-A +A
عبدالكريم الذيابي، ماجد النفيعي (الطائف)، عبدالله المقاطي (ظلم)، عبدالهادي الصويان (المدينة المنورة)

تعددت سيناريوهات الأمطار البارحة الأولى في محافظة الطائف، فمن انقطاع الكهرباء وحلول الظلام لساعات طويلة إلى توقف الأنشطة التجارية وخلو الشوارع من المارة والمركبات، فضلا عن إطلاق بعض أهالي الطائف لقب المدحوسة على نقاط تصريف مياه الأمطار نظرا لعجزها استيعاب كميات المياه الراكدة في الشوارع، بينما حاصرت الأمطار مستشفى الصحة النفسية، وتحولت بعض الطرق المعبدة إلى حفر ومطبات بفعل المطر.

وكان ثمة عطل كهربائي أثناء هطول الأمطار تسبب في انقطاع التيار عن أجزاء واسعة من مركز ظلم شرقي الطائف لمدة تجاوزت الساعات الأربع وذلك بعد الأمطار المتوسطة التي هطلت على المركز.

كما أدى انقطاع التيار إلى توقف الأنشطة التجارية في المحال ومحطات وقود واستراحات، إذ اكتضت محطات الوقود بسيارات المسافرين، واتجه السكان لاستخدام الشموع والفوانيس للإضاءة.

وكانت دوريات شرطة ظلم كثفت من تواجدها أمام المحال التجارية وفي الشوارع الرئيسية والفرعية تحسبا لأية حالات طارئة.

وتلقت إدارة العمليات والطوارئ بشركة الكهرباء في محافظة الطائف يومي أمس وأمس الأول، العديد من بلاغات أعطال التيار الكهربائي في أحياء ومناطق عديدة على مستوى محافظة الطائف، نتيجة الأمطار والسيول التي عمت أرجاء المحافظة، فيما كان هناك تنسيق بين شركة الكهرباء والدفاع المدني في جميع الحالات لتفادي حدوث الحرائق.

وشكا عدد من المواطنين من أن إعادة التيار تستغرق مدة طويلة خصوصا في أعطال الكيابل في الشبكات الأرضية ببعض الأحياء مثل المثناة، والقيم، وأم العراد، وأجزاء من عودة، والحوية، أما الانقطاعات الطويلة فاستمرت لساعات معدودة في المواقع والمناطق التي تكون خدمة الكهرباء فيها عن طريق الشبكات الهوائية في شمال شرق الطائف مثل عشيرة، والقرشيات، والعطيف.

من جانبه، أوضح لـ«عكاظ» الناطق الإعلامي المكلف في الدفاع المدني بالطائف العقيد عمر المقذلي أن هناك تواصلا بين الدفاع المدني وشركة الكهرباء عن طريق الاتصال اللاسلكي، مشيرا إلى أن الانقطاعات كثيرة بسب التماس الكهربائي جراء مياه الأمطار، لافتا إلى عدم حدوث أية خسائر بشرية بحمد الله.

«عكاظ» أجرت اتصالات متعددة على مدير كهرباء الطائف بالنيابة للحصول على توضيح ولكنه لم يجب على الاتصال.

يشار إلى أن مشهد المكانس والجرافات اليدوية لمعالجة كميات المياه الراكدة في الشوارع والأنفاق مألوفا في الطائف، إذ يسعى عدد من العمالة التي تديرها شركات تتبع لأمانة الطائف إلى جرف المياه من الشوارع والأنفاق إلى نقاط التصريف.

وبدا ذلك جليا في نفق الملك فيصل وشارع أبو بكر الصديق بعد أن هب عشرات العمال وهم يحملون المكانس والجرافات اليدوية لإرشاد المياه إلى نقاط التصريف والتخفيف من ضغط طبقات الأسفلت.

بينما أبدى آخرون استعدادهم عند الطلب بالوقوف على الأرصفة التي تشكل شوارعها تجمعا مائيا ومعهم المكانس والجرافات بحثا عن العائد المادي.

من جهة أخرى، أطلق عدد من سكان الطائف اسم «المدحوسة» على نقاط التصريف في الشوارع والميادين بعد أن امتلأت فور هطول الأمطار أمس الأول ووقفت هذه النقاط موقف الحائر بعد تعثر تصريف كميات المياه من داخلها لتشعر من يشاهدها بأنها في وضع مزر للغاية.

