-A +A
•• تمر الأمة العربية اليوم بمنعطف تاريخي وحاسم يحتم الوعي بما يحمله المستقبل من مخاطر إقليمية على المستويين السياسي والأمني، وهو ما يقتضي ضرورة الاتجاه فورا إلى حلول جذرية لبؤر الصراع والتوتر في المنطقة العربية، والارتفاع إلى مستويات عليا من الإدراك، من أجل الخروج إلى مرحلة أكثر استقرارا وأمانا للشعوب والمجتمعات العربية.
•• ففي الوقت الذي نرى النظام السوري يماطل ويتباطأ في الاستجابة للحل العربي الساعي لحقن الدماء حتى لا يتحول الملف السوري إلى مجلس الأمن ويخضع للتدويل؛ نرى بوادر أزمة سياسية في العراق طرفاها رئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه طارق الهاشمي، بعد إصدار مذكرة توقيف ومنع الأخير من السفر بتهمة الإرهاب، في مشهد سياسي عراقي يجسد مدى عمق الأزمة في البلاد، حيث تلقي المسألة المذهبية ظلالها على كل أركان هذا المشهد السياسي المحتقن بشدة.

•• وغير الحالة السورية والحالة العراقية، فإن الحالة اليمنية تبرز مدى احتدام الصراع بين القبيلة والدولة «وشخصنة» الأزمة اليمنية التي تبدو في وضعية غامضة وضبابية تحول دون فك تشابكاتها المعقدة.
•• هذا الوضع العربي المأزوم.. من خلقه، ومن تسبب فيه، ومن يعمل على تفجير المنطقة بتكريسه؟!
•• أسئلة كثيرة وخطيرة، لكن الأخطر منها أن تستغفل الشعوب ويزج بها في أوضاع مخيفة من شأنها أن تدمر أوطانها.
•• ولذلك فإن علينا أن نتنبه إلى ما يحاك ضدنا كدول وشعوب، وأن نرفض تحويلنا إلى أدوات في يد أعداء الأمة.