-A +A
أحمد محمد الطويـان
فقدنا الرجل الثاني في الدولة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز ــ رحمه الله، الرجل الذي بذل وقته وجهده وماله من أجل إسعاد الناس، الرجل الذي كان أشد أعدائه الفقر والجهل والمرض، في داخله شخصيات ومواهب تجعله فريدا ونادرا.
برز الراحل الكبير في المجال الإنساني، والبعض يعتقد أن سلطان بن عبدالعزيز يعطي ويبذل لأنه مسؤول كبير في الدولة وابن الملك المؤسس ويجود لوفرة المال لديه، وهذا غير صحيح، فالأمير كريم بطبعه، ويشهد على ذلك من عرفوه في سنوات عمره الأولى، عندما كانت الأحوال المعيشية صعبة، وكان يجود ويبذل ولا يبخل على فقير أو مسكين.

يجب أن لا نختصر حياة وإنجازات الراحل الكبير بالجانب الإنساني المضيء، فالأمير رجل دولة من طراز نادر، والرجل المهم دائما في دائرة صنع القرار السياسي منذ عهد والده الملك عبدالعزيز، يجب أن لا ننسى دوره المهم عندما رافق الملك فيصل ــ رحمه الله ــ في رحلاته إلى دول العالم الإسلامي، ودوره السياسي في تقوية الوجود السعودي على الساحة الدولية، وإنهاء الخلافات بين دول الخليج وإزالة العقبات لتأسيس مجلس التعاون الخليجي.
الراحل الكبير إداري موهوب، يعود الفضل له بعد الله في بناء الهيكل الإداري للدولة، ولشخصيته القيادية الدور المهم والفاعل في تطوير الأداء الحكومي، والدور الأبرز في احتواء الجميع وإرضاء الجميع.
يعرف القريبون منه ــ رحمه الله، أنه كان دائما يفضل العمل في الظل ولا يحب الظهور لمجرد الظهور، وكان يقول دائما من يتكلم عن أعماله لا يجد وقتا للعمل، كان ــ رحمه الله ــ ملتزما بشدة بالأصول والتقاليد التي تربت عليها الأسرة المالكة والتي من أهمها احترام الأكبر في السن، ومن أبرز القصص التي تروى في هذا الجانب، أنه كان ذات يوم في رحلة «قنص» برفقة الملك خالد، وتفرقوا من أجل الصيد وعندما انتهى الأمير سلطان وكان قد اصطاد حوالي 9 طيور، أرسل أحد مرافقيه إلى المجموعة المرافقة للملك خالد ليسألهم عن عدد صيد الملك، جاء الجواب أن الملك لم يصد سوى 4، أخذ الأمير المعلومة وعندما اجتمعوا على العشاء سأل الملك خالد الأمير سلطان عن عدد صيده، قال: لم نصد سوى طيرين فقط.
رحم الله سلطان، وحفظ الله الملك عبدالله وإخوانه الكرام.