حضرت في الأيام الأخيرة إحدى حلقات النقاش التي عقدت على هامش المؤتمر الرابع للمعلم الذي تبنته كلية التربية بجامعة أم القرى خلال الفترة من 22 ــ 24/10/1432هـ، وكنت مشاركا في تلك الحلقة التي ترأسها المربي الكبير عضو مجلس الشورى الأستاذ سليمان الزايدي، ورعاها معالي مدير الجامعة الدكتور بكري عساس، وحضرها عميد الكلية الدكتور زايد الحارثي، وكان عدد المشاركين نساء ورجالا نحو عشرة، ناهيك عن المتداخلين بالتعليق؛ لذلك لم يحظ أي مشارك رئيسي بأكثر من خمس دقائق من وقت الحلقة التي استمرت تسعين دقيقة بالتمام والكمال! ومع هذا، فقد شهد النقاش تفاعلا جيدا؛ لأن محوره كان عن المعلم بين الماضي وبين الحاضر، وأيهما أجدر بهذا اللقب التربوي النبيل. فمن كان يميل إلى التعميم الظالم من الفريقين، أخذ يمنح ألقاب التفضيل للمعلم في الماضي أو للمعلم في الحاضر، ومن كان موضوعيا جاء بحسنات الفريقين وقال: وفي كل خير.
ولمست حنينا من بعض المشاركين إلى العودة لممارسة العقوبات البدنية التي كانت سائدة في المدارس ثم منعت، وحجة المطالبين بها أنها كانت تحفظ للمعلم هيبته، وحجة المناهضين لها أن الهيبة لا تعني الاحترام وإنما الخوف؛ فكيف يتفاعل الطالب مع مادة يهاب معلمها، وكيف يحب من يهاب؟ ولماذا لا يفرض المعلم احترامه على طلابه عن طريق إخلاصه وتفانيه وأبوته وحنوه عليهم، وإشعارهم جميعا أنه يريد لهم الخير، وهل لا يكون الخير والعلم إلا عن طريق الكرباج؟
ونظرت في التوصيات التي طرحها المؤتمر، فوجدت أن الجديد فيها هو المطالبة بأن تكون لمهنة المعلم رخصة لا تمنح لحاملها إلا بعد التأكد من جدارته بحمل رسالة التربية والعلم، وبأنه ينطبق عليه قول الشاعر «كاد المعلم أن يكون رسولا»، وهذه المطالبة بنيت على أساس أن لجميع المهن رخصا تعطى لمن يمارسها مثل الطب والهندسة والصيدلة، فلماذا تظل مهنة التربية والتعليم مفتوحة مشرعة لمن يستحق حمل رسالتها ولمن لايستحق؟
وتساءل أحد الحاضرين عن مصير التوصيات التي صدرت عن المؤتمرات الثلاثة السابقة ــ لأن حديثنا كان على ضفاف المؤتمر الرابع ــ فتم تجاهل السؤال، ولكن الذي أعلمه أنه نتج عن المؤتمر الأول إقرار أول كادر تعليمي في تاريخ التعليم،بدأ تطبيقه في عام 1402هـ وعمره حاليا ثلاثون عاما، وقد أنصف الكادر المعلمين من الناحية المالية مقارنة بقرنائهم من الموظفين الإداريين، ومن يقول غير ذلك فإنه جاحد. ومع ذلك، فإن المعلم الحقيقي المخلص لرسالته يستحق من المزايا أكثر وأكثر؛ لأنه لا شيء أهم بالنسبة للأمة من معلم كفء قدير يقود أبناءها نحو المستقبل المشرق، والعكس صحيح.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة
ولمست حنينا من بعض المشاركين إلى العودة لممارسة العقوبات البدنية التي كانت سائدة في المدارس ثم منعت، وحجة المطالبين بها أنها كانت تحفظ للمعلم هيبته، وحجة المناهضين لها أن الهيبة لا تعني الاحترام وإنما الخوف؛ فكيف يتفاعل الطالب مع مادة يهاب معلمها، وكيف يحب من يهاب؟ ولماذا لا يفرض المعلم احترامه على طلابه عن طريق إخلاصه وتفانيه وأبوته وحنوه عليهم، وإشعارهم جميعا أنه يريد لهم الخير، وهل لا يكون الخير والعلم إلا عن طريق الكرباج؟
ونظرت في التوصيات التي طرحها المؤتمر، فوجدت أن الجديد فيها هو المطالبة بأن تكون لمهنة المعلم رخصة لا تمنح لحاملها إلا بعد التأكد من جدارته بحمل رسالة التربية والعلم، وبأنه ينطبق عليه قول الشاعر «كاد المعلم أن يكون رسولا»، وهذه المطالبة بنيت على أساس أن لجميع المهن رخصا تعطى لمن يمارسها مثل الطب والهندسة والصيدلة، فلماذا تظل مهنة التربية والتعليم مفتوحة مشرعة لمن يستحق حمل رسالتها ولمن لايستحق؟
وتساءل أحد الحاضرين عن مصير التوصيات التي صدرت عن المؤتمرات الثلاثة السابقة ــ لأن حديثنا كان على ضفاف المؤتمر الرابع ــ فتم تجاهل السؤال، ولكن الذي أعلمه أنه نتج عن المؤتمر الأول إقرار أول كادر تعليمي في تاريخ التعليم،بدأ تطبيقه في عام 1402هـ وعمره حاليا ثلاثون عاما، وقد أنصف الكادر المعلمين من الناحية المالية مقارنة بقرنائهم من الموظفين الإداريين، ومن يقول غير ذلك فإنه جاحد. ومع ذلك، فإن المعلم الحقيقي المخلص لرسالته يستحق من المزايا أكثر وأكثر؛ لأنه لا شيء أهم بالنسبة للأمة من معلم كفء قدير يقود أبناءها نحو المستقبل المشرق، والعكس صحيح.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة