كنت ولا أزال منحازا إلى الشعر الذي يحمل رؤية ويحمل مضمونا ولا أميل إلى الشعر الذي لا يقدم لا رؤية ولا مضمونا والذي لا أجد فيه خطابا شعريا عميقا للحياة والوجود والكون والبشر ومن هنا أرى أن الشعر بقدر ما يمثل إبداعا خالصا ينبغي أن يمثل حالة فكرية وذهنية ترتكز على ثقافة عميقة وعلى فهم بالتاريخ والفلسفة والأساطير وعلم الأنثربولوجيا لذلك وبقدر انحيازي وحبي للشعر في لغته الصافية والخالصة والبعيدة عن أية أيدولوجيا بقدر انحيازي وحبي للشعر الذي يحمل تمثلات العالم ويحمل أسئلة كونية ووجودية كما نجد ذلك في شعر أبي العلاء المعري الذي قال:
غير مجدٍ في ملتي واعتقادي
نوح باك ولا ترنم شادي
والمعري يمثل أعلى درجة من درجات الشعر الذي يتكئ على رؤية فكرية ووجودية سواء في ديوانه «اللزوميات».. أو ديوانه الآخر.. «سقط الزند» ثم نجد ذلك في شعر المتنبي الذي أعلى من قيمة العقل تماما كأبي العلاء المعري، أليس المتنبي هو القائل:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
وتتأسس الرؤية الفكرية حضورها عند شعراء آخرين كما هي عند شاعر هو علي أحمد سعيد «أدونيس» الذي تتجلى في دواوينه «أغاني مهيار الدمشقي» أو «المسرح والمرايا» و«تاريخ ويتمزق في جسد امرأة».. وغيرها من أعماله الشعرية.. أليس هو القائل:
أعيش مع الضوء
عمري عبير يمر
وثانيتي سنوات
وأعشق ترتيلة في بلادي
تناقلها كالصباح الرعاة
ونجد علاقة الشعر بالفكر عند شاعر يعيش قلق العصر.. هو خليل حاوي ولعل القارئ لديوان «الناي والريح» وديوانه «بيادر الجوع».. ودواوينه الأخرى سوف يجد هذا العالم الأسطوري وتشابك وتداخل اللحظة الوجودية بكل تدافعاتها وتجلياتها خاصة في قصيدته الفاتنة «الجسر».
وهناك شعراء آخرون اشتغلوا على اللغة المكثفة المعمقة التي هي ناتج لتجربة مكثفة وعميقة على مستوى الشعر والمعرفة والحياة كما نجد ذلك عند صلاح عبدالصبور خاصة في ديوانه «الناس في بلادي».. وقصائده التي تنصح بالقلق الوجودي ويبرز ذلك في قصيدة «السلام».. لذلك الشعر ينبغي أن يحمل معنى وأن يعبر عن فكر.. وعن رؤية وعن موقف من الوجود والكون و «في هذا العالم المملوء أخطاء» كما يعبر الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي في قصيدته الفاتنة «مرثية لاعب سيرك».
وأود أن أقول إن الشعر العربي القديم والحديث على السواء يمثل تجربة ضخمة وكبيرة في التجربة الشعرية الإنسانية لأنه هو المعبر الحقيقي عن الإنسان العربي بعيدا عن كتب التاريخ وهو الذي يمثل جوهرة المعرفة والإبداع وبغير قراءة الشعر وفهمه واستيعابه تظل قراءة التاريخ العربي ناقصة.
ومن هنا فإن الشعر ليس مجرد لغة.. ومفردات وخيال فقط إنه عالم يعج ويضج بتحولات الأزمنة واحتراقات الإنسان العربي.
وكما قلت في البدء الشعر لا ينبغي أن يكون سطحيا ينبغي أن يكون عميقا معبرا عن قلق الإنسان ووجودية هذا الإنسان إنه سفر في الأمكنة والأزمنة وبقدر ما يعبر عن الوجدان يجب أن يكون معبرا عن العقل والوجدان الذي يرى الأشياء بمنظار الحالم والعقل الذي يرى ما وراء الأشياء بمنظار العالم.
إنه البحث عن العقل الذي يرى.. ولا يرى، والذي هو يضيء السؤال الدائم والمستمر بحثاً عن إجابة.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة
a_faqehi@hotmail.com
غير مجدٍ في ملتي واعتقادي
نوح باك ولا ترنم شادي
والمعري يمثل أعلى درجة من درجات الشعر الذي يتكئ على رؤية فكرية ووجودية سواء في ديوانه «اللزوميات».. أو ديوانه الآخر.. «سقط الزند» ثم نجد ذلك في شعر المتنبي الذي أعلى من قيمة العقل تماما كأبي العلاء المعري، أليس المتنبي هو القائل:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
وتتأسس الرؤية الفكرية حضورها عند شعراء آخرين كما هي عند شاعر هو علي أحمد سعيد «أدونيس» الذي تتجلى في دواوينه «أغاني مهيار الدمشقي» أو «المسرح والمرايا» و«تاريخ ويتمزق في جسد امرأة».. وغيرها من أعماله الشعرية.. أليس هو القائل:
أعيش مع الضوء
عمري عبير يمر
وثانيتي سنوات
وأعشق ترتيلة في بلادي
تناقلها كالصباح الرعاة
ونجد علاقة الشعر بالفكر عند شاعر يعيش قلق العصر.. هو خليل حاوي ولعل القارئ لديوان «الناي والريح» وديوانه «بيادر الجوع».. ودواوينه الأخرى سوف يجد هذا العالم الأسطوري وتشابك وتداخل اللحظة الوجودية بكل تدافعاتها وتجلياتها خاصة في قصيدته الفاتنة «الجسر».
وهناك شعراء آخرون اشتغلوا على اللغة المكثفة المعمقة التي هي ناتج لتجربة مكثفة وعميقة على مستوى الشعر والمعرفة والحياة كما نجد ذلك عند صلاح عبدالصبور خاصة في ديوانه «الناس في بلادي».. وقصائده التي تنصح بالقلق الوجودي ويبرز ذلك في قصيدة «السلام».. لذلك الشعر ينبغي أن يحمل معنى وأن يعبر عن فكر.. وعن رؤية وعن موقف من الوجود والكون و «في هذا العالم المملوء أخطاء» كما يعبر الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي في قصيدته الفاتنة «مرثية لاعب سيرك».
وأود أن أقول إن الشعر العربي القديم والحديث على السواء يمثل تجربة ضخمة وكبيرة في التجربة الشعرية الإنسانية لأنه هو المعبر الحقيقي عن الإنسان العربي بعيدا عن كتب التاريخ وهو الذي يمثل جوهرة المعرفة والإبداع وبغير قراءة الشعر وفهمه واستيعابه تظل قراءة التاريخ العربي ناقصة.
ومن هنا فإن الشعر ليس مجرد لغة.. ومفردات وخيال فقط إنه عالم يعج ويضج بتحولات الأزمنة واحتراقات الإنسان العربي.
وكما قلت في البدء الشعر لا ينبغي أن يكون سطحيا ينبغي أن يكون عميقا معبرا عن قلق الإنسان ووجودية هذا الإنسان إنه سفر في الأمكنة والأزمنة وبقدر ما يعبر عن الوجدان يجب أن يكون معبرا عن العقل والوجدان الذي يرى الأشياء بمنظار الحالم والعقل الذي يرى ما وراء الأشياء بمنظار العالم.
إنه البحث عن العقل الذي يرى.. ولا يرى، والذي هو يضيء السؤال الدائم والمستمر بحثاً عن إجابة.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة
a_faqehi@hotmail.com