أكد المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي الليبي العقيد أحمد الباني، أن الثوار واعون جدا لتحديات المرحلة المقبلة بعد تحرير ليبيا. وأوضح الباني في حوار أجرته «عكـاظ» أن من يراهن على حدوث فوضى مخطئ، نافيا أي وجود لتنظيم القاعدة بين صفوفهم، ومشددا في الوقت نفسه على التصدي لأي أحد يريد العبث بأمن واستقرار البلاد. واستبعد العفو عمن تلطخت أيديهم بدماء الشعب الليبي. وقال إن القذافي لا علاقة له بالإسلام مشيرا إلى أنهم سيثبتون ذلك بالأدلة الدامغة.
وفيما يلي نص الحوار:
• كيف تتوقعون المرحلة المقبلة في ليبيا بعد مقتل القذافي، في ظل «سيناريوهات» متشائمة يتخوف بعض المحللين السياسيين تحولها إلى واقع؟
ــ الهدف الأساس بعد تحرير ليبيا هو العودة إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي الذي عانى من الظلم والاستبداد، ومن حقه أن يعيش في أمن وأمان خاصة بعد رحيل (الطاغية) الذي أدى إجرامه إلى قتل آلاف من المواطنين الليبيين. فقد قضى الشعب الليبي أكثر من 40 عاما وهو محكوم بالحديد والنار، حيث أغلق القذافي ليبيا وجعلها ملكا خاصا به ولعائلته ما أدى إلى ابتعاد الشعب الليبي عن الحضور السياسي والاجتماعي إضافة إلى غياب ليبيا على المستوى الدولي، خاصة أن الطاغية كان على خلاف مع نصف الكرة الأرضية من خلال دعمه للمنظمات الإرهابية حول العالم وسرقة أموال الشعب الليبي من أجل دعم مخططاته الإرهابية. والآن ليبيا بعد مقتله لن تعود إلى الوراء وستكون دولة ديمقراطية حرة عادلة في الحقوق والواجبات تجاه أبناء الشعب الليبي.
• لكن هناك من يراهن على حدوث فوضى وتوتر داخلي حتى بين الثوار أنفسهم؟
ــ من يراهن على ذلك مخطئ ولا يعرف ليبيا إطلاقا، فليبيا كانت دولة منغلقة عانت من الظلم والاستبداد وحكمها القذافي بالحديد والنار لما يزيد على أربعة عقود. والثوار الليبيون يملكون أخلاقا عالية جدا. وأؤكد أنه لن تكون هناك معضلة في ليبيا، فالثوار واعون جدا لتحديات المرحلة المقبلة وهم مصرون على إعادة بناء ليبيا الديمقراطية. ونحن في المجلس العسكري على تواصل تام مع المجلس الانتقالي الليبي الذي يمثل السلطة الشرعية.
• ثمة تقارير تشير إلى أن هناك عناصر لتنظيم القاعدة في صفوف الثوار الليبيين، فما حقيقة الأمر؟
ــ لا صحة لهذا القول، فجميع الثوار من أبناء ليبيا ويحلمون بدولة حرة مستقلة يحكمها القانون والعدالة، ولا وجود للقاعدة في صفوفنا، ونحن سنتصدى لأي أحد يريد العبث بأمن واستقرار الشعب الليبي.
• ترددت العديد من الروايات عن ظروف اعتقال وقتل القذافي، فأين تكمن الحقيقة؟
ــ القذافي اعتقل من قبل الثوار في قناة لتصريف مياه المجاري كان مختبئا فيها، وأثناء اعتقاله وقع تبادل لإطلاق النار بين الثوار وكتائب القذافي التي سعت إلى تصفيته، وقد تكون هي من قتله. المهم أن هذه الصفحة طويت، والآن بعد رحيل القذافي لا أحد يهتم بكيف ولماذا قتل، المهم هو أن هذا (المجرم) انتهى إجرامه وسياسته الدموية في ليبيا والعالم، فالقذافي لم يكن عدوا للشعب الليبي فقط بل كان عدوا لمعظم الدول العربية والأجنبية، ونحن بقتله استطعنا أن نقدم هدية كبرى للشعب الليبي وللدول التي تسبب في إلحاق الأذى بها بسياساته غير المبررة.
