أنهت صباح أمس الخميس جموع غفيرة من قبائل آل الهندي يام وقبائل الوعلة يام بحي الشرفة شرق مدينة نجران، خلافا وقع بين قبيلة آل فطيح يام وقبيلة آل هادي بن علي آل منصور يام، إثر قيام أحد أبناء قبيلة آل فطيح يام بإطلاق النار من مسدسه على آخر من قبيلة آل هادي بن علي آل منصور يام، كانا ينتظران دورهما عند أحد أجهزة الصراف الآلي في حي العريسة شرق مدينة نجران، فنشب بينهما خلاف على من يصرف أولا.
وانتهى الخلاف بين القبيلتين وسط تواجد أمني مكثف، وكان لرجال الأمن دور كبير في عملية تنظيم الصلح، حيث عفت قبيلة آل منصور عن الحق الخاص دون أي مقابل في القضية التي وقعت بتاريخ 15/3/1433هـ لوجه الله سبحانه وتعالى ثم لوجه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وتقديرا لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران.وأقبلت قبائل الوعلة يام بشكل جماعي، يتقدمهم الشيخ مبارك بن ذيب المهان آل فطيح، شيخ شمل قبائل آل فطيح يام، مصطحبين معهم 50 ألف ريال وعددا من الإبل والأغنام كمنصد في طي الخلاف، مرددين زاملا تقول أبياته «يا سلام الله مثنى على من حن نصينا صلب جد في نسبنا وساسا ننتميله .. والله إنكم ما رضيتوا وحنا ما رضينا صفقا من غير عرفا وكل في سبيله».
وكان في استقبالهم أعيان قبيلة آل منصور يام، يتقدمهم الشيخ هادي حمد هنان آل منصور والشيخ فارس حمد هنان آل منصور والشيخ حمد علي هنان آل منصور والشيخ عويضة محمد حمزان آل منصور والشيخ عويضة علي آل منصور وجموع غفيرة من قبائلهم آل هندي.
بعدها تحدث الشيخ مبارك بن ذيب المهان آل فطيح، شيخ شمل قبائل آل فطيح يام، قائلا «نحن حضرنا لحكمكم ورضاكم مما بدر من قبل أحد أبنائنا تجاه أحد أبنائكم». وأضاف الشيخ مبارك أن، «خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو أمير منطقة نجران يحفظهم الله جميعا يدعون ويحثون على التسامح، وأنتم خير من يدعو إلى التسامح وعمل الخير».
بعد ذلك رحبت قبيلة آل منصور يام، وتحدث الشيخ هادي حمد هنان آل منصور، قائلا «نريد من قبيلة آل فطيح يام تضمين الحكم بكتابة ورقة وفيها شهود، بأنهم مستعدون بتنفيذ الحكم الذي سوف ينطقون به»، وعلى الفور رحبت قبيلة آل فطيح وتم تضمين الحكم بأسماء أشخاص، ويأتي في مقدمتهم الشيخ مبارك بن ذيب المهان آل فطيح وآخرون من أبناء قبيلة آل فطيح وعليهم كفلاء، وتم تقديمها عبر ورقة دون فيها الضامنون للحكم والشهود، في مقدمتهم رئيس مجلس بلدي مدينة نجران وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وعضو لجنة العفو والإصلاح بمنطقة نجران زيد بن علي شويل، وعجيم بن مطارد، والشيخ ذيب مسعود آل فطيح وسعيد مسفر المهان، وعدد من أبناء قبيلة الصقور يام.
وبعد أن تسلم أبناء قبيلة آل هادي بن علي آل منصور ورقة تضمين الحكم التي تحمل استعداد قبيلة آل فطيح بكل ما ينطق به أبناء قبيلة آل منصور ضدهم، أقبلوا بزامل شعبي يرحبون فيه بقبيلة آل فطيح يام وجميع من حضر في المنصد.
وبعد الزامل أعلن الحكم نيابة عن قبيلة آل منصور، حسين بن هادي بن هنان آل منصور، قائلا، إن «شقيقي تعرض لإطلاق النار عليه عندما كان عند أحد أجهزة الصراف الآلي بحي العريسة، وتلقى أربع طلقات من مسدس ونحمد الله أنها لم تكن قاتلة أو مسببة له بإعاقة دائمة».
وأضاف أن في حكم وأعراف قبائل نجران أن السلاح لا يشهر به إلا للدفاع عن العرض وعن النفس أو المال، وشقيقي تعرض للقتل شبه العمد لولا عناية الله سبحانه وتعالى، وبناء على ذلك فإن قبيلة آل هادي بن علي آل منصور حكمت على قبيلة آل فطيح بما يلي «مليون ريال وعدد اثنين سيارة نوع لاندكروزر موديل 2012 وعدد اثنين رشاش وعدد اثنين جنبية وعدد اثنين مسدس».
بعدها أعلنت قبيلة آل فطيح استعدادها في تنفيذ الحكم، وتحدث الشيخ مبارك بن ذيب المهان آل فطيح، شيخ شمل قبائل آل فطيح يام عن تاريخ قبيلة آل منصور في التسامح والأعراف القبلية، وقال «نحن راضون بحكمكم ولم نصل اليوم إلى هنا إلا من أجل رضاكم وتصفية النفوس، ولكن أملنا فيكم أكبر وليس له حدود، فنحن إخوانكم وأبناؤكم وكلنا يد واحدة تحت راية حكومتنا الرشيدة».
ثم طالبت قبيلة آل منصور من قبيلة آل فطيح يام الدخول إلى المخيمات للتشاور بينهم، ثم أقبلت قبيلة آل منصور بزامل مطلعه : «مرحبا مليون يا صبيان يام عند من يذرى الجميل ويذخره»، معلنين فيه العفو، وقالوا «تنازلنا عن الحق الخاص لوجه الله سبحانه وتعالى ثم لوجه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وتقديرا لصحاب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران»، ثم ارتفعت الرايات البيضاء لقبيلة آل منصور على موقفهم النبيل والتنازل بدون أي مقابل.
بعد ذلك أقبل آل فطيح يرددون زاملا، يثنون فيه على موقف قبيلة آل منصور وتنازلهم عن مطالبهم التي طلبوها في بداية عملية الصلح، ومقدمين لهم نصف مليون ريال تقديرا منهم على كرم وشجاعة آل منصور في العفو والصفح، ولكن قبيلة آل منصور رفضت ذلك وقالت «إننا عفونا لوجه الله تعالى وبدون أي مقابل».