تكثف الدول العربية والخليجية جهودها لمواجهة تداعيات الفيتو الروسي الصيني المزدوج الذي اعتبر بمثابة ضوء أخضر للنظام السوري لمواصله قمعه الوحشي للاحتجاجات وارتكاب المزيد من المجازر. وفي هذا الإطار يعقد وزراء خارجية مجلس التعاون اجتماعا في الرياض السبت المقبل لبحث الوضع في سورية، عشية لقاء مجلس الجامعة العربية في القاهرة. وأفاد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أن الاجتماع الوزاري الخليجي يهدف للتشاور وتبادل وجهات النظر تمهيدا لاجتماع مجلس الجامعة العربية المقرر انعقاده في القاهرة الأحد المقبل، لافتا إلى أن لقاء الرياض سيبحث ما انتهى إليه الأمر بعد إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية وتبادل وجهات النظر حول إمكانية إيجاد وضع جديد لحل هذه الأزمة يؤسس على منظور آخر. وشدد بن علوي على أن بلاده لا ترى وسيلة أخرى غير الحوار للوصول إلى حل.
بدوره، ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بما وصفه «عمليات القصف العنيف» التي استهدفت أمس، حي بابا عمرو وأحياء متفرقة من مدينة حمص السورية، مشيرا إلى أن استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين ينذر بأفدح العواقب ويدفع إلى الانحدار نحو الحرب الأهلية.
وكان العربي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكدا في اتصال هاتفي أمس، مساندة روسيا والجامعة لاستئناف عمل بعثة الأخيرة في سوريا ولبذل جهود من أجل انطلاق حوار داخلي.
من جهته، وصف السفير علي جاروش رئيس الإدارة العربية في جامعة الدول العربية الوضع في مدينة حمص بأنه كارثي، مطالبا النظام السوري بوقف عملياته العسكرية ضد الشعب فورا.
وقال جاروش في تصريحات لـ «عكاظ» أنه لا يستطيع أن يقطع بما سيتخد من قرارات في الاجتماع الوزاري العربي الذي رأى أنه سيكون حاسما، بيد أنه أشار إلى أن الوزراء سيتعاملون مع ملف الأزمة على ضوء الفيتو الروسي الصيني والمجازر التي ترتكب في حمص.
واستباقا لاجتماع مجلس الجامعة العربية تدور تكهنات عدة حول ما سيتمخض عنه، حيث أشارت مصادر عربية إلى أن الجامعة بصدد اتخاذ إجراءات متشددة ضد دمشق من ضمنها طرد سفراء النظام السوري من الدول العربية.
وكشفت المصادر عن «سيناريوهات» محتملة للتعامل المستقبلي مع الأزمة السورية تتضمن تحركا عربيا أوربيا لإعادة الملف إلى مجلس الأمن، حتى لو أدى ذلك إلى فيتو روسي صيني آخر.