لم يعد في الإمكان رؤية أشهر متسولة في منطقة البلد، فاطمة قصيرة القامة، التي لا يزيد طولها على 50 سنتيمترا بعدما سقطت في يد رجال المكافحة، لا يكاد العابرون بسياراتهم أو على سيقانهم قرب مركز تسوق شهير في تلك المنطقة الحيوية، رؤية المرأة اليمنية بسبب قصر قامتها ومرورها أسفل المركبات دون شعور بالخطر الماثل وسط الضجيج وحركة السيارات الثقيلة والخفيفة، تجاوزت متسولة منطقة البلد الستين من عمرها ولم يمنعها تقدم السن وعلامات الشيخوخة من تشغيل مناديب يتولون تحويل «غلة» الشهر إلى بلادها، إذ يبلغ مجموع ما تتحصل عليه في الشهر الواحد نحو 20 ألف ريال، طبقا للتقارير التي تتحدث أنها «تكسب» في الأسبوع الواحد قرابة خمسة آلاف ريال.
أنهت وحدة مكافحة التسول في جدة نشاط امرأة الـ 50 سنتيمترا وقبضت عليها في حالة تلبس قبل أن تحمل في حافلة إلى مركز متخصص لإيواء المتسولين ثم إلى مركز الشرطة قبل ترحيلها، ويقول مدير مكتب مكافحة التسول في جدة سعد الشهراني، إن التحقيقات المبدئية مع فاطمة كشفت أخيراً عن تعاونها مع ابن أخيها «أيوب» البالغ من العمر 18 عاما، حيث كان يتكفل بتأمين طعامها ولباسها ونقلها وتوفير الحماية لها نظير أجر يصل إلى ألف ريال في الشهر، وظل أيوب نشطا ومثابرا في أداء مهامه قبل أن يسقط في يد المكافحة بعد ساعات من إنهاء نشاط عمته فاطمة.
يكشف سعد الشهراني، جوانب خفية من نشاط أشهر متسولة في «البلد»، ويقول إن مهامها تبدأ في غالب الأحوال بعد الخامسة عصرا حتى قبل منتصف الليل بساعة، ويتولى شقيقها أحمد البالغ من العمر 24 عاما تحويل المدخرات إلى بلادها.