-A +A
أحمد عائل فقيهي (هاتفيا ــ باريس)

أكد المفكر والشاعر السوري أدونيس لـ «عكاظ»، ردا على المشككين في مواقفه إزاء النظام السوري، أن موقفه تجاه الثورة في سورية معروف ، وقال: «موقفي واضح، والإخوان الذين يقولون بإنني ضد الثورة يتصرفون وكأنهم سلطات بلا سلطة ورسالتي التي أرسلتها لصديقي الشاعر المغربي صلاح بوسريف والتي نشرتها صحيفة القدس الأسبوع الماضي كانت رسالة واضحة وموقفي فيها أكثر وضوحا».

وأضاف هذه مناسبة لأقول عبر « عكاظ» : «إنني ضد النظام السوري، وضد جميع أشكال القمع والطغيان في العالم العربي، ولكني أرجو ألا يكون أسلوب من يسمون أنفسهم ثوارا كاسلوب السلطة التي يحاربونها» .

واستطرد أدونيس «موقفي من النظام السوري واضح ومعلن منذ أن خرجت من سورية عام 1956م» ، ووصف النظام الحاكم بـ «الأحادي» ، مبينا أنه اتخذ الواحدية السياسية والفكرية منهجا له، وأشار إلى أنه ابتعد عن سورية وعانى فى هذا الصراع، على مدى نصف قرن، ولم يستطع دخول سورية على مدى عشرين سنة، وقال «المشكلة في العالم العربي هي مشكلة أنظمة ومؤسسات وعقليات، وأنا لست ضد أشخاص، بل ضد النظام كنظام».

وحول ثورات الربيع العربي قال : «كل الثورات في الحياة العربية يجب أن تخرج من السياق التقليدي السياسي القديم، ولذلك فجميعها فشل بدون استثناء منذ ثورة بغداد 1956م ، وحتى ثورة جمال عبدالناصر التي قامت 1952م لأن هذه الثورات بقيت في السياق القديم».

وأكد أدونيس أنه «لا يساند الحركات السياسية الدينية الأصولية»، موضحا أن «مساندتها ليست إلا انخراطا في الصراعات المذهبية والدينية الموروثة التي شوهت الحياة العربية والثقافة العربية»، مؤكدا في نفس الوقت أنه ليس ضد الدين قائلا «لست ضد الدين، أو ضد الإيمان بالدين، وإنما أنا ضد استخدام الدين سياسيا لأن استخدام الدين سياسيا هو شكل من أشكال العنف، وأنا ضد العنف بجميع أشكاله، وإذا كنا لا نستطيع أن نقنع البشر بالفكر والحوار فإن إقناعهم بالسجون والعصي والسيوف لن يجدي شيئا».

وعن مشاريعه الثقافية والفكرية والشعرية القادمة قال أدونيس: « انتهيت من ديوان النثر العربي» الذي صدر في أربعة أجزاء عن «دار بدايات» في دمشق وهو عمل مهم جدا، كمشروعي الذي تمثل في «ديوان الشعر العربي» الذي صدر في ثلاثة أجزاء منذ عدة سنوات وسوف يصدر لي ديوان جديد بعنوان «كونشرتو القدس» وذلك عن دار الساقي.