-A +A
صالح الزهراني ــ جدة
تمكن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ـ يرحمه الله ـ من استشراف آفاق المستقبل مبكرا وحرص على تنويع مصادر التسلح وبناء جيش قوي متوازن تمكن من استيعاب الطائرات الحربية المقاتلة.
ورغم التعاون العسكري الطويل بين المملكة والولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أن الفقيد وسع دائرة التسلح لتشمل دولا أخرى مثل ألمانيا وروسيا وعددا من دول شرق آسيا التي زارها في 2006م، ويعكس تحركه المبكر للتسليح رؤيته على استشراف التحولات بعد الاضطرابات التي بدأت تشهدها منطقة الشرق الأوسط والضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة على وجه الخصوص من جانب إسرائيل خصوصا عندما يتعلق الأمر بأية صفقة سلاح للمملكة.

برنامج التوازن الاقتصادي
وفي عام 1985 أطلقت المملكة برنامج التوازن الاقتصادي الاستراتيجي (الأوفست) للاستفادة من المنافسة الشديدة القائمة بين كبريات الشركات الدفاعية العالمية لتوريد أحدث أنظمة الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة لمختلف قطاعات القوات المسلحة في المملكة في إطار هذا البرنامج الذي يهدف لتنويع مصادر الدخل ونقل التكنولوجيا المتقدمة وتوطينها في الداخل، توفير فرص استثمارية داخل المملكة، إضافة لتوفير فرص عمل للشباب السعودي.
ويتكون هيكل الإنتاج الحربي السعودي من مؤسستين أساسيتين هما الهيئة العامة للصناعات الحربية ومؤسسة الصناعات العسكرية، وتأسست الهيئة العامة في عام 1982 وتضم خمسة مصانع للأسلحة والمعدات الحربية (ترسانة الخرج)، وتنتج الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وذخائرها، وذخائر المدفعية، ولديها مصنع لتجميع الدبابة (ليوبارد - 2) بالتعاون مع ألمانيا، ومصنع لتجميع قطع غيار وهياكل الطائرات، بالتعاون مع شركة «بوينغ» الأمريكية، ومصنع لإنتاج أجهزة الاتصالات، أما مؤسسة الصناعات العسكرية، فقد تأسست في عام 1985، وتتبع لها الشركات الخاصة التي تعمل في مجال الإنتاج الحربي، مثل إنتاج الشاحنات، عربات القتال المدرعة، أجهزة اللاسلكي العسكرية.
وفي إطار هذا البرنامج جاء تنفيذ مشروع صفقة اليمامة مع الحكومة البريطانية في 1986 وجرى بمقتضاه تزويد المملكة بطائرات تورنيدو وبي ايه اي هوك الحربيتين بقيمة 56 مليار دولار، وبعدها بعامين جرى توقيع اتفاقية إضافية للصفقة، وتواصل التعاون في 2007 بتوقيع عقد شراء طائرة يورو فايترز من طراز تايفون بقيمة 40 مليار دولار.
وأكد الخبير الاستراتيجي د. أنور عشقى، أن الجيش السعودي جرى تسليحه بأفضل الأسلحة في العالم، وقال: أعد الأمير سلطان استراتيجية للجيش السعودي للتوازن بين قواته البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، مشيرا إلى أن بعض المراكز الاستراتيجية العالمية اعترفت بأن الجيش السعودي أصبح متوازنا وقويا، تمكن من استيعاب الطائرات الحربية المقاتلة بمهارة فائقة.