-A +A
نائلة عطار
شعرت بالسعادة بعد الانتهاء من الجلسة الأخيرة في منتدى جدة الاقتصادي ليوم الاثنين 5 مارس 2012 وكانت الجلسة عبارة عن عرض لمشاريع ومبادرات ناجحة لشباب من الجنسين وحوار مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وتراوحت المشاريع بين مبادرات تطوعية مثل مبادرة مجموعة الشباب «YIG» للعمل التطوعي ومبادرة المجموعة الصحية «McJigger»، ومبادرة «استثمر» للاستثمار في الموارد البشرية، وكذلك مشروع غير ربحي «نبتة» للتوعية البيئية، ومشروع تجاري «كادر» و الذي يهدف إلى توفير فرص عمل جزئي للشباب و توفير الموارد البشرية السعودية للشركات من خلال العمل الجزئي.
وسعادتي كانت بالشباب ومبادراتهم التي تهدف لتنمية الإنسان والمكان وخاصة أن الجلسة السابقة لهذه الجلسة كانت عن إحداث تغيير في ريادة الاعمال وعرض نماذج و مؤسسات وتجارب غربية تروج لفكرة ريادة الأعمال، فكان هؤلاء الشباب وأفكارهم ومشاريعهم نموذجا رائعا لرواد الاعمال الاجتماعية والتجارية وهي نتاج لحاجة المجتمع.

لكن مع كل هذا التحفيز والتشجيع للشباب لدخول قطاع الأعمال التجارية كعصاميين أو رياديين عن طريق إنشاء مشاريع صغيرة ، فالواقع ان هذا الحلم لا يستطيع تحقيقه كل الشباب و لا أشير هنا للمعوقات الاقتصادية والاجتماعية والنظامية، بل إلى عوائق شخصية فليس كل الشباب ولا حتى 50% منهم لديه القدرة على ممارسة العمل الريادي فلا تكفي الرغبة بل يجب أن تصاحبهاالقدرة والمهارات الشخصية والتي تتمثل في القدرة على تحمل المخاطر المدروسة، الثقة بالنفس، الإصرار والمثابرة والالتزام بالعمل والمتابعة، التخطيط المنظم، البحث عن المعلومات اللازمة للعمل، حل المشكلات والحزم.
وللأسف بعض من هذه المهارات لا يمكن تعلمها حيث يولد بها الانسان أو يطورها بجهد ذاتي كبير فكما ذكر الكاتب الأمريكي روبورت كايوساكي في كتابه الشهير «الأب الغني والأب الفقير» والذي قسم الإنسان في مجال العمل إلى 4 أنواع مستثمر يعمل بأمواله، رجل أعمال مبادر يعمل بماله وجهده، الموظف لدى الغير يعمل بجهده، الموظف لنفسه في عمله يعمل بجهده وماله. فلن نستطيع تحويل جميع الشباب إلى مبادرين ولابد أن يكون دائما هناك وظائف تحتضن من لا يقدرون على ممارسة العمل الريادي، وريادة الأعمال ليس الحل الوحيد أو الأفضل، فهل هناك حل آخر لخلق وظائف مناسبة للشباب السعوديين؟
* مستشار اقتصادي