيال» واتهمت القيادي في فتح في قطاع غزة محمد دحلان بالوقوف وراءها. وهو ما نفاه دحلان متهما حركة حماس بـ«المسؤولية عن حال الفلتان الامني والفوضى التي تعم الاراضي الفلسطينية».
وقد اعرب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي عن «قلقه» ازاء «الاحداث المؤسفة» في الاراضي الفلسطينية داعيا الفلسطينيين الى «ضبط النفس». وحذر من «الانزلاق في مطب الاقتتال الداخلي والانجرار وراء التصعيد». وناشد الفصائل الفلسطينية «ضبط النفس والعمل فورا على نزع فتيل الفتنة وحقن دماء الفلسطينيين « كما ابدى احسان اوغلي «استعداده للذهاب الى فلسطين اذا كان من شأن ذلك ان يسهم في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية».
من جانبه قال متحدث باسم حماس إن الحركة ستودع لدى الجامعة العربية بالقاهرة 35 مليون دولار لم يستطع رئيس الوزراء إسماعيل هنية إدخالها إلى غزة. وقال غازي حمد المتحدث باسم حماس من العريش إنه ومحمد المدهون المسؤول بالحكومة غادرا العريش الى القاهرة امس لتسليم الأموال للجامعة العربية. فيما اعلن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه أمس انه “عاطفيا” شعر بالاسف لان اطلاق النار امس الاول في جنوب قطاع غزة على موكب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية لم يؤد الى اصابته.