-A +A
أحمد الشميري ــ صنعاء
اتسع نطاق القتال في العاصمة اليمنية صنعاء أمس، وقتل القناصة اثنين من المحتجين وأصابوا 14 آخرين، ما يقلص فرص التوصل إلى حل دبلوماسي يحول دون انجراف البلاد إلى حرب أهلية. وهزت المعارك وطلقات المدفعية بين قوات الجيش والعسكريين المنشقين المناطق القريبة من ساحة التغيير.
وتجدد القتال في أنحاء صنعاء مع تعالي أصوات الانفجارات والرصاص في حي الحصبة الذي يقطن فيه الزعيم القبلي صادق الأحمر المعارض للنظام.

وأفادت وزارة الداخلية اليمنية في بيان أن سبعة أشخاص قتلوا في اشتباكات الأمس حتى حلول المساء من بينهم اثنان من القوات الحكومية ورجلي قبائل مسلحين. وقتل حارس منزل إحدى الشخصيات المعارضة البارزة عندما تعرض المنزل للقصف. وقال طبيب في مستشفى ساحة التغيير إن القناصة الذين اعتلوا الطوابق العليا لبنايات قتلوا اثنين من المحتجين وجرحوا 14 آخرين.
وفي ساحة التغيير أضرم محتجون غاضبون النار في منزل قالوا إن قناصة يختبئون فيه بينما نظم مسعفون حملة تبرع بالدم لإنقاذ المصابين. وأصيبت المفاوضات بشأن الانتقال السلمي للسلطة بالجمود. وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر «ما لم يتم التوصل إلى اتفاق، وما لم تحدث انفراجة تؤدي إلى حل سياسي ستستمر البلاد في الانهيار وسينتشر العنف إلى مناطق أخرى من البلاد». وأضاف: من الضروري أن يحسم اليمنيون رأيهم وأن يتفقوا على طريق معقول للخروج من هذا الموقف.
وتقلصت الآمال في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. ولم يصمد وقف إطلاق النار الذي دعا إليه نائب الرئيس اليمني الذي يدير شؤون البلاد سوى بضع ساعات.
وفي مؤشر آخر على تفاقم الأوضاع وتعثر التوصل لاتفاق لإنهاء ثمانية أشهر من الاحتجاجات ضد صالح غادر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني صنعاء البارحة الأولى خالي الوفاض بعد يومين من السعي لإقناع الأطراف بالتوقيع على اتفاق لنقل السلطة وإنهاء الأزمة.
ومن جهتها اعتبرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أمس أن اليمن يقف عند «مفترق خطير جدا وحساس». ولفتت بيلاي في بيان إلى أن بعثة للأمم المتحدة إلى اليمن في يونيو (حزيران) الماضي خلصت إلى أن النظام اليمني «يستخدم قوة مفرطة» لقمع التظاهرات ما يسبب «خسائر فادحة» في الأرواح. وأضافت «لقد شاهدنا في الأيام الأخيرة تكرارا للتكتيكات نفسها» كانت نتائجها «خسائر بشرية أخرى».
ونقلا عن مصادر موثوقة على الأرض، أعلن متحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان إن 100 شخص على الأقل قتلوا في اليمن منذ الأحد الماضي.