-A +A
محمد المداح ــ واشنطن
خضعت خطوة المملكة لإطلاع أعضاء مجلس الأمن الدولى على الطلب الرسمي الذي تقدمت به المملكة حول المؤامرة الإيرانية لمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، بتمحيص جهات وشخصيات دولية نافذة، إذ اعتبر السفير ريتشارد بيرت مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق فى عهد الرئيس جورج بوش الأب أن المسعى ضروري لفضح المؤامرة الإيرانية فى سياق العمل الدبلوماسى الدولي بغية؛ حشد الرأي العام العالمي تجاه عزل إيران دوليا نتيجة هذا العمل الشائن.
ويرى أن هناك خطوات أخرى ضرورية لاستكمال الثمن الذى بات على إيران أن تدفعه نتيجة هذا العمل الإرهابي والمرفوض من أساسه. ويعتقد أن ما شرعت فيه كل من المملكة والولايات المتحدة من خطوات جادة فى هذا الصدد من شأنه أن يلجم العبث الإيرانى الجامح، والذي لم يعد يرى خطورة ما يقدم عليه ويخطط له خاصة فيما يتعلق بدول الجوار التى كان من الأولى أن ينأى بها عن أي مواقف من شأنها أن تزيد حدة التوتر والقطيعة بينه وبين هذه الدول، واكتفاء إيران بما يحيط بها من مشاكل مع الغرب بشأن الأغراض غير الواضحة لبرامجها النووية.

من جهته قال كبير الباحثين لقضايا الشرق الأوسط فى معهد كاتو للأبحاث السياسية الدكتور تيد كاربنتر لـ «عكاظ» إن الطريق أمام إيران أصبح مليئا بالصعاب بعد أن كشفت الولايات المتحدة عن مخطط اغتيال السفير الجبير، وأنه يعتقد بأن طهران لن تستطيع أن تخرج سالمة من هذا المأزق بأي حال من الأحوال. وعقّب بأن هذه القضية لا تقل خطورة عن قضية إخفاء إيران لطبيعة برامجها النووية إن لم تكن أسوأ منها. ويرى كاربنتر أن الغضب الذى ملأ ضمير دول العالم بعد الكشف عن هذه المؤامرة، هو أسوأ ما فى هذه القضية بالنسبة لإيران . فالسمعة السيئة التى أحاطت بها من كل جانب من جراء هذه المخطط قد يصعب عليها لسنوات مقبلة أن تزيلها أو تزيل بعضا منها، وأن هذه السمة التى باتت توصف بها إيران حاليا بأنها دولة مارقة وتصدر الإرهاب، أصبحت هي أقصى عقاب يمكن لها أن تتلقاه من المجتمع الدولى بكامله. فالعالم بات يفكر أكثر من مرة الآن عندما يريد أن يتعامل مع دولة من هذا النوع، ولذا فإن السمة التى توصف بها حاليا إيران من أنها دولة تخطط لقتل دبلوماسيين من دول الجوار قد تكون هى العقوبة القصوى التى يمكن أن تكون قد فرضت علىها فى الوقت الراهن على الأقل.
ويعتقد كاربنتر أن المملكة، وهي صاحبة الحق فى اتخاذ أىة خطوة من شأنها أن تعوضها ماديا وأدبيا عن هذا العمل الشائن، أصبح من الممكن لها أن تفكر فى الخطوات التالية وفى كيفة التعامل مع إيران، مقترحا تخفيض عدد الدبلوماسيين فى سفارتي كلتا الدولتين والنزول بمستوى العلاقة الدبلوماسية إلى أدناها، هو الخطوة الضرورية التالية التى يجب أن تقدم عليها المملكة .