-A +A
فرحان الفرحان
بعد سنوات من التيه في مساحات الخلافات الممدودة بلا نهايات، يبدو أن رجالات النصر قد بدأوا بصياغة مشروع عودة نصرهم وفق معطيات جديدة ترتكز على رؤى ذات مفاهيم عصرية، أخذت من كبرياء نصرهم روح التحدي ومن حراك الواقع غير الرياضي منطلقات واعية، تؤسس لعمل جماعي متعاضد لا تحركه الضدية ولا توجهه الأنا العليا، فالعمل الفردي لا يمكن له أن ينتج مكتسبات قابلة للبناء التراكمي..
النصر عانى كثيرا من الإهمال والتشتت، بالرغم من أن بعض أهله حاول لملمة واقعه المبعثر، ولكن الأندية الكبيرة كالنصر تحتاج أعمالا كبيرة تبدأ من تنظيم قياداته العليا، لتكون رؤاها تسير في نسق واحد حتى وإن أخذ بعضها اتجاهات جانبية غير معيقة لمشروع العودة، مع تسكين القدرات الفنية والإدارية في منظومة العمل وفق الخبرة والتأهيل والإمكانات والقدرات، لمنح فريق العمل أفقا أوسع أثناء اتخاذ القرارت وإدارة العمل اليومي، مع تفعيل مبدأ المراجعة والمحاسبة بديمومة نشطة حتى لا تكبر الأخطاء فيصعب علاجها، كما حدث مع أخطاء الفترة الماضية..

بمناسبة الحديث عن أخطاء الفترة الماضية، أود أن أنبه إلى أن هناك تيارا إعلاميا يحاول أن يخرج رئيس نادي النصر عن منظومة الوفاق النصراوي، عبر أطروحات غير مضطربة تصور أن مشروع العودة قد تم فرضه على الرئيس، بل ذهبت بعض هذه الأطروحات إلى أبعد من ذلك عندما أشاعت أن الرئيس قد جرد من صلاحياته التي كان هذا الطرح يسخر من فعاليتها أثناء حراك مدرج الشمس المطالب بالإصلاحات، بل كان يؤجج هذا المدرج ويفتح أمامه مسارات أخرى، ولكن مدرج الشمس كان يعرف دوره تماما، والدليل التفاف هذا المدرج حول الرئيس، ومباركته لديموقراطية التغيير التي غلبت مصلحة النصر وتبنت جميع متطلبات مشروع العودة..
إن استطاع رجالات النصر حماية مشروعهم من الاختراقات، ووقفت جماهير الشمس خلف هذا المشروع بلا اجترار للماضي ووضع بعض تفاصيله على طاولة الجدل كلما تعرث الفريق فالنصر سيودع مرحلة الآلام وسيعود لعنفوان ركضه في مضمار البطولات التي غاب عنها طويلا، فاشتاق لها واشتاقت له ولهدير مدرجه المبهر..
قبل وصول سباق المفردات لخط النهاية، أود أن أوجه رسالة محب لرجالات نادي الاتحاد الذي يبدو أن عدوى مرض النصر السابق قد انتقلت لناديهم، فتراجع أعضاء الشرف الداعمين وتقدم هواة التنظير في المشهد الشرفي سيأخذ ناديهم لذات الوهن الذي أصاب النصر سنوات طويلة، عانى فيها من التشتت والضياع، لذا كمحب لعميد أنديتنا أتمنى منهم التحرك بمسؤولية لعلاج اتحادهم قبل أن يتمكن منه مرض الشقاق، الذي بدأت بوادره تنهش في جسد العميد وتضع مستقبله في مهب الريح.