أحبط ثلاثة من رجال مكافحة المخدارت في المدينة المنورة، مساومة رخيصة من قبل مروج للمخدرات، حاول رشوتهم بتمثال أثري تقدر قيمته بنحو مليون ريال، مقابل إطلاق سراحه والتستر على نحو 26 ألف حبة كبتاجون عثر عليها داخل منزله في أحد أحياء المدينة، ولكن نزاهة رجال الأمن وتمسكهم بمبادئهم وإخلاصهم وولائهم ونظافة أياديهم حالت دون محاولته الرخيصة لتحقيق مآربه.
وكشفت مصادر لـ «عكاظ» أن المروج في العقد الخامس من عمره، ومن أرباب السوابق ومسجل عليه سبع سوابق معظمها ترويج مخدرات، موضحة نفس المصادر أنه جرى حكم عليه بالسجن سبع سنوات بتهمة ترويج المخدرات، وأطلق سراحه في شهر ربيع الآخر من هذا العام، ضمن المشمولين بالعفو، بعد أن قضى نصف المدة وتبقى عليه رجيع ثلاث سنوات ونصف السنة.
وأفادت المصادر أن المروج عرض على قائد الفرقة، وهو برتبة ملازم أول ومساعده رقيب أول وعريف، تمثالا أثريا رشوة، وأبلغهم بأنه مضى عليه مئات السنين، وأن سعره يتجاوز المليون ريال، وتكفل المروج لرجال المخدرات بأنه سوف يبيعه لأحد معارفه ويسلمهم المبلغ، وذلك بعد أن كشف أمره، ورغبة في إطلاق سراحه والتستر على المضبوطات التي عثرت بحوزته والتي تجاوزت 26 ألف حبة كبتاجون، كانت مخبأة في فتحات المصابيح الكهربائية، ووضعت وسط سقف مستعار في غرفة النوم داخل المنزل، إلا أن محاولته باءت بالفشل، وأضافت المصادر بأن المروج سيقضي محكومية الرجيع الثلاث السنوات ونصف السنة ومن ثم يقدم للقضاء لمحاكمته على قضية الترويج والرشوة والاتجار بالآثار، لأنها تعتبر من عمليات غسل الأموال.
وكانت إدارة مكافحة المخدرات في المدينة المنورة، وضعت خطة محكمة للإطاحة بالمروج بعد أن ظل تحت المراقبة الدقيقة بعد خروجه من السجن، حيث وردت معلومات موثوقة من مخبرين سريين، مفادها بأنه لا زال يمارس أنشطته المشبوهة، وتم تمرير المعلومات للتعامل معها بجدية، وفي ساعة الصفر ومن خلال خطة ماهرة دهم رجال المكافحة منزل المروج، وأثناء عملية التفتيش عثروا على 26 ألف حبة كبتاجون كانت معدة للتصريف خبأها المروج داخل سقف مستعار في غرفة النوم وسط منزله، حيث إنه خصص مخبأ سريا في تجويفات مصابيح السقف وأدخل من خلالها حبوب الكبتاجون والتمثال الأثري، ومن ثم أعاد تركيب المصابيح ووضعها في مكانها الطبيعي، وقبض على المروج وبحوزته المخدرات وأودع السجن لحين محاكمته بالتهمة الموجهة إليه.