باشرت 10 فرق إطفاء وإنقاذ تابعة للدفاع المدني في جدة حريقا ضخما شب في أحد مصانع إعادة تدوير الورق ولا يزال مشتعلا حتى ساعة إعداد هذا التقرير، وكانت آليات الدفاع المدني قد باشرت الموقع أمس وذلك عقب تلقي البلاغ الأولي الذي يفيد بمشاهدة سحب من الدخان وألسنة من النيران وتتجاوز مساحته أكثر من 100 ألف متر مربع، يضم بين جنباته مخزونا يصل إلى أكثر من 65 ألف طن من الكراتين الورقية المستعملة التي يجري إعادة تدويرها، وناضلت فرق الدفاع المدني في سبيل إخماده الحريق وإحتوائه قبل امتداده إلى المستودعات المجاورة.
الجدير ذكره أن ذات المستودع تعرض سابقا إلى حريق استمر لعدة أيام قبل أن يتم إخماده، وكانت فرق الإطفاء قد استطاعت عزل جزء من المستودع المحترق، وجرى نشر فرق الإطفاء من كافة النواحي في سبيل تطويق النيران وحصرها داخل الموقع، في حين تخصصت بعض الفرق الفرعية من حين إلى آخر في مباشرة الحرائق الثانوية التي تندلع بسبب الشرار المتطاير، فيما هب عدد من العمال إلى مواقع عملهم؛ أملا في المساهمة في إخماد الحريق وإنقاذ ما يمكن من المواد، حيث استلم عدد منهم أبراج الإخماد الموجودة بكثرة في المصنع، في حين تسلق آخرون أسطح الكراتين الورقية وتم رش كميات من المياه بهدف تبريد الموقع، وشرعت آليات الدفاع المدني وآليات المصنع في تحريك أكوام الكراتين المحترقة حتى لا يبقى شرر في الأسفل وينتج عن ذلك نشوب أي حرائق خلال الساعات المقبلة، بمشاركة آليات تم جلبها من قبل أمانة جدة.
كان أحد حراس المستودعات قد أبلغ غرفة العمليات التابعة للدفاع المدني التي حضرت للموقع وكانت قد غطت سحب الدخان سماء صناعية جدة الجنوبية، وسط تواجد أمني مكثف من قبل شرطة جدة، التي شاركت بفعالية في حفظ الأمن في الموقع، بعد أن توافدت سيارات الشرطة والأمن الوقائي وأمن المهمات في شرطة منطقة مكة المكرمة وفرق البحث والتحري، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة من قبل الدوريات الأمنية التي استطاعت ضرب طوق أمني محكم على الموقع لمنع حدوث أية عمليات سرقة، فيما سهلت فرق المرور عملية وصول آليات الدفاع المدني للموقع، ومنع المتجمعين من الدخول إلى مسرح العمليات، لضمان عدم إصابتهم أو إعاقة العمل الأمني.
ويعكف خبراء الحرائق والتحقيق على التأكد من كافة ملابسات الحريق وحصر كافة الخسائر، بعد أن امتدت عمليات الإخماد لأكثر من 24 ساعة.
بدوره، أكد الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة المقدم عبدالله العمري، أن الحريق شب في مصنع يعمل على إعادة تصنيع الورقيات، وبمجرد ورود البلاغ وصفته، تم نقل 10 فرق إطفاء، وذلك لفرض سيطرة سريعة على المنطقة المحترقة، وهو ما تم بالفعل، حيث تمت مكافحة النيران وحصرها في مساحه محددة، وتقدر المساحة المحترقة 40 ــ 240م2، وتمت مكافحتها بالرغاوى ومحاصرتها في الجزء المحترق، والحلول دون امتدادها إلى مواقع أخرى، حيث ما زال الحريق قائما إلى هذه الساعة، نظرا لمكونات المواد المحترقة من الورقيات بشكل مضغوط وأعداد كبيرة من الطبليات، التي تحتاج إلى وقت للإطفاء والتبريد، ولن تسجل أية إصابات تذكر، فيما لا يزال فريق التحقيق يباشر مهامه وأعمال التحقيق لا تزال قائمة لكشف مسببات الحريق.