-A +A
حمود أبو طالب
مرة أخرى أجد نفسي ملزما بالعودة لموضوع المخدرات التي كان الأسبوع الماضي حافلا بأخبارها.
فبعد أن صرحت إدارة المكافحة أن ما يتم ضبطه في المملكة يعادل 28 % من مضبوطات العالم، ثم نشرت هذه الصحيفة خبرا رئيسيا يفيد بزيادة عدد الفتيان والفتيات من سن العشرين وأقل الذين وصلوا مرحلة الإدمان، ويبحثون عن أمل في الشفاء من خلال مستشفيات الأمل لكن فرصتهم ضئيلة جدا بسبب قائمة الانتظار الطويلة.
والحقيقة أن عددا من الرسائل وصلتني بعد فتح الموضوع من مصابين ومصابات بهذا الداء يقشعر لها البدن.
أولا، هذه المصحات قليلة جدا من حيث العدد، وهزيلة جدا من حيث العدة. هي لا زالت على وضعها منذ إنشائها، ويتم التعامل معها على أنها حظيرة عزل لكائنات غير آدمية، ومن يدخل واحدا منها سيتأكد على أنها أبعد ما تكون عن مبادئ ومفاهيم العلاج الصحيح للإدمان. ألم يقل أحد المسؤولين ذات مرة إن المدمنين يجب حرقهم بدلا من علاجهم.. هذا هو جزء من المفهوم أو الفلسفة التي يقوم عليها التعامل معهم، ولذلك لا غرابة أن تكون تلك المستشفيات بهذا المستوى.. والأسوأ أنه كما يحدث في بعض السجون فإن الذين يدخلون مستشفيات الأمل يخرجون في حال أسوأ من ذي قبل نتيجة سوء العلاج وتهريب المخدرات إلى داخل المستشفيات، إنه وضع عجيب لا يبشر بأننا سننجح في التعامل مع هذه الكارثة إذا استمر كما هو.. يقال إن هناك لجنة سداسية تضع خطة وقائية جديدة، لكن الأهم من هذه اللجنة هو انتشال الضحايا الذين يزدادون يوما بعد يوم وعلاجهم في مصحات تتوافر فيها كل مقومات العلاج الحديث بدلا من الامتهان والتعامل غير الإنساني الذي تعاملهم به الجهات المسؤولة عن قضيتهم .. ازرعوا الأمل في مستشفيات الأمل..


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة