-A +A
سعد عطية الغامدي

يومُ الحسابِ اليومَ يا قذافي

فانعمْ به، في نشوةِ استخفاف

نلتَ المصيرَ، وكنت تهزأ ساخراً

في قمةٍ، بنهايةِ الأسلاف

وتقول جاء الدورُ .. فانتظروا .. ولم

تعبأ بقولٍ نمَّ عن إنصافِ

لكن مضيت على طريقك عابثاً

تستتبعُ الإسراف .. بالإسرافِ

وتقول: من أنتم .. ؟! وتنسى أنهم

نعمَ الرجال .. ذوو جوابٍ شافِ

صبروا وبعض الصبر يطوي تحته

نارَ انتظارٍ مرّة الأوصافِ

وتفرقوا في الأرض لم تحفل بما

عانوه من بادِ الأسى، أو خافِ

ومضت عقود في الظلام، وليبيا

في الأسر تنزِف صفوة الأشراف

لم يخل بيت من بلاءِ مصيبةٍ

عصفت به في فورةِ استنزاف

أو تخل نفس من نكالٍ سامها

جلادها .. فيه النكال الصافي

لكن حسابات المصالحِ لم تزلْ

تطفو، وتظهر حِنكة الأحلافِ

أترى سينسى الناس عهداً لم يكن

غيرَ السنين من البلاءِ عجافِ ؟!

ومدمرٍ، ما كان قط معمراً

إلا السجون .. تعجّ بالآلاف !!

متجبّر .. في كل ما من شأنه

قهرٌ يمارسه بلا استنكاف

متفلسفٍ .. لكن تنوء بجهله

شمّ الجبال .. وتستجير فيافي

اليوم جاوبك الرجال .. لأنهم

هم صفوة الأحرارِ يا قذافي

من راح في أنبوبِ صرف يتقي

ذل المصير .. وسطوة السيّاف

فهو الأحقُّ بوصف جرذٍ هاربٍ

من شعبه، في خسةِ الإخلافِ

وهو الجديرُ بأن يساق لحتفه

في موكبٍ لغدِ القصاصِ موافي

أنسيت في «بوسليم» من أسقيتهم

كأس الردى، في غدرةِ الأجلاف ؟!

أو سقتهم للحتف ممن غادروا

متغربين ..، بسطوة الإرجاف

أو نلت ممن قال حقاً مخلصاً

ليذوق سوط اللومِ .. والإعناف

أو رحت بالزحف الكذوب ملاحقاً

من راح في صمت وفي إعفافِ

يبني، فتهدم ما بناه، تكلفاً

وتذيق ليبيا حسرة الإتلاف

حتى يفرَّ مثقف ومؤهل

وتظل تنعم بالثراء .. الضافي

ويقومَ أهلك وحدهم في نعمةٍ

مرموقةٍ، موفورةِ الأطراف

والناس تغرق في الشقاء، ومن ينل

حظاً كبيراً، نالَ حد كفاف

لم تبنِ جيشاً للبلادِ معززاً

يعلي مواطن .. حرةَ الأكناف

ويقيمُ مجداً في البلاد .. وعزة

وترصُّ أكتاف .. إلى أكتاف

لكن حشدت كتائباً .. وجعلتها

مسعورة تجري بشرّ مطافِ

ليست لغيرك في الحياة .. حياتها

أو موتها .. في رعشةِ استشراف

لم تعرف الشرف الرفيع، ولم تعش

يوماً لغير .. القتل .. والإسفاف

فاهنأ بهم .. من بعد ما أشبعتهم

ذلا، وما استظرفت من إلحافِ

واغنم نهاية كل باغٍ غرّه

زيف الجليس، وخدعةُ الهتّافِ

وتزلُّفُ الأوغاد في غرب الخنا

كي يغنموا مالاً .. من الإجحاف

وخديعة العرّافِ .. حين جعلته

حكماً .. أتجهل خِدعة العرّافِ ؟!

هذا مصيرك .. قد نسجت خيوطه

بيديك .. فاحصدْ حكمة الألطاف

واتركْ سطوراً للذين نصحتهم

بدمشق يوماً، في قِرى الأضياف

قل: لن يدوم الظلم .. لكن ينتهي

في لحظةٍ، ويذوق موت زؤافِ

ويعود للأرض السلامُ .. وتنتشي

ألفافها .. في بهجةِ الألفافِ

وتطل شمس بالضياء .. نقيةً

بالجوهر المتألّقِ الشفافِ

لم تغشها سحب الظلام، وإنما

سحبٌ تمور برقَّةِ الأصداف

وتعود للشعب البلاد بأسرها

مزهوّةً .. ريّانةَ الأعطاف

اليوم يومٌ في الزمان مبجّل

فاهنأ بيوم الحسم .. يا قذافي