-A +A
حامد العطاس (جدة)
من تنظيم الفعاليات والمناسبات، انتقلت وعد الجهني خريجة أول دفعة من رائدات الأعمال في مركز المنشآت الصغيرة في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في جدة، وصاحبة مؤسسة متحف الشمع، إلى تطوير صناعة المعارض التجارية والمنتديات والارتقاء بالمشاريع الصغيرة والواعدة للمساهمة في تنمية الاقتصاد. ومع بداية مشاركاتها في مركز «صنع بيدي» في جامعة الملك عبد العزيز على مدار أربع سنوات متتالية، بدأت الجهني من النادي الفني لشؤون الطالبات، بهواية تشكيل الشموع، حيث كانت ومازالت فنانة تشكيلية تنتمي للمدرسة السيريالية، وفي ظل ندرة محترفين في مجال تشكيل الشموع ونحتها، أرادت الجهني أن تتميز في هذا المجال؛ لتصبح إحدى مدربات تشكيل الشموع، فبدأت مشاركاتها في مركز«صنع بيدي» الثالث، وصولا إلى السادس تحت مسمى«مشروع متحف الشمع»، وازدادت حماستها عندما لاقت أعمالها قبولا من الزوار وزيادة في نسبة المبيعات.
وبناء على بعض الدراسات لقياس مدة نجاح المشروع، أنشأت معملا مصغرا لتشكيل الشموع في منزلها، وعندما ارتفع الطلب على منتجاتها، قررت التوسع والبحث عن بدائل ممكنة، وذلك بإنشاء معمل في أحد مراكز التجميل، فاستأجرت حجرة بدأت من خلالها التسويق لمشروعها عبر علاقاتها الاجتماعية والمواقع الإلكترونية، ولم يمض عام ونصف العام على معرض«صنع بيدي» الخامس، حتى تم ترشيحها للمشاريع المتميزة في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، في مركز المنشآت الصغيرة لبرنامج: كيف تبدأ مشروعك الصغير «مركز ريادة».
وتمت دراسة الجدوى لمشروع مصنع لتشكيل الشموع على مدار ستة أسابيع، وجاءت الموافقه على المشروع والتأهيل للقرض الاستثماري للمشاريع الصغيرة والمتوسطة من قبل بنك التسليف والاستثمار، إلا أن إجراءات القرض لم تكتمل لعدم وجود الكفيل الحكومي، ولعدم استيفاء هذا الشرط، تمت مراجعة الدراسة للحصول على البدائل الممكنة التي يمكن من خلالها إكمال المشروع، وصولا إلى دراسة تسويقية له، والذي تمثل صناعة المعارض أحد عناصره، بهدف تسليط الضوء على المواضيع الاجتماعية، لتتجه بعدها لصناعة المعارض كونها جزءا من مشروع متحف الشمع، ونقطة يلتقي فيها المجتمع للاستفادة من ثقافة التغيير للأفضل من خلال المواضيع التي تجسد قيمة الفرد ودوره في المجتمع في كثير من المجالات التسويقية والتثقيفية والتطوعية والاستثمارية حسب أهداف المنظم وتوجهاته، ما دعاها لإطلاق أول معرض لدعم التصنيع تحت مسمى «انطلاقة حرفية بأيدي سعودية»عام 2008م الذي تميز بمزاد خيري للحرفيين تشجيعا لهم على الاستمرار والتطوير.
وفي عام 2011 م، تم اعتماد المؤسسة لتصبح مؤسسة مصرح لها بتنظيم المعارض المحلية والدولية، وانطلق أول معرض رياضي يجمع كل أطياف المجتمع مستهدفا دمج ذوي القدرات الخاصة في المجتمع تحت مسمى«معرض الرياضة والصحة السنوي»، والآن هي بصدد الإعداد لمعرض الرياضة والصحة الثاني لخدمة المجتمع. الجهني تحلم بمدينة عالمية متخصصة في صناعة المعارض والفعاليات والاهتمام بحقوق المنظمين الفكرية والتجارية. .