من جهة أخرى حاصرت أمس كميات كبيرة من المياه الراكدة مستشفى الأمراض النفسية في الطائف، وجرى تدفقها إلى ساحات المستشفى ما حدا بعمال الصيانة إلى استخدام الجرافات اليدوية لتحويل مسارات المياه إلى نقاط التصريف.

ورصدت عدسة «عكاظ» محاصرة الراكدة أمس الأول لمستشفى شهار من جهة الشرق وشكلت معها كميات كبيرة من الأتربة.

كما كشفت أمطار الطائف عن ضعف نقاط التصريف في عدة شوارع رئيسية في المحافظة كشارع الجيش وطريق الشفا الجديد المتصل بشارع الستين وشارع شبرا ووادي وج، حيث تحولت من طرق معبدة إلى حفر وتصدعات أهلكت مركبات العابرين.

وأوضح مصدر في أمانة الطائف أنهم يستقبلون بلاغات من كميات الأتربة والصخور ويتم التعامل معها مباشرة عن طريق آليات ووايتات شفط، مشيرا إلى أنه عند اتضاح تدهور أي مشروع يستدعى المقاول فورا وتجري محاسبته.

وأدت كثافة الأمطار التي هطلت على محافظة الطائف أمس الأول إلى مداهمة السيول محلات الأجهزة الإلكترونية والحواسيب بحي الفيصلية القريبة من برج قلب الطائف.

وكانت الكميات المتدفقة من مياه السيول والقادمة من شارع أبو بكر صبت باتجاه السوق المخصص للأجهزة الإلكترونية وأجهزة الحاسوب واستقرت في المحلات وبين الممرات، فيما اتجهت أجزاء من مياه السيل المندفع، بعد اختراقه الممرات ونفاذه من الجهة الخلفية، إلى أحد المساجد داخل الحي، في حين اضطر عدد من الباعة والمتسوقين إلى المكوث في مواقع عالية خوفا من أن يتعرضوا لصعقات كهربائية.

وأكد ابو فيصل ـ صاحب محل ـ أن كمية السيول التي داهمت السوق كانت وفيرة، مشيرا إلى أن التصريف لم يكن بالشكل المطلوب وينبغي على المستثمر معالجته، مضيفا أنه في حال استمرار هطول الأمطار في الأيام المقبلة ستكون المحلات عرضة لخسائر أكبر، لافتا إلى أنه تم إبلاغ الدفاع المدني وإشعاره بمشكلة التصريف.

وأوضح الناطق الإعلامي المكلف في الدفاع المدني بالطائف العقيد عمر المقذلي، أن البلاغات عن السيول في الأحياء والمحلات بالطائف عديدة، ومنها محلات أجهزة الكمبيوتر والحاسوب، مشيرا إلى أنه تم إخراج المحتجزين في المحلات.

كما هطلت أمس أمطار غزيرة إلى متوسطة على منطقة المدينة المنورة شملت أجزاء من محافظة المهد، ومركز وادي الفرع والقرى المجاورة له، ومركز اليتمة، وهجرة الهندية، والحليقة، ووادي النقيع، والشطبة، وخلص، والسديرة، وضاف، والمروية سالت على إثرها بعض الشعاب.

كما اجتاحت المدينة المنورة أمس رياح نشطة محملة بالعوالق الترابية، ما أدى إلى تدني مدى الرؤية الأفقية إلى مسافات قليلة خصوصا في المناطق المكشوفة، مع وجود تشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة.

وبين الموقع الرسمي للأرصاد انه سيكون هناك حزام سحابي من السحب المنخفضة والمتوسطة اليوم، تتخلله سحب رعدية ممطرة، ممتد من جنوب المملكة الى شمالها مرورا بمنطقة مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومنطقة حائل، والحدود الشمالية، والقصيم، والجوف، وسماء غائمة جزئيا الى غائمة على منطقة الرياض، والشرقية، وتتأثر الرؤية الأفقية بالعوالق والأتربة المثارة مع انخفاض نسبي فى درجات الحرارة خاصة العظمى، وفرصة تكون الضباب في ساعات الصباح الباكر على المدن الجبلية والساحلية للبحر الأحمر، وكذلك الخليج العربي.

وواصلت مساء أمس الأمطار الغزيرة هطولها على مدينة مكة المكرمة وضواحيها مصحوبة بزخات من البرد والعواصف الرعدية سالت على إثرها الأودية والشعاب.