لا يستند عنصر النصر والرزق في الإسلام إلى قوة مادية، بل يتركز على محور أو جوهر روحي مستقى من حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام الذي يقول فيه: «وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم»، كما روى الإمام البخاري في صحيحه.
فالقوة نتيجة سابقة للمعلومة وليست المعلومة سابقة لها كما في المفهوم الإعلامي الغربي، فالله تعالى يقول: (وما نحن بمسبوقين) الواقعة 61. وهذه القوة الروحية لا تتمثل في العقاب والقسوة والعنف والتأنيب، وإنما في الدعاء والصدقة.. الدعاء في جوف الليل، بأن يهب الله المسيئين للمحسنين ــ على سبيل المثال ــ ودبر كل صلاة مكتوبة وعند اجتماع الصفوف... إلخ.
والصدقة المخفية التي نوه بها القرآن الكريم بالنسبة للفقراء الذين يستوي بهم الضعفاء رغم الاختلاف النسبي بينهم هي التي قال عنها سبحانه (إن تبدوا صدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير) البقرة /271. وفي هذه الآية تبرز لنا مسألة الخير في ذات شأن عظيم في حياتنا، ومنها جاءت «خيرية» أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
إن الدعاء لهؤلاء الضعفاء بالخفاء في جوف الليل سهام تدفع عنهم البلاء وتكشف عنهم البُرحاء وتدنو بهم من الرجاء، حينما ينزل الله تبارك وتعالى في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا فيقول: (هل من مستغفر فأغفر له... إلخ الحديث القدسي).
ونحن حينما نتصور الفرق بين طريق الهداية وطريق الغواية نجد البون شاسعاً، فهنا الندى يكلل طريق الهدى، وهناك الشوك مزروعاً على طريق الغوى!!
قد يتصور البعض أن النصر والرزق اللذين أشار إليهما الحديث النبوي ماديان، لكن الحقيقة غير ذلك: فمن يقوم بهذا الأمر ويتقوى بالضعفاء إنما ينتصر على شهوات ولذات كثيرة منها ــ مثلا ــ لذة الأخذ بالثأر ــ فيعفو ويصفح، أخذا بقوله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين) الأعراف 199. أما القوة بأحسبها تعني الهيبة والتقدير في نفوس أولئك الضعفاء الذين استهدفهم هذا القائم على أمرهم، فينصتون إليه باهتمام، كلما تحدث إليهم وناقشهم..
بقي الهدى، فهو من الله... قال سبحانه: (ليس على هداهم ولكن الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) البقرة /271، وقال: (إنك لا تهدي من أحببت) القصص 56.
ضعفاء انساقوا خلف الشيطان ذي الكيد الضعيف، مهما كان يحجزهم عن الأمل ظل كثيف، خلا من يوم يطل عليهم برفرفة جناح طائر لطيف.. يحلق بهم نحو آفاق الندى.. بعيداً عن خيالات الشيطان الصفراء، ألا لعنة الله عليه، والله ولي التوفيق.
فالقوة نتيجة سابقة للمعلومة وليست المعلومة سابقة لها كما في المفهوم الإعلامي الغربي، فالله تعالى يقول: (وما نحن بمسبوقين) الواقعة 61. وهذه القوة الروحية لا تتمثل في العقاب والقسوة والعنف والتأنيب، وإنما في الدعاء والصدقة.. الدعاء في جوف الليل، بأن يهب الله المسيئين للمحسنين ــ على سبيل المثال ــ ودبر كل صلاة مكتوبة وعند اجتماع الصفوف... إلخ.
والصدقة المخفية التي نوه بها القرآن الكريم بالنسبة للفقراء الذين يستوي بهم الضعفاء رغم الاختلاف النسبي بينهم هي التي قال عنها سبحانه (إن تبدوا صدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير) البقرة /271. وفي هذه الآية تبرز لنا مسألة الخير في ذات شأن عظيم في حياتنا، ومنها جاءت «خيرية» أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
إن الدعاء لهؤلاء الضعفاء بالخفاء في جوف الليل سهام تدفع عنهم البلاء وتكشف عنهم البُرحاء وتدنو بهم من الرجاء، حينما ينزل الله تبارك وتعالى في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا فيقول: (هل من مستغفر فأغفر له... إلخ الحديث القدسي).
ونحن حينما نتصور الفرق بين طريق الهداية وطريق الغواية نجد البون شاسعاً، فهنا الندى يكلل طريق الهدى، وهناك الشوك مزروعاً على طريق الغوى!!
قد يتصور البعض أن النصر والرزق اللذين أشار إليهما الحديث النبوي ماديان، لكن الحقيقة غير ذلك: فمن يقوم بهذا الأمر ويتقوى بالضعفاء إنما ينتصر على شهوات ولذات كثيرة منها ــ مثلا ــ لذة الأخذ بالثأر ــ فيعفو ويصفح، أخذا بقوله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين) الأعراف 199. أما القوة بأحسبها تعني الهيبة والتقدير في نفوس أولئك الضعفاء الذين استهدفهم هذا القائم على أمرهم، فينصتون إليه باهتمام، كلما تحدث إليهم وناقشهم..
بقي الهدى، فهو من الله... قال سبحانه: (ليس على هداهم ولكن الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) البقرة /271، وقال: (إنك لا تهدي من أحببت) القصص 56.
ضعفاء انساقوا خلف الشيطان ذي الكيد الضعيف، مهما كان يحجزهم عن الأمل ظل كثيف، خلا من يوم يطل عليهم برفرفة جناح طائر لطيف.. يحلق بهم نحو آفاق الندى.. بعيداً عن خيالات الشيطان الصفراء، ألا لعنة الله عليه، والله ولي التوفيق.