شاعت عبر وسائل الإعلام الجديد ووسائط الهواتف الذكية عبارة «فكر أنا خوف»، والتي انطلقت من ساحة للتفحيط في العاصمة الرياض، عندما بدأ شاب سعودي بالاستعراض في الساحة بزي غير عربي، وظن الجمهور أنه كذلك، فلما هموا بإيذائه أظهر شخصيته الحقيقية، وهو يردد«فكر أنا خوف؟» أي هل تظنني خائفا؟
واتسع رواج هذه العبارة بعد أشهر سيطرت فيه جملة «يمقن إيه ويمقن لا» على كافة مواقع الإنترنت وبرامج الدردشة، وملصقات محال زينة السيارات، بل تجاوزها إلى المجالس وأعمدة الكتاب في الصحف المحلية.
وكان من الملفت للأنظار أن قصيدة شعبية قيلت في اليوم الوطني بدولة قطر تضمنت هذه العبارة، وتصدرت الطرقات والسيارات، في بيت الشعر «يا من تعادي وطنا فكر أنا خوف .. أرض المعزة ما لها إلا حمدها».
وبين مؤيد ورافض لتوظيف هذه العبارات في الحياة العامة وإقحامها في المواقف اليومية يقول فوزي الحسن: إن هذه الجمل لها من السلبيات الشيء الكثير، فهي تستنزف وقتا لجمعها رغم فراغها فكريا وعلميا، وصارت منفذا لصياغة النكات، فضلا عن أنها تتسبب في انحدار المستوى الفكري والعقلي على حساب تعليمه ومستقبله.
ويرى الشاب سعد آل عدلان، أن هذه العبارات استحوذت على حجم وافر من اهتمامات المجتمع، وانتشرت سريعا بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تداولها بكثرة بين الشباب جعلته يبادر باستخدامها وتوظيفها في حديثه لا إرادي.
ويبدي عبد العزيز المشاوي تحفظه على استخدام هذه العبارات كونها تحمل جانبا من السخرية والاستهزاء، قد يغفله الكثير ممن يروجون لها دون معرفتهم بالمواقف والأسباب التي كانت وراء اختلاقها.
بينما يميل خالد الشهري إلى تأييدها، ويؤكد أنه لولا ظرافة المواقف وما تحمله من فكاهة ما تحقق للعبارات هذه الانتشار والذيوع، وهذا يجسد حب الشباب السعوديين وميولهم نحو الفكاهة والنكتة والإبداع في صناعتها.