-A +A
عبده خال
لم أسمع أو أقرأ نتائج إيجابية لمن قام بالتبليغ عن هرب سائق أو خادمة، ومعظم تجارب المواطنين في هذا الخصوص تذهب إلى الجوازات وتسجل من باب إبراء ذمة الكفيل بينما تضيع حقوقه المادية بسبب ذلك الهرب دون أن يعوض من أي جهة كانت، فالمكاتب المنتشرة على طول البلاد وعرضها لم تستطع إلى الآن توفير ضمانات تحمي المتعاملين معها من هذا الهروب الجماعي، ولأن (الطاسة ضائعة) فقد تكونت في مدن كثيرة سوق سوداء للعمالة المنزلية ،بلغت فيها الأجور حدا يفوق مرتبات الباحثين عن العمل بشهادات الثانوية العامة، فالخادمة يصل مرتبها إلى 2000 ريال بينما يصل أجر السائق إلى ألفين وخمسمائة .. وأمام النمط المعيشي الذي دخلنا جميعا في نفقه ولم نعد قادرين على الخروج منه أصبح معظمنا في حاجة ماسة إلى الخادمة والسائق لذلك تواطأنا مع الخدم والسائقين الهاربين كي لا تتعطل أعمالنا أو تتسخ بيوتنا، وذلك بسبب عقم الإجراءات الكفيلة بضمان حقوقنا المهدرة عند هرب تلك العمالة، واستمرار هذه الحالة يقود إلى مشاكل اجتماعية وأمنية متداخلة لازلنا نعاني منها كثيرا .. إن حل مشكلة العمالة المنزلية المستقدمة يجب أن يتوقف ونبدأ في البحث عن الحلول الممكنة داخليا، وهو النداء القديم الجديد وحين أفسحت وزارة العمل لشركتين لتشغيل السعوديات كعاملات منازل ضج المجتمع ضد ذلك، بينما واقع كل الدول أن من يقوم بالعمل في المهن الدنيا هم أبناء البلد، فالكناس والخادم والخادمة هم من نفس نسيج المجتمع .. ولأن هذه الخطوة لازال أمامها ضجيج كبير كنت قد ناديت سابقا بالاستفادة من (المواليد ممن لا يملكون المؤهلات العلمية ولازالوا داخل البلد كقوة إنتاجية مهدرة) للقيام بهذه المهام ويمكن بدراسة مبسطة ترفع لوزارة الداخلية تشرح الطرق التي يمكن الاستفادة منهم، وربما يسأل أحدكم لماذا وزراة الداخلية، أقول له لأن معظمهم لازال يبحث عن التجنس بينما نظام التجنس لا يشملهم بنقاطه المعروفة، فإذا تم تحويلهم إلى طاقة إنتاجية والاستفادة منهم، فما الضير من تحويلهم إلى قاعدة عمالية في جميع المجالات..
أما بقاء وضعنا بهذه الصورة مع العمالة المنزلية سيقــــودنــا إلى كــــوارث لا تحمــــد عقــبـاها وكل مرة يثبت الواقع صدق هذا القول إلا أن أحدا لا يريد أن نتقدم خطوة في هذا الطريق.
Abdookhal2@yahoo.com


للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة