-A +A
سليمان بن محمد العيسى
أتألم كثيرا حين أقرأ وأسمع عن قصص عقوق الوالدين.. وأبكي بكل حرقة حين أعرف عن قصص آباء أو أمهات تؤويهم دور الرعاية الاجتماعية وقد تخلص منهم أبناؤهم لتتولاهم الدولة الكريمة بالرعاية والاهتمام..
إن رضا الله من رضا الوالدين، فكيف نعق بهم.. كيف نتجرد من برنا وصلاحنا ونترك آباءنا وأمهاتنا على قارعة الطريق أو داخل دور الرعاية أو مستشفيات العلاج.. أين ضمائرنا.. وإنسانيتنا، لقد قست القلوب وتجردت من كل معاني ديننا القويم الذي يحث على الصلاح والبر لآباء تحملوا شقاء الزمن من أجل إسعاد أبنائهم ولأمهات كابدن التعب والسهر والعناء من أجل أبنائهن وبناتهن.. وقد نسينا أن الجنة تحت أقدامهن.. وأن والدنا مصدر سعادتنا ومعين حبنا ورضا ربنا.. نسينا أن العقوق شيمة الفاسدين ورذيلة الخاسرين. وخسئت رجولة عاقة وقد باءت بغضب الله ثم غضب الناس الصالحين.. إن العقوق خسران في الدنيا والآخرة وسيجنيه العاقون في ذرياتهم هوانا وذلة وعقابا..
احضنوا والديكم برا ورعاية وحنانا سعيا إلى جنة عرضها السموات والأرض في الآخرة.. وكسبا إلى الفلاح والتوفيق في الحياة الدنيا.. كونوا لهم سندا وعونا.. وارحموهم برا وتواصلا.. ومهما سعيتم إلى إرضائهم فإنكم تظلون المقصرين في حقهم والعاجزين على إيفائهم ما يستحقون من رضا ولين ورحمة.. كونوا الأوفياء البررة من أجلهم لتنالوا رضا الله عز وجل وصالح دعائهم.. انزعوا عن قلوبكم قسوة الصدود والعقوق.. وامنحوهم فيض حبكم وسعيكم الذي لا يتوقف من أجل إسعادهم ورإضائهم.. ولتعلموا أن ما تقدمونه من بر وصلاح ستجدونه في أبنائكم وبناتكم.. وما تقدمونه من عقوق لهم يجعله الله من أشد سيئاتكم خسرانا في الدنيا.. وعقابا حارقا في الآخرة..
أيها الآباء.. وأيتها الأمهات...
جزى الله أفعالكم أجرا ومثوبة، ومهما فعلنا لأجلكم نظل المقصرين في حقكم أبناء وبنات.. نحن الساعين من أجلكم برا وتواصلا ورحمة ننشد رضاكم.. فأنتم الرحمة والحنان في دنيا فانية، وبرنا بكم خير لنا في حياة أبدية يوم يبعث الله خلقه يوم الحساب.

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 163 مسافة ثم الرسالة