-A +A
عبد القادر فارس، ردينة فارس(غزة)
اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي المفاوضات التي تجري مع الجانب الإسرائيلي تغطية على جرائم حكومة تل أبيب، والتوسع الاستيطاني، مشددا على أهمية المقاومة الشعبية ووضع استراتيجية وطنية لتغيير ميزان القوى على الأرض. ورفض البرغوثي في حواره لـ «عكاظ» الضغوط الدولية التي تمارس على السلطة الفلسطينية لتمديد فترة اللقاءات الاستكشافية مع إسرائيل لأنها مضيعة للوقت، مرجعا التحرك البطيء للمصالحة الفلسطينية الداخلية، إلى التدخلات الخارجية خصوصا من الجانب الإسرائيلي. وفيما يلي نص الحوار:

• هل تعتقد بإمكانية استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد خمسة لقاءات استكشافية بين الجانبين في العاصمة الأردنية؟
• أرى أن أي مفاوضات تجري لا تفيد إلا إسرائيل، ولا يمكن أن تكون سوى غطاء تستخدمه تل أبيب للتغطية على ما ترتكبه من جرائم وعمليات التنكيل للشعب الفلسطيني والتوسع الاستيطاني، ونطالب بأن تتوقف هذه اللقاءات جملة وتفصيلا، ويجب أن يجري العمل على مواجهة إسرائيل في الأمم المتحدة وفي كل المحافل، إضافة إلى مطالبة العالم لفرض عقوبات عليها، ومن الواضح أن حكومة اليمين المتطرف والمستوطنين برئاسة تحالف نتنياهو ــ ليبرمان في إسرائيل لا تنوي التفاوض والوصول إلى سلام، وكل ما تريده كسب الوقت لاستكمال عملية التهويد وضم الأراضي الفلسطينية للمستوطنات في الأراضي المحتلة.
• وماذا عن الضغوط التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية من الولايات المتحدة، والأمين العام للأمم المتحدة من أجل استمرار اللقاءات مع الجانب الإسرائيلي وتمديدها حتى مارس المقبل؟
• نحن ضد أي تمديد لهذه اللقاءات، لأن ذلك لا يفيد الشعب الفلسطيني، وسيكون مضرا، وفي الأمس كان هناك اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والجميع أوصى بأن تتوقف هذه اللقاءات بشكل كامل.
• كيف يمكن مواجهة المطالب الإسرائيلية ببقاء المستوطنات الكبرى في الضفة والاحتفاظ بوجود أمني في الغور، إضافة إلى بقاء الجدار العازل، خصوصا أن ذلك يعطل قيام دولة فلسطين؟
• نستطيع مجابهة الخطط الإسرائيلية بالمقاومة الشعبية وتطبيق استراتيجية وطنية جديدة تعتمد منهج العمل على تغيير ميزان القوى، الذي لن تحدثه المفاوضات، وكما قيل سابقا ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والسبيل الوحيد لتغيير ميزان القوى هوالمقاومة الشعبية الجماهيرية الواسعة، وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني بسرعة حول استراتيجية متفق عليها وموحدة، إضافة إلى استنهاض حملة واسعة في العالم بأسره لفرض العقوبات والمقاطعة لإسرائيل، ويتمثل رابع الحلول في تغيير السياسة الاقتصادية الداخلية بصورة جذرية للتركز على الصمود الوطني، وعلى دعم صمود الناس، وهذا هو السبيل لتغيير ميزان القوى، وتبديل المعايير القائمة لإجبار إسرائيل على تغيير مواقفها، من خلال تفكيك المستوطنات غير الشرعية وغير القانونية بحسب قرارات الأمم المتحدة، إضافة إلى إزالة جدار العار الذي يلتهم آلاف الدونمات، ومئات الكيلو مترات من أرضنا المحتلة، دون ذلك فإن أي مفاوضات في ظل ميزان قوى مختل كما قلت لن يؤدي إلى أي نتيجة.
• ما تقييمك للتحرك الدولي لقيادة السلطة لإبقاء الملف الفلسطيني في الأمم المتحدة من أجل الحصول على عضوية الجمعية العامة؟
• التحرك الفلسطيني على الساحة الدولية إيجابي، ولكن من المؤسف أنه توقف وكان يجب أن يستمر، ونحن اليوم ندعو إلى الذهاب إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لانتزاع قرار ينص على ضرورة قبول فلسطين كعضو دائم، ومطالبة مجلس الأمن بأن يقبل ذلك، كما يجب التوجه فورا إلى كل وكالات الأمم المتحدة الـ 15 لانتزاع العضوية فيها كما جرى في منظمة اليونسكو.
• ماهي مطالبكم من الرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور خالد مشعل ؟
• المطلوب من الرئيس أبو مازن و خالد مشعل، أن يذللا الصعاب التي ما زالت قائمة، وأن يضعا خطة فعلية، ويبذلا جهدا فعليا لردم الهوة التي ما زالت قائمة بين القرار السياسي والتنفيذ الفعلي على الأرض، خصوصا في مواضيع حساسة جدا مثل قضية الاعتقالات السياسية، واستدعاءات الناس لأمور تتعلق بآرائهم السياسية، والمس بحقوق الإنسان الفلسطيني أو حرياته بصورة عامة. وأعتقد أن اتفاق محمود عباس ــ خالد مشعل خلال لقائهما في الدوحة على ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في وقت قريب يعتبر إنجازا خاصة تشكيل حكومة وفاق وطني من مستقلين ووضع آليات لمعالجة العقبات التي برزت في مشروع المصالحة.