• هل لديكم نية لإصدار عفو عام عن الليبيين الموالين للقذافي خاصة أن الحرب انتهت؟
ــ الليبيون الذي انشقوا أخيرا ووقفوا إلى جانب الشعب الليبي بالتأكيد سيكون هناك عفو عام عنهم. أما الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب الليبي، ستكون هناك محاكم مختصة لتتولى إجراءات محاكمة هؤلاء حسب التشريعات والقوانين الليبية.
• هل ستطلبون مساعدة عربية لمؤسساتكم الأمنية بعد تحرير ليبيا من نظام القذافي؟
ــ وزارة الخارجية الليبية ستتولى ذلك الأمر من خلال التنسيق مع الدول العربية والصديقة لنا في المجتمع الدولي، لكن في الوقت الحاضر همنا الأكبر هو إعادة بناء بيتنا الداخلي. وبالتأكيد إذا ما وجدنا أننا في حاجة إلى المساعدة سنتوجه إلى أصدقاء ليبيا حول العالم للحصول على المساعدة، لا سيما الدول العربية.
• هل سنشهد إعادة بناء الجيش الليبي الموحد، خاصة أن العمليات العسكرية شارفت على نهايتها؟
ــ نعم بالتأكيد وحدة الجيش الليبي هي المطلب الأساس والأهم للشعب الليبي، ونحن نريد بناء جيش قوي يكون قادرا على حماية تطلعات الشعب الليبي من أجل الانتقال إلى ليبيا المستقبل دولة القانون والمؤسسات. ومن أجل ذلك نحن نجري الآن محادثات واستشارات لوضع خطة عملية لما يمكن أن نواجهه في المرحلة المقبلة من صعوبات وتحديات، وربما تكون هناك بعض الخلافات في منطقة جنوب ليبيا وقد تكون هناك بؤر أمنية لكن بالتأكيد الثوار سيكونون بالمرصاد في حال تجرأ أحد على وحدة الصف الليبي. وكل من يحاول العبث بالأمن وباستقرار أبناء ليبيا سنتخذ ضده إجراءات رادعة.
• هل تتوقعون مقاومة من عشيرة القذافي أو من فلول نظامه؟
ــ القذافي لا عشيرة له ولا علاقة له بليبيا ولا بالدين الإسلامي، وبعد فترة ستسمعون وسترون أدلة دامغة على كلامي هذا. والعالم سيندهش وينبهر عندما يعرف حقيقة هذا الطاغية وكل ما أستطيع قوله الآن إن القذافي لا علاقة له بناء كمسلمين وكعرب، وقبيلة القذاذفة هم من الشرفاء والكثير منهم وقفوا إلى جانب الثورة ولا علاقة لهم إطلاقا بالقذافي، وبالتالي هم سيقفون إلى جانب الشعب الليبي من أجل إعادة بناء ليبيا الحرة والديمقراطية.
• علاقات ليبيا مع العديد من الدول العربية كانت متوترة في عهد القذافي، فكيف تنظر إلى هذه العلاقات بعد إعلان تحرير ليبيا؟
ــ علاقات ليبيا مع الدول العربية لم تكن على ما يرام بسبب سياسة القذافي، والآن هناك ليبيا جديدة وستكون إلى جانب إخوانها العرب، فليبيا الحرة والديمقراطية قادرة على المشاركة في القرار العربي والوقوف إلى جانب القضايا العربية، والمجلس الانتقالي الليبي على تواصل دائم مع إخوانه العرب إضافة إلى تواصله مع أصدقاء ليبيا حول العالم.