-A +A
خالد الشلاحي (المدينة المنورة)
فند مصدر في الهيئة الملكية في ينبع ما تردد أن المادة السوداء على التلال والكثبان الرملية في محافظة بدر، ناتجة عن مصانع ينبع، موضحا أن تلك المادة طبيعية مصدرها الجبال، استنادا إلى دراسات وأبحاث أجرتها هيئة المساحة الجيولوجية عن الظاهرة.
وأكد المصدر أن اكتشاف إصابات بمرض سرطان الدم بين أطفال في محافظة بدر ليس مرتبطا بانبعاث الغازات من المصانع التي تقع تحت إشراف الهيئة الملكية بينبع، مبينا أن الربط بين الحالتين يتطلب إجراء دراسات علمية عميقة لتحديد مسببات المرض بدقة، وأن الهيئة أطلقت محطة رصد في محافظة بدر وأمضت ستة أشهر لرصد حالات التلوث قبل فترة وتبين أن مصادر التلوث لاترتبط بمصانع الهيئة، وأنه جرى اكتشاف مشكلات بيئية في المحافظة من بينها التلوث بالصرف الصحي، لكن كل الدراسات التي أجريت والعينات التي جرى أخذها أثبتت عدم وجود صلة بين مخلفات المصانع وتكون المادة السوداء على تلال بدر.

وبين المصدر أن الهيئة الملكية في ينبع تشرف على نحو 80 مصنعا من بينها 14 مصنعا عالميا تخضع جميعها لاشتراطات سلامة دقيقة تتعلق بمستوى الغازات المنبعثة واختبارات وقياسات دقيقة تجرى باستمرار من قبل الجهة المعنية للتحكم في حجم الغازات المنبعثة وعدم تجاوزها المعايير المحددة، مبينا أن الهيئة الملكية للجبيل وينبع تطبق أفضل المعايير العالمية في هذا الاتجاه، وقد حازت «الهيئة» على جوائز عالمية في مجال البيئة والوقاية من التلوث من منظمات وهيئات دولية من بينها الأمم المتحدة، مؤكدا أن الهيئة جهة رسمية تتبع للدولة، وأنها تحركت مبكرا إلى جانب جهات حكومية أخرى لرصد التلوث في بدر، لافتا إلى إلى أن الاجتماع الذي عقد مؤخرا بشأن ظاهرة «المادة السوداء على تلال بدر» لم يكن الأول بل سبقه اجتماعات ومخاطبات للتحقق من الحالة، أجريت على إثرها دراسات وتحاليل للتثبت من مدى خطورتها، وقال أن الكثبان الرملية هي «مصيدة» للحبيبات السوداء المتطايرة من تضاريس وجبال المنطقة.
وأبدى المصدر انزعاجه من تحميل مصانع ينبع سبب تكون تلك الظاهرة وربطها بالإصابات السرطانية المكتشفة في بدر، وقال: ذلك مجرد إثارة لاتستند إلى حقائق ودراسات علمية.
يذكر أن مدير القطاع الصحي بالمحافظة قد ألمح إلى احتمال وجود علاقة بين إصابة 3 أطفال بمرض سرطان الدم في محافظة بدر خلال شهرين والمخلفات المنقولة جوا من مصانع ينبع، وأفاد في حديثه لـ «عكاظ» أن المادة السوداء تكونت على تلال بدر قبل بدء أعمال تنفيذ طريق المدينة المنورة السريع «عكاظ» الجمعة 19/2/1432هـ.
إزاء ذلك تباينت أحاديث سكان محافظة بدر عن الظاهرة التي رصدها فريق علمي من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ونادى أحد السكان بإنشاء مسطحات خضراء ودعم زراعة الأشجار في محيط محافظة بدر لتقليل كمية الغازات والمخلفات التي تنتجها مصانع ينبع إذ يفصل بين المحافظتين مسافة لاتتجاوز 70 كلم، وألمح إلى أن «غاز الكبريت» يمثل أخطر الغازات التي تهدد الصحة العامة.
فيما وجد آخرون الحديث عن الظاهرة فرصة لتفعيل مطالبات سكان المحافظة بتسريع إنشاء مستشفى بسعة 100 سرير يلبي احتياجات السكان في كافة التخصصات الطبية بما فيها استقبال حالات المصابين بأمراض سرطانية، فيما ألمح آخر إلى أن بعض الأجهزة المستخدمة لقياس نسبة التلوث والمراقبة في المصانع لا تعمل بالشكل الصحيح ولاتعطي قراءات دقيقة.