-A +A
أمنية خضري (جدة)
كشف خبراء من أبحاث «دانون ــ نيوتريشيا بيبي نيوتريشن» في المؤتمر الطبي الدولي لمكافحة سمنة الأطفال والذي عقد في جدة، بأن هناك أزمة تهدد المجتمع في المستقبل القريب، حيث من المتوقع لهذا الجيل من الأطفال أن تكون أعمارهم أقل من آبائهم، وقالوا إن السبب العلمي يعود إلى زيادة الوزن وهي المشكلة الصحية الأكثر شيوعا.
يقول الدكتور محمد أبو الهوى «نحن كشريك استراتيجي في الحملة الوطنية لمكافحة السمنة نؤمن بأن مكافحة بدانة الأطفال هي التزام، وهذا ما دعانا إلى ضرورة أن نبدأ الحوار اليوم، فالسمنة مشكلة خطيرة ومتنامية في الصحة العامة؛ فهناك حوالي 42 مليون طفل في العالم دون الخامسة يتم تصنيفهم أنهم زائدو الوزن، 2.6 مليون شخص منهم على الأقل يلقون مصرعهم سنويا نتيجة لزيادة الوزن أو السمنة، فيما تشير الدراسات إلى أن 50 في المائة من الأطفال في السعودية البالغين 6 سنوات و 80 في المائة من المراهقين زائدو الوزن، وهذا يعني إصابتهم بالسمنة عندما يكبرون وبالتالي إصابتهم بالأمراض التي تؤدي إلى الوفاة».

من جهته، قال الدكتور دينيس أكتون إن «السمنة مشكلة كبيرة تداهم الصحة العامة للطفل وتتسبب في حدوث العديد من الأمراض النفسية والصحية والجسدية التي تؤدي إلى ضعف الجسم، وهي عامل خطير وهام ينذر بحدوث العديد من الأمراض المتعلقة بعملية التمثيل الغذائي، وبصفة خاصة يثير التسارع العالمي في زيادة معدلات سمنة الأطفال شعورا بالقلق نظرا لما يطرأ من مضاعفات صحية أشد وما يصاحبها من فعالية أقل في دور كافة صور التدخل الطبي العلاجية والتي قد تزيد بدورها من خطورة السمنة في مرحلة البلوغ، لذا فإن الوقاية من مرض السمنة لدى الأطفال أمر شديد الأهمية»، مؤكدا أن المتهم الرئيس في السمنة هن الأمهات «اللاتي يتوقفن عن الرضاعة الطبيعية، إذ أن الأطفال الذين رضعوا بكثافة من أمهاتهم وهم رضع تقل احتمالات اكتسابهم للوزن فيما بعد من حياتهم».
ويضيف الدكتور أكتون «تشير دراسات الأمراض الوبائية إلى أن الرضاعة الطبيعية تعمل على الحد من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض التمثيل الغذائي في مراحل العمر اللاحقة، وعزا ذلك إلى عدة أسباب من بينها التركيبة الغذائية لحليب الأم وأيضا الخصائص السلوكية للتغذية خلال المراحل الأولى من العمر، وتتمثل مزايا الرضاعة الطبيعية طويلة الأجل المذكورة فيما يتعلق بسلامة عمليات التمثيل الغذائي في مراحل عمرية لاحقة في الاختلاف بين البروتينات والليبيدات الموجودة في تركيبة حليب الأم عن تلك الموجودة في حليب الأطفال الصناعي.