طالما كنت مفتونا بإبداع استاذنا وشاعرنا الكبير إبراهيم خفاجي، خصوصا بلاغته وتمكنه من الشعر الغنائي بوصفته السحرية السهلة الممتنعة، فهو قد عشق الكلمة الجميلة وأحسن وضعها في مكانها الصحيح، وعبر عن أسمى المعاني، وأشار إلى فلسفات عميقة بأبسط الألفاظ، ولكن بتوظيف إبداعي راق ورائع.
وكنت أتمنى الالتقاء والتعرف على هذا الأديب الفذ، ورسمت له صورة في مخيلتي قبل لقائه، وعندما شاء الله سبحانه وتعالى أن اجتمع به في مجلس شبه يومي كان يقام في مكة المكرمة في مكتب المرحوم الشريف منصور البركاتي (الدهلوي) وجدته رجلا بسيطا جدا، ومتواضعا جدا، ولكن في عينيه لمعة ذكاء، وفي روحه خفة ظل، ولايمكن أن يخطئه من ينظر إليه وهو يراقب ويرصد جميع ماحوله ليختزنه في ذاكرته.
ولقد أبدع الأستاذ الخفاجي في كل اللهجات التي تصدى للكتابة بها، فأصبح يجيدها مثل أهلها وأكثر في بعض الأحيان، خصوصا عندما يضيف إليها عمق فكره، وفي رأيي أنه إضافة إلى جمال النصوص الشعرية التي يكتبها، إلا أن الكثير منها يأتي ملحنا بطبيعته قبل تلحينه، وذلك لأن شاعرنا على علم ودراية بالمقامات الموسيقية وبتراثنا الغنائي في الحجاز، خاصة وفي المملكة عموما، ونصوصه الشعرية إضافة لوقعها الموسيقي فإنها تحمل الكثير من الإشارات الذكية والبلاغة التي كان يتسم بها أهل البلد من المكيين الأصليين الذين كانت تغني عندهم الأشارة عن العبارة، وأنا اعتقد أنه سيأتي يوم يعاد فيه دراسة هذه النصوص وستستخرج منها الكثير من الاشارات العميقة والدروس المهمة.
وانا لا أُبالغ عندما أقول: إن الاستاذ الخفاجي ليس شاعرا أو اديبا فحسب، بل هو أيضا مؤسس لمدرسة حقيقية في نمطه الشعري فهو قد حافظ على قمة العطاء بتوازن لسنوات طويلة، وقد كان معظم نجوم الفن في المملكة على مدى ثلاثة أجيال أو أكثر حلفاء لنجاحه ويصدحون بكلماته وأشعاره وهو لايزال ـ أطال الله في عمره ـ إلى وقتنا هذا في قمة عطائه الشعري الذي يجمع بين ذوق المتلقي البسيط والبناء البلاغي الذي تطلبه الصفوة من عشاق الكلمة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمده بالصحة والعافية، وأن يظل مستمرا في العطاء فهو مكي أصيل ملأ الدنيا بالأعمال المشرقة، وأعاد التأكيد على أن مكة المكرمة ستضل نبعا للتميز والإبداع، ونحن نشعر بالغبطة لاستحقاقه التكريم في الجنادرية؛ ولكن هناك تكريم آخر مستمر ودائم له، وهو ذلك الحب الكبير الذي يملأ جوانحنا وقلوبنا لشخصه وإعجابنا به وبأخلاقه وأدبه وتواضعه.
فتحية للخفاجي يوم تكريمه
yaseryamani@hotmail.com
وكنت أتمنى الالتقاء والتعرف على هذا الأديب الفذ، ورسمت له صورة في مخيلتي قبل لقائه، وعندما شاء الله سبحانه وتعالى أن اجتمع به في مجلس شبه يومي كان يقام في مكة المكرمة في مكتب المرحوم الشريف منصور البركاتي (الدهلوي) وجدته رجلا بسيطا جدا، ومتواضعا جدا، ولكن في عينيه لمعة ذكاء، وفي روحه خفة ظل، ولايمكن أن يخطئه من ينظر إليه وهو يراقب ويرصد جميع ماحوله ليختزنه في ذاكرته.
ولقد أبدع الأستاذ الخفاجي في كل اللهجات التي تصدى للكتابة بها، فأصبح يجيدها مثل أهلها وأكثر في بعض الأحيان، خصوصا عندما يضيف إليها عمق فكره، وفي رأيي أنه إضافة إلى جمال النصوص الشعرية التي يكتبها، إلا أن الكثير منها يأتي ملحنا بطبيعته قبل تلحينه، وذلك لأن شاعرنا على علم ودراية بالمقامات الموسيقية وبتراثنا الغنائي في الحجاز، خاصة وفي المملكة عموما، ونصوصه الشعرية إضافة لوقعها الموسيقي فإنها تحمل الكثير من الإشارات الذكية والبلاغة التي كان يتسم بها أهل البلد من المكيين الأصليين الذين كانت تغني عندهم الأشارة عن العبارة، وأنا اعتقد أنه سيأتي يوم يعاد فيه دراسة هذه النصوص وستستخرج منها الكثير من الاشارات العميقة والدروس المهمة.
وانا لا أُبالغ عندما أقول: إن الاستاذ الخفاجي ليس شاعرا أو اديبا فحسب، بل هو أيضا مؤسس لمدرسة حقيقية في نمطه الشعري فهو قد حافظ على قمة العطاء بتوازن لسنوات طويلة، وقد كان معظم نجوم الفن في المملكة على مدى ثلاثة أجيال أو أكثر حلفاء لنجاحه ويصدحون بكلماته وأشعاره وهو لايزال ـ أطال الله في عمره ـ إلى وقتنا هذا في قمة عطائه الشعري الذي يجمع بين ذوق المتلقي البسيط والبناء البلاغي الذي تطلبه الصفوة من عشاق الكلمة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمده بالصحة والعافية، وأن يظل مستمرا في العطاء فهو مكي أصيل ملأ الدنيا بالأعمال المشرقة، وأعاد التأكيد على أن مكة المكرمة ستضل نبعا للتميز والإبداع، ونحن نشعر بالغبطة لاستحقاقه التكريم في الجنادرية؛ ولكن هناك تكريم آخر مستمر ودائم له، وهو ذلك الحب الكبير الذي يملأ جوانحنا وقلوبنا لشخصه وإعجابنا به وبأخلاقه وأدبه وتواضعه.
فتحية للخفاجي يوم تكريمه
yaseryamani@hotmail.com