الشعر ديوان العرب، وهو أقرب للموهبة والفطرة منه إلى التعلم والتعليم.. نعم يمكن للفرد أن يتعلم الأوزان والنحو والصرف ولكن أن يتعلم الموهبة مستحيل.. قد تكون الموهبة مخبوءة داخل الفرد كالنار التي تحت الرماد، فهي بحاجة إلى نفخ أو ربما بحاجة إلى زناد كي يقدح النار في الحطب حتى تشتعل.. كثيرون من حاولوا إنشاء برامج هدفها الرئيسي والمعلن خدمة الشعر ولكنهم أحيانا يخطئون في اختيار بعض أعضاء اللجنة، من حيث إن بعض الأعضاء متأثر بدراسته الأكاديمية فهو يستخدم أدوات النقد في الشعر الفصيح لنقد الشعر العامي.. فالشعر العامي له أدواته الخاصة بالنقد، كما أن الشعر الفصيح له أدواته.. كذلك بعضهم يريد أن يوجه الشعر حسب هواه وأن يلوي عنق الموهبة بحجة تحديث الألفاظ والمعاني والصور والثورة على القديم بحجة أنه كلاسيكي مهترئ ومتخلف.. وبعضهم «أي أعضاء اللجنة» يريد ألفاظا أشبه بألفاظ المجانين، فمن الشمس الحولاء إلى البحر الأفدغ إلى السفينة الضاحكة إلى عليان وسعيدان.. وهلم جرا من الألفاظ التي لا تدل إلا على أن صاحبها مجنون أو قريب من ذلك.. أيها المهتمون بالشعر دعوا المواهب تحلق ولا تسجنوها داخل تابوت النقد المجنون، وهذه ذوائق الناس تحكم والرديء دائما إلى زوال ولن يبقى من الشعر إلا أجمله وأحسنه.
talsaadi1@gmail.com
talsaadi1@gmail.com