أحيانا ينتابك شعور بأنك خارج البلد من بعض الأخبار التي تسمعها وتتفاجأ بأن الكل يعرفها إلا أنت بل إنها منتشرة ومعروفة عند الجميع عداك، من هذه الأخبار خبر منع وضع شعار القبيلة على زجاج السيارات، بل كنت لا أعلم ما هو سر هذه الأرقام رغم انتمائي القبلي، كنت أشاهد ثلاثة أرقام موضوعة بطريقة تدل على التفاخر في مكان بارز من سيارات الشباب ، وبعد نشر خبر القبض على أحد الشباب بدأت أبحث عن أصل الموضوع وحكايته، هذه العنصرية البغيضة والتفاخر الأجوف بها وانتقاص حق الآخرين من الذي نشره بين شبابنا كالنار في الهشيم؟ من الذي جعلنا نتأخر كل يوم أكثر من الآخر والمجتمعات الأخرى تتقدم نحو الحضارة والتعايش وتلافي أخطاء من سبقهم، النكوص نحو الرجعية في المجتمعات ينتج عن غياب المؤسسات المدنية الفاعلة، الوقوع في مستنقع العنصرية والدوران المفرغ حولها نتج عن تغليب الغلو وإقصاء الآخر على حساب تعاليم الدين الحنيف وسماحته التي تنبذ العنصرية وتشدد على عدم المفاخرة بها ، انتشار كتب الأنساب دون حسيب ورقيب ساهم في تعنصر القبائل وتعنصر الآخرين ضدهم، عدم الانتباه لخطورة هذه الظاهرة مبكرا ساهم أيضا في انتشارها، الشباب السعودي شباب طيب ويتمتع الكثير منهم بحبه لوطنه ولمجتمعه، ويسعون نحو رسم صورة جيدة عن أنفسهم ، لكن التغاضي عن هذه الظاهرة وترك الحبل على الغارب جعل الكثير منهم يتجه اتجاها قبليا لغياب أي مشاريع ثقافية أو رياضية أو اجتماعية أخرى تشغل وقت فراغهم أو تستحق أن تحصل منهم على نوع من الاهتمام ، لا تلوموا شباب القبائل عندما يصرخون باسم قبائلهم لأنهم وجدوا أيضا تيارا آخر يحاول تهميشهم بطريقة متعمدة، فنتج فعلهم كردة فعل، ساعدوا الوسطية والتسامح في أن تنتشر بقلوب الجميع ، ادرسوا الظاهرة بتجرد وإنصاف ستكتشفون أنها ظاهرة تستحق حلا سريعا قبل فوات الأمر!
Shammriyah76@hotmail.com
Shammriyah76@hotmail.com