-A +A
عبده خال
إلى وقت قريب والخشية كانت ترفرف في الوسط الجامعي من غياب الأستاذ السعودي لعدة أسباب يأتي في مقدمتها توقف الابتعاث، وبلوغ جل الأساتذة إلى السن التقاعدي أو الوفاة.
وكانت الخشية أن نعيد خطواتنا الأولى وهي استقدام الأستاذ الأكاديمي كبنية أساسية مفقودة (ولا أقصد الاستفادة من الأساتذة الزائرين)، ذلك الوضع كان يثير مخاوف المعنيين بالتعليم العالي كون غياب الأستاذ الجامعي يعطي دلالة واضحة إلى فشل التنمية بصورة أو أخرى، وقد كان توقف الابتعاث وقلة قبول الجامعات في الدراسات العليا يشير إلى مخاوف حقيقية، كان هذا إلى ما قبل مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث والذي جاء يحمل الطموحات المستقبلية الكبيرة للوطن، وبغض النظر عما يثار حول ثمار هذا المشروع في الجانب الوظيفي كون الإعداد المبتعثة كبيرة لا يقابلها الاستعداد الكامل في إحلال هؤلاء المبتعثين في مواقع وظيفية إلا أنه توقع متشائم يبحث عن إثارة الأسئلة والتدليل عن واقع وظيفي يحتاج إلى إعادة نظر.
وقضية التوظيف هي العمود الفقري لهذه المقالة وتحديدا التوظيف المقترن بمشروع الابتعاث، فالإعداد المبتعثة أعداد كبيرة وفي مختلف مدن العالم كان من المفترض أن تقابلها حركة توظيف مهولة تتبناها وزارة الخارجية كمشروع مواز، فواقع السفارات السعودية أو الملحقيات جل من يعمل بها ليسوا من أبناء الوطن، وكان من المفترض أن يكون مشروع الابتعاث فرصة لأن يتم سعودة العاملين في السفارات وهو أمر يؤدي إلى امتصاص إعداد كبيرة من طالبي التوظيف في الداخل وهذه هي النقطة الأولى، والنقطة الأهم أن مبتعثينا يشكون الآن من سوء معاملة بعض العاملين في تلك السفارات ولو سرنا على قاعدة (خلي سمننا في دقيقنا) فأعتقد أن أمام وزارة الخارجية فرصة متاحة من أجل سعودة العاملين في السفارات كمشروع مساند لمشروع الابتعاث وكحماية معلوماتية لما يدور في تلك السفارات ولا أعتقد أن وزارة المالية سوف تمانع لو عرض عليها الأمر بهذه الصيغة فإنجاح مشروع الابتعاث لا يقتصر على جانب واحد فقط، بل يجب النظر إلى الجوانب الأخرى المساعدة والمساندة في إنجاحه.

Abdokhal2@yahoo.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة