-A +A
محمد داوود (جدة)

يبحث المؤتمر العاشر للرابطة العربية لأمراض المفاصل والروماتيزم والمؤتمر الثاني للجمعية السعودية لأمراض المفاصل والروماتيزم بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة غدا المستجدات في تخصص الروماتيزم، وذلك بمشاركة 500 مشارك من مختلف الدول العربية والأوروبية وأمريكا وكندا، وذلك في فندق جدة هيلتون.

الأسباب مجهولة

وأوضح رئيس الجمعية العربية لأمراض الروماتيزم، ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، استشاري ورئيس قسم أمراض الروماتيزم في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة الدكتور حسين محمد حلبي، أن المؤتمر الذي اتخذ «الابتكار والتعليم والإثبات» شعارا له يناقش 80 ورقة علمية في 40 محاضرة يقدمها أطباء من كندا وأستراليا وأمريكا ودول أوروبا والمغرب ومصر والكويت وقطر وعمان ولبنان والأردن وسوريا بالإضافة إلى المملكة.

ولفت الحلبي إلى أن مرضى الروماتيزم يشكلون أحيانا مشكلة طبية لصعوبة التشخيص الدقيق أو المبكر أو العلاج الناجح الشافي، حيث تأخذ أمراض الروماتيزم أشكالا عديدة عند ظهورها كما أن لها أسبابا عديدة ومظاهر سريرية تختلط بين أمراض روماتيزمية أو غير روماتيرمية، مشيرا إلى أن الطب الحديث لم يتوصل بعد إلى الأسباب الحقيقية التي تسبب الأمراض الروماتيزمية.

وأشار إلى أن المؤتمر يناقش أنماطا عديدة من الأمراض الروماتيزمية التي تشكل في الواقع تحديا كبيرا أمام الاستشاريين والأخصائيين لأمراض الورماتيزمية، منها التهاب المفاصل الروماتيزمي، والذئبة الحمراء والنقرس وخشونة المفاصل والروماتيزم اللا مفصلي والحمى الروماتيزمية وهشاشة وترقق العظام، كما يناقش العديد من الأمراض الحساسة التي يعاني منها الأطفال تحت مسمى أمراض الروماتيزم الطفولي، كما يقدم المشاركون خلال المؤتمر أوراق عمل عديدة تناقش من خلالها مخاطر التهاب المفاصل الروماتيزمي (التهاب الروماتويد المفصلي) حيث إن احتمال الإصابة السنوية بهذا المرض في المملكة قد تصل إلى واحد لكل 1000 شخص بحسب الإحصائيات العالمية،لذا يعتقد أن نسبة الإصابة الفعلية بالمرض قد تتجاوز 250 ألف حالة تقريبا في المملكة وحدها، مع التنويه إلى أن هذا المرض يحدث آثارا غير محدودة على أعضاء الجسد، ولا تقتصر فقط على المفاصل، بل ينتشر أثره إلى الأعضاء الأخرى في الجسد بنسب متفاوتة، الأمر الذي يجعل من اكتشافه مبكرا وعلاجه أمرا لا غنى عنه لمن يريد حياة صحية.

وألمح الحلبي إلى أهمية المؤتمر منوها إلى أن كثيرين ممن يعانون من أمراض روماتيزمية لا يكتشفونها إلا في وقت متأخر كما أن التشخيص غير المناسب يعقد الحالة وقد يتسبب في تدهورها، حيث إن أمراض الروماتيزم يتطلب علاجها أطباء متخصصون، كما أن كثيرا من التداعيات السلبية لتلك الأمراض تنتج عن قلة الوعي بأعراضها، وسبل الوقاية منها وكذلك أساليب العلاج.

معوقات التشخيص

وفي سياق متصل، أوضحت استشارية أمراض الروماتيزم وعضو اللجنة التنظيمة للمؤتمر العاشر للجمعية العربية لأمراض المفاصل والروماتيزم، الدكتورة ناهد جانودي، أن المؤتمر يطرح على مائدة البحث سبل التعامل بصورة ملائمة مع المشاكل الروماتيزمية خاصة تلك التي تستعصي على التشخيص الدقيق أو المبكر نظرا لأشكالها العديدة، وأسبابها المتنوعة، ومظاهرها السريرية التي تختلط بين أمراض روماتيزمية أو غير روماتيرمية.

وأضافت «يطمح المشاركون في المؤتمر إلى الوقوف على أحدث مستجدات التشخيص والعلاج التي تحول دون تلف المفاصل، مبينة أن التهاب المفاصل الروماتيزمي قد يتلف وظيفة المفاصل لدى 70 في المائة من المرضى في السنوات المتقدمة للإصابة، ولذا فإن ما يهم الأطباء المختصين، هو منع حصول إعاقة في المفاصل كهدف حيوي في معالجة الالتهاب المفصلي الروماتويدي».

الدكتورة جانودي خلصت إلى القول «المؤتمر يوفر فرصة ملائمة للباحثين والاستشاريين والأطباء من ذوي الإختصاص، لتدارس آخر المستجدات العلمية حول الروماتيزم ولا سيما أمراض الروماتزم وأمراض المناعة الذاتية بشكل عام مع التركيز على التهابات المفاصل الروماتزمية على وجه الخصوص بهدف تعزيز الوعي بخطورة تلك الأمراض لدى الأطباء والمجتمع على حد سواء».

أوراق العمل

يشار إلى أن المشاركين والخبراء العالميين يسلطون من خلال أوراق أعمالهم في المؤتمر الضوء على أحدث التطورات المعملية والسريرية في تشخيص الالتهاب المفصلي الروماتويدي، مع التركيز على طرح آليات العلاج المبكر والملائم لمقاومة تآكل المفاصل، الذي يقود في الغالب إلى عجز دائم، نتيجة لحدوث قصور كلي في حركة المفاصل كافة، كما سيتدارس الباحثون نتائج التجارب المعملية لاستخدام الأدوية الحيوية (البيولوجية) ومنها «أكتمرا» الذي اعتمدته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج المرض ووقف تطوره والذي يعمل من خلال آلية تستهدف مادة (أي - إل6) التي تمثل واحدة من أهم السيتوكينات التي أكدت أحدث الدراسات السريرية دورها في حدوث الالتهاب المفصلي الروماتويدي، كما سيناقش المؤتمر بهذا الصدد عددا من أوراق العمل الهامة، ومنها ورقة عمل البروفسور جوزيف سمولن من النمسا، والبروفسور سكوت من أستراليا بالإضافة إلى عدد من المتحدثين العرب. كما أنه من المقرر أن يولي أطباء روماتيزم الأطفال المشاركون في المؤتمر جانبا من مناقشاتهم لشريحة الأطفال المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي، وحتى وقت قريب كان كثير من الناس يظنون أن التهاب المفاصل الروماتيزمية لا يصيب إلا كبار السن، لكن الواقع أكد أن الأطفال ليسوا بمعزل عن هذا المرض، حيث إن تلك الالتهابات المفصلية تعد من الأمراض التي تصيب الأطفال بإعاقة مكتسبة يقدرها المختصون بأكثر من 70 في المائة إذا لم تكتشف مبكرا وتعالج في حينها، ولم تظهر التقارير الطبية اختلافا في المملكة عن سائر بلدان العالم من حيث الأنواع الأكثر انتشارا من أمراض المفاصل الروماتيزمية الطفولية، حيث تبين أن التهاب المفاصل قليل العدد يعد أكثرها انتشارا بين شريحة الأطفال السعوديين بنسبة تقدر بحوالي 50 في المائة من إجمالي أنواع التهاب المفاصل الرماتيزمية الطفولية، يليه التهاب المفاصل التعددي بنسبة 40 في المائة ومن ثم التهاب المفاصل الروماتيزمي الجهازي الذي تقدر نسبته بنحو 10 في المائة.