لا أعتقد أن أحدا في بلادنا لم يفرح بولادة «هيئة مكافحة الفساد» والسبب ــ ببساطة ــ أن الفساد ضرب أطنابه في معظم الأمكنة، وأصبح تأثيره على معظم المواطنين واضحا، وبالتالي فإن الفرح بهذه الهيئة ردة فعل طبيعية لما يلقاه الناس من سوء الفساد وتأثيره على حياتهم.
لكن هذا الفرح بدأ يتلاشى لأن الهيئة صمتت طويلا، وعندما تحدثت كان حديثها أقل من توقعات الناس بكثير.
جريدة اليوم الصادرة في 26 ذي الحجة 1432هـ نقلت حديثا لمعالي رئيس الهيئة محمد الشريف ذكر فيه أنه طالب جميع الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات المساهمة العامة التي تشترك الدولة في ملكيتها أن تضع كافة المعلومات المتعلقة بمشروعاتها على لوحات توضع على كل مشروع لكي يراها الجميع، فتسهل مراقبة كل مشروع ومعرفة المخالفات التي يرتكبها المقاول المتعلقة بتواريخ بداية المشروع ونهايته بحسب الاتفاق مع المقاول.
وذكر أيضا: أنه طالب الجهات التي يخاطبها بالرد عليه خلال ثلاثين يوما، لكن هذه الجهات لم تفعل ما أمرها به! وقال: إنه سوف ينشر أسماء تلك الجهات، وإنه سيطلب إحالة المخالف لجهات التحقيق!
لم يشرح معاليه ماذا سيفعل بعد نشر الأسماء، وهل هناك عقوبات معروفة للمخالفين، وما هي جهات التحقيق وما هي صلاحياتها، وهل سيحال لها كل المخالفين مهما كانت درجة وظائفهم أم لا!
الأهم من ذلك أن معاليه لم يتحدث إلا عن المشاريع وتأخير تنفيذها، فهل الفساد ينحصر في هذا النوع من المخالفات أم أن هناك أشياء أخرى لم يتحدث عنها؟ الفساد استشرى في كثير من مفاصل الجهات الحكومية، ومن المستحيل حصره في مقال أو مجموعة مقالات، ومن السهل على الهيئة معرفة ذلك مما يكتبه المواطنون في مختلف المواقع الإلكترونية أو عند تعليقهم على بعض المقالات الصحفية، وهذا هو المؤشر الحقيقي إن اراد معالي أن يعرف ذلك.
الفساد في طريقة تنفيذ بعض المشاريع، وفي قيمتها الحقيقية والقيمة التي تدفعها الدولة، الفساد في بيع الأدوية الفاسدة أو البضاعة الفاسدة مهما كان نوعها، الفساد في عدم وجود مدارس صالحة ومستشفيات كافية وطرق تلبي الحاجات وغير ذلك، الفساد في رفع الأسعار بدون سبب، وانتشار الرشاوي، وعدم الإخلاص في العمل، تفضيل موظف على آخر في الترقيات لأسباب خاصة فساد وظيفي يجب متابعته، كما أن تعيين أحدهم في مكان لا يستحقه من أنواع الفساد المهمة.
أنواع الفساد كثيرة، والتعامل معه يحتاج إلى عمل جاد ودائم يراه المواطن ويقتنع بجدواه.
كل مواطن يمكنه أن يقف مع الهيئة، ويتعاون معها لأنه المستفيد من ذلك، لكنه ــ في ظني ــ لن يفعل ذلك ما لم ير عملا حقيقيا يعيد له ثقته بأن هناك من يعمل حقا على مكافحة الفساد. وإنا لمنتظرون.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة
لكن هذا الفرح بدأ يتلاشى لأن الهيئة صمتت طويلا، وعندما تحدثت كان حديثها أقل من توقعات الناس بكثير.
جريدة اليوم الصادرة في 26 ذي الحجة 1432هـ نقلت حديثا لمعالي رئيس الهيئة محمد الشريف ذكر فيه أنه طالب جميع الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات المساهمة العامة التي تشترك الدولة في ملكيتها أن تضع كافة المعلومات المتعلقة بمشروعاتها على لوحات توضع على كل مشروع لكي يراها الجميع، فتسهل مراقبة كل مشروع ومعرفة المخالفات التي يرتكبها المقاول المتعلقة بتواريخ بداية المشروع ونهايته بحسب الاتفاق مع المقاول.
وذكر أيضا: أنه طالب الجهات التي يخاطبها بالرد عليه خلال ثلاثين يوما، لكن هذه الجهات لم تفعل ما أمرها به! وقال: إنه سوف ينشر أسماء تلك الجهات، وإنه سيطلب إحالة المخالف لجهات التحقيق!
لم يشرح معاليه ماذا سيفعل بعد نشر الأسماء، وهل هناك عقوبات معروفة للمخالفين، وما هي جهات التحقيق وما هي صلاحياتها، وهل سيحال لها كل المخالفين مهما كانت درجة وظائفهم أم لا!
الأهم من ذلك أن معاليه لم يتحدث إلا عن المشاريع وتأخير تنفيذها، فهل الفساد ينحصر في هذا النوع من المخالفات أم أن هناك أشياء أخرى لم يتحدث عنها؟ الفساد استشرى في كثير من مفاصل الجهات الحكومية، ومن المستحيل حصره في مقال أو مجموعة مقالات، ومن السهل على الهيئة معرفة ذلك مما يكتبه المواطنون في مختلف المواقع الإلكترونية أو عند تعليقهم على بعض المقالات الصحفية، وهذا هو المؤشر الحقيقي إن اراد معالي أن يعرف ذلك.
الفساد في طريقة تنفيذ بعض المشاريع، وفي قيمتها الحقيقية والقيمة التي تدفعها الدولة، الفساد في بيع الأدوية الفاسدة أو البضاعة الفاسدة مهما كان نوعها، الفساد في عدم وجود مدارس صالحة ومستشفيات كافية وطرق تلبي الحاجات وغير ذلك، الفساد في رفع الأسعار بدون سبب، وانتشار الرشاوي، وعدم الإخلاص في العمل، تفضيل موظف على آخر في الترقيات لأسباب خاصة فساد وظيفي يجب متابعته، كما أن تعيين أحدهم في مكان لا يستحقه من أنواع الفساد المهمة.
أنواع الفساد كثيرة، والتعامل معه يحتاج إلى عمل جاد ودائم يراه المواطن ويقتنع بجدواه.
كل مواطن يمكنه أن يقف مع الهيئة، ويتعاون معها لأنه المستفيد من ذلك، لكنه ــ في ظني ــ لن يفعل ذلك ما لم ير عملا حقيقيا يعيد له ثقته بأن هناك من يعمل حقا على مكافحة الفساد. وإنا لمنتظرون.